استمع إلى الملخص
- رغم أن الحكم أفاد آلاف اللاعبين، إلا أن بوسمان دفع ثمناً باهظاً، حيث توقفت مسيرته الكروية ويعيش الآن على معاش اجتماعي بسيط، بعد استبعاده من الاتحاد البلجيكي.
- محاولات دعم بوسمان مادياً لم تلقَ تجاوباً كبيراً، حيث اقترح تبرع اللاعبين بجزء من رواتبهم، لكن استجاب فقط ثلاثة لاعبين.
قبل ثلاثين عاماً تقريباً، غيّرت قضية بوسمان وجه كرة القدم الأوروبية إلى الأبد. ففي ديسمبر/كانون الأول 1995، أصدرت محكمة العدل الأوروبية حكماً تاريخياً لصالح اللاعب البلجيكي جان-مارك بوسمان (61 عاماً)، أنهى نظاماً مجحفاً في انتقالات اللاعبين، حدّ من حريتهم المهنية.
ومنذ ذلك الحكم، أصبح من حق اللاعبين في الاتحاد الأوروبي الانتقال بحرية بين الأندية، دون الحاجة إلى تعويض مالي للأندية السابقة مع نهاية عقودهم، كذلك أُلغيت القيود على عدد اللاعبين الأجانب من دول الاتحاد الأوروبي، في البطولات المحلية.
معركة قانونية كلّفت بوسمان مسيرته
وبحسب تقرير صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الاثنين، فالقضية تعود إلى عام 1990، حين رفض نادي لييغ البلجيكي السماح لبوسمان بالانتقال إلى نادي دونكيرك الفرنسي في الدرجة الثانية، رغم انتهاء عقده، مطالباً بتعويض ضخم، ليرفض اللاعب الخضوع لهذا الابتزاز، ويرفع القضية التي استمرت خمس سنوات.
وبينما استفاد آلاف اللاعبين بعده من الحكم التاريخي، فإن بوسمان نفسه دفع ثمناً غالياً: مسيرته توقفت عملياً، ولم يعد إلى الملاعب، واليوم يعيش على معاش اجتماعي بسيط. وخلال ندوة نظّمتها رابطة اللاعبين الإسبان أخيراً، قال مسؤول وحدة الرياضة بالمفوضية الأوروبية، ماتيو زاكيتي: "في ذلك الوقت، كان اللاعبون أسرى أنديتهم حتى بعد انتهاء عقودهم. بوسمان دفع ثمناً شخصياً ومهنياً كبيراً ليحرّر زملاءه من نظام ظالم. اليوم يعيش على معاش اجتماعي بعد استبعاده من الاتحاد البلجيكي، ولم يعد للعب كرة القدم تقريباً".
من جهته، كشف الرئيس التنفيذي لشركة روزهويرتا وكريسبو القانونية المتخصصة في الرياضة، خوان دي ديوس كريسبو، تفاصيل مؤلمة عن واقع بوسمان الحالي، قائلاً: "اليوم هو محطَّم تماماً. النقابة الدولية للاعبي كرة القدم المحترفين تمنحه مبلغاً بسيطاً شهرياً ليتمكن من العيش. هو أصغر مني سنّاً، لكنه يبدو كجدي".
وأشار كريسبو إلى محاولات سابقة لدعم بوسمان مادياً، حيث اقترح أن يتبرّع اللاعبون بـ10% من راتب شهر واحد، لكن فقط ثلاثة لاعبين تجاوبوا، من بينهم نجم إسبانيا وتشلسي السابق، خوان ماتا. من جهته، قدّم الرئيس السابق لأندية برشلونة، ومايوركا، وفالنسيا، ماتيو أليماني، وجهة نظر الأندية، بالقول: "في الثمانينيات، كان اللاعب محبوساً حتى بعد نهاية عقده. ما غيّرته قضية بوسمان كان جوهرياً. في البداية، اعتقدوا أن القرار سيضرّ الكرة الإسبانية، لكن العكس هو الذي حدث: نجاحات المنتخب جاءت بفضل هذا الانفتاح".