إبراهيما تونكارا... يامال الجديد وجوهرة "لا ماسيا" المقبلة
استمع إلى الملخص
- تونكارا، ذو الأصول الغامبية، أظهر مهارات استثنائية في المراوغة واللعب بين الخطوط، مما جعله يصعد بسرعة في فرق النادي، وشارك في دوري أبطال أوروبا للشباب، تاركاً انطباعاً قوياً.
- تعكس نجاحات "لا ماسيا" التزام برشلونة بتطوير المواهب داخلياً، مما يساعد النادي في مواجهة التحديات المالية والرياضية، مع الحفاظ على هويته الكروية.
تعيش أكاديمية نادي برشلونة "لا ماسيا" مرحلة من التوهج والتألق، في السنوات الأخيرة، بفضل العدد الكبير من اللاعبين، الذين قدّمتهم إلى الفريق الأول، بداية بأسطورة كرة القدم الأرجنتينية ليونيل ميسي (38 عاماً)، ونجوم "الجيل الذهبي"، الذين صنعوا أمجاد "البلاوغرانا"، وصولاً إلى ثاني أحسن لاعب في العالم حالياً، الإسباني لامين يامال (18 عاماً)، الذي يُعتبر آخر إنتاجات الأكاديمية في المستوى العالي.
وفي هذا الخصوص، يُطل المهاجم الإسباني ذو الأصول الغامبية إبراهيما تونكارا (15 عاماً) كأحدث اكتشاف في مدرسة برشلونة الكروية، بعدما فرض اسمه بقوة داخل فئة الشباب وفي منتخب إسبانيا لأقل من 17 عاماً. وتألق تونكارا في فترة التوقف الدولي الأخيرة، بعدما بصم على ثلاثة أهداف وتمريرة حاسمة، خلال مباراتين في التصفيات المؤهلة إلى كأس أوروبا للناشئين، ليخطف الأضواء، رغم فارق السن الكبير مع أغلب زملائه ومنافسيه.
وسلّطت صحيفة ماركا الإسبانية، أمس الأحد، الضوء على جوهرة برشلونة الجديدة، التي بدأت تجذب الأنظار بموهبتها الفطرية وأسلوبها السلس في المراوغة، إذ يتميز اللاعب بلمسة أنيقة للكرة، وقدرة طبيعية على تجاوز المنافسين بسهولة تُذكّر بجيل لامين يامال وبيدري، ما جعله يُصنّف كأحد أبرز الوجوه الواعدة في أكاديمية "لا ماسيا"، الأمر الذي دفع إلى تصعيد النجم الصغير تدريجياً في فئات النادي من فريق تحت 15 إلى تحت 16 عاماً، قبل أن يُفاجئ الجميع هذا الموسم بانضمامه إلى فريق "الشباب أ" (تحت 19 عاماً)، حيث خاض ثلاث مباريات وسجّل هدفًاً، رغم أنه يصغر معظم زملائه بأربع سنوات كاملة.
وفي ظهوره الأوروبي الأول ضمن دوري أبطال أوروبا للشباب، شارك تونكارا في فوز برشلونة على باريس سان جيرمان الفرنسي (2-1)، إذ لعب اثنتي عشرة دقيقة فقط، لكنها كانت كافية لإظهار لمحات من موهبة استثنائية، تاركاً انطباعاً واضحاً لدى الجهاز الفني، الذي يرى فيه نموذج المهاجم العصري القادر على اللعب بين الخطوط، وصناعة الفارق من لا شيء.
ويأتي بروز هذه المواهب الجديدة من "لا ماسيا" ليؤكد ترسيخ نادي برشلونة لتقاليده القائمة على تكوين لاعبيه داخل البيت الكتالوني، بدلاً من الانخراط المفرط في سوق الانتقالات، خاصة في ظل الوضعية المالية الصعبة، التي يعيشها النادي في السنوات الأخيرة، إذ تمثّل الأكاديمية اليوم حلاً سحرياً لمواجهة التحديات الرياضية والاقتصادية، مع الحفاظ على الهوية الكروية للنادي الكتالوني.