منظمة الصحة العالمية: 42 ألف فلسطيني في غزة غيّرت إصاباتهم مجرى حياتهم

02 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 22:08 (توقيت القدس)
من ضحايا آلة الحرب الإسرائيلية في مدينة غزة، 17 يونيو 2025 (محمود أبو حمدة/ فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يعاني قطاع غزة من أزمة إنسانية حادة بسبب الحرب، حيث أُصيب 42 ألف فلسطيني، ربعهم أطفال، مع خضوع أكثر من خمسة آلاف لعمليات بتر، مما يبرز الحاجة للرعاية الصحية وإعادة التأهيل.
- تواجه الخدمات الصحية تحديات بسبب القيود على دخول المواد الطبية، مما يعيق الرعاية. دعت منظمة الصحة العالمية لوقف إطلاق النار وضمان وصول الإمدادات الطبية وتعزيز الخدمات الصحية.
- أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى الحاجة لزيادة وتيرة الإجلاء الطبي، مؤكداً التزام المنظمة بدعم النظام الصحي في غزة.

قبل أيام قليلة من دخول الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عامها الثالث، يعاني نحو 42 ألف فلسطيني في القطاع المحاصر من إصابات تغيّر مجرى حياتهم. هذا ما خلص إليه تقرير جديد نشرته منظمة الصحة العالمية، اليوم الخميس، بيّنت من خلاله أنّ جريحاً واحداً من بين كلّ أربعة جرحى غيّرت إصاباتهم حياتهم هو طفل. يأتي هذا ليؤكد مرّة جديدة أنّ العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة هو كذلك حرب على الأطفال، بحسب ما أفادت وكالات عدّة تابعة للأمم المتحدة منذ الأيام الأولى.

وتُمثّل إصابات الفلسطينيين، الناجمة عن قذائف إسرائيلية وطلقات نارية وغيرها، التي من شأنها تغيير مجرى الحياة، "ربع مجموع الإصابات المُبلَّغ عنها، من إجمالي 167 ألفاً و376 شخصاً" أُصيبوا في الحرب الأخيرة على قطاع غزة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، بحسب منظمة الصحة العالمية التي أضافت في تقريرها الأخير أنّ "أكثر من خمسة آلاف من هؤلاء خضعوا لعمليات بتر". يُذكر أنّ البتر قد يشمل طرفاً واحداً أو أكثر، مع العلم أنّ المفوّض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني كان قد أفاد، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، بأنّ نسبة الأطفال ذوي الإعاقة في قطاع غزة هي "الأعلى في العالم"، ولفت إلى "جائحة إعاقات" في القطاع المحاصر والمستهدف.

وتناولت منظمة الصحة العالمية انتشار الإصابات الحادة بين الجرحى الفلسطينيين في قطاع غزة، بما في ذلك الإصابات في الذراعَين والساقَين وتلك التي طاولت الحبل الشوكي والدماغ بالإضافة إلى الحروق الكبرى، الأمر الذي يضاعف الحاجة إلى توفير خدمات جراحية متخصّصة وإعادة تأهيل، إذ إنّ أثر هذا النوع من الإصابات عميق لدى الجرحى وعائلاتهم. كذلك سلّطت الضوء على انتشار إصابات الوجه والعينَين المعقّدة، علماً أنّ تلك الحالات تؤدّي في الغالب إلى تشوّهات وإعاقات ووصم اجتماعي.

الصورة
طفلة فلسطينية خسرت ذراعها في حرب على غزة - مدينة غزة - 22 إبريل 2025 (الأناضول)
فلسطينية صغيرة خسرت ذراعها وطفولتها في الحرب على غزة، 22 إبريل 2025 (الأناضول)

ورأت منظمة الصحة العالمية أنّ من أجل ضمان الوصول إلى الرعاية الصحية وتوسيع نطاق الخدمات الصحية، بما في ذلك إعادة التأهيل، في قطاع غزة المحاصر والمستهدف، وجوب توفّر حماية عاجلة للرعاية الصحية، وضمان وصول من دون عوائق إلى الوقود والإمدادات الأخرى، وإزالة القيود المفروضة على دخول المواد الطبية الأساسية إلى القطاع، بما في ذلك الأجهزة المساعدة للأشخاص الذين أُصيبوا بإعاقات، لكنّ الوكالة التابعة للأمم المتحدة شدّدت، مرّة جديدة، على أنّه لا بدّ من "وقف فوري لإطلاق النار" قبل أيّ شيء آخر.

ولفتت المنظمة إلى أنّ تقريرها الأخير أُعدّ في شهرَي أغسطس/ آب وسبتمبر/ أيلول 2025، في خلال فترة تصعيد حاد في قطاع غزة، ولا سيّما مع الهجوم العسكري الإسرائيلي المكثّف على مدينة غزة الشمالية، وكذلك وسط المجاعة المعلنة في المدينة والنزوح القسري والقتل عند نقاط توزيع المساعدات وتدمير الخدمات الصحية وتعطيلها. وحذّرت من أنّ "الوضع الصحي ماضٍ في التدهور يوماً بعد يوم"، وشدّدت على أنّ ثمّة حاجة ملحة لتعزيز الخدمات الخاصة بمعالجة الإصابات، بما في ذلك إعادة التأهيل والتنبّه للصحة النفسية والدعم النفسي-الاجتماعي، من أجل توفير علاج فعّال للمصابين من أجل تعافيهم بالكامل.

في سياق متصل، أشار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إلى أنّ 15 ألفاً و600 مريض وجريح تقريباً في قطاع غزة ما زالوا ينتظرون الإجلاء الطبي، من بينهم 3.800 طفل. وبيّن أنّ "في الوقت الراهن، لا نستطيع إجراء عمليات إجلاء إلا مرّة واحدة أسبوعياً"، موجّهاً نداءات إلى "مزيد من الدول لاستقبال هؤلاء المرضى والجرحى"، ولـ"العودة إلى عمليات الإجلاء الطبي نحو الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية"، وكذلك لـ"زيادة وتيرة عمليات الإجلاء".

وبيّن غيبريسوس أنّ منظمة الصحة العالمية كانت موجودة في قطاع غزة قبل اندلاع الحرب الأخيرة، قبل نحو عامَين، مضيفاً "وكنّا هناك طوال هذا الوقت، وسوف نبقى هناك ما دام هذا الصراع قائماً". وتابع: "وعندما ينتهي (هذا الصراع)، مثلما تنتهي كلّ الصراعات، سوف نكون هناك للمساعدة في إعادة بناء المنظومة الصحية في قطاع غزة والنهوض بسكانه". وإذ رأى المسؤول الأممي أنّ "عامَين من الصراع لم يجلبا سوى الموت والدمار والمرض واليأس"، شدّد على أنّ "السلام هو الدواء الأفضل، مثلما أقول دائماً".

المساهمون