لاجئون سوريون يغادرون لبنان ضمن برنامج العودة الطوعية

29 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 18:15 (توقيت القدس)
شاحنات تحمل أمتعة لاجئين سوريين، عرسال شرقي لبنان، 16 ديسمبر 2024 (نضال الصلح/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انطلقت قافلة من اللاجئين السوريين من لبنان إلى سوريا ضمن خطة لعودة آمنة ومنظمة، بالتنسيق مع الجهات اللبنانية والسورية والدولية، حيث تم التحقق من الأسماء وتقديم وجبات غذائية وتجهيز مكان للاستراحة.
- برنامج العودة الطوعية يوفر منحة نقدية بقيمة 100 دولار لكل فرد، ويهدف لتسهيل العودة الآمنة، مع شطب 126,000 لاجئ من سجلات المفوضية بحلول 2025.
- تتوقع المفوضية عودة 200-400 ألف سوري بحلول 2025، مع توفير مساعدات نقدية إضافية في سوريا لدعم إعادة الاندماج.

في إطار خطة الحكومة اللبنانية لتنفيذ عودة آمنة ومنظّمة، انطلقت اليوم الثلاثاء قافلة لاجئين سوريين من لبنان إلى بلادهم، بالتنسيق بين المديرية العامة للأمن العام اللبناني والدولة السورية، وذلك عبر مركز المصنع الحدودي. وتأتي هذه الخطوة بمشاركة كلّ من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة والصليب الأحمر اللبناني ومنظمات إنسانية.

وتجمّعت عائلات سورية منذ ساعات الصباح الباكر تحمل أمتعتها وحاجياتها عند نقطة التجمّع في منطقة بر الياس – ملعب نادي النهضة (البقاع الأوسط)، استعداداً لانطلاق القوافل المجانية نحو الأراضي السورية، بحيث دُقِّق في أسمائهم من قبل الأمن العام اللبناني والمنظمات الأممية، كذلك قُدمت لهم وجبات غذائية، فيما جُهِّزَت متوسطة بر الياس الرسمية المختلطة للعائلات من أجل الاستراحة فيها.

وقال مصدر في مفوضية اللاجئين لـ"العربي الجديد": "انطلق اليوم الجزء الثاني من برنامج دعم عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى سورية، وتخلّله إطلاق أول رحلة بالباصات، حيث عاد 71 شخصاً". وبالتنسيق مع الحكومة اللبنانية والمنظمات الشريكة، بدأت المفوضية في لبنان بتسيير العودة الطوعية والآمنة والكريمة للاجئين الراغبين في العودة إلى سورية، وذلك عبر برنامج العودة الطوعية المنظمة ذاتياً الذي بدأ في 1 يوليو/تموز الجاري، ويتضمّن منحة نقدية لمرة واحدة بقيمة 100 دولار أميركي لكلّ فرد من أفراد العائلة العائدين، لمساعدتهم في تنظيم ترتيبات العودة عبر المعابر الحدودية الرسمية.

وكانت ليزا أبو خالد، الناطقة الرسمية باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في لبنان، قد كشفت لـ"العربي الجديد"، أن "أكثر من 15,300 سوري موجودين في لبنان عبّروا عن اهتمامهم ببرنامج العودة الطوعية الذي تدعمه المفوضية، وهذه علامة إيجابية على الاهتمام من قبلهم بالعودة". وأشارت أبو خالد إلى أنه "تم شطب أكثر من 126,000 لاجئ سوري من سجلات المفوضية بحلول عام 2025، معظمهم لأنهم عادوا بالفعل إلى سورية حتى قبل تلقي دعم المفوضية".

ولفتت إلى أن "برنامج العودة يتضمّن توفير الدعم النقدي وغيره من أشكال الدعم من المفوضية وشركائها، في كلّ من لبنان وسورية، لمساعدة العائلات على العودة والاستقرار في ديارها، بالإضافة إلى توفير الدعم في مجال النقل لمن يحتاجون إليه".

وعززت المفوضية المعلومات المقدّمة للاجئين حول العودة الطوعية، بحيث تقدم استشارات حول العودة، بما في ذلك تقديم المشورة بشأن الوثائق الشخصية وغيرها من الوثائق، مثل مُستخرجات المدارس وشهادات الميلاد، التي يرغب العائدون في الحصول عليها عند عودتهم. ولمن يختارون العودة، يتوفر دعم إعاشي بقيمة 100 دولار أميركي للشخص الواحد في لبنان، بالإضافة إلى خيارات النقل.

الصورة
استعدادات العودة إلى سورية بعد لجوء مرير، لبنان، 16 ديسمبر 2024 (نضال الصلح/ فرانس برس)
استعدادات العودة إلى سورية بعد لجوء مرير، لبنان، 16 ديسمبر 2024 (نضال الصلح/ فرانس برس)

كذلك، قد يكون العائدون من لبنان مؤهلين للحصول على مزيد من المساعدات النقدية في سورية لدعم إعادة اندماجهم، حيث تتلقى الأسر المحتاجة مبلغ 400 دولار أميركي لكل أسرة في سورية. كذلك يُسهّل الأمن العام اللبناني إجراءات الخروج، لضمان عودة اللاجئين الراغبين في ذلك بسلاسة، وهو ما أكدته أبو خالد لـ"العربي الجديد".

وتتوقع المفوضية عودة ما بين 200 ألف و400 ألف سوري بحلول نهاية عام 2025، بمن فيهم أولئك الذين تشملهم مساعدات خاصة. وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإن المناطق التي سيتوجه إليها اللاجئون هي ريف دمشق، ودمشق وحمص.

وكانت حركة العودة التجريبية شملت اليوم ثلاث حافلات تحمل 71 لاجئاً، وثلاث شاحنات تحمل أمتعتهم الشخصية من منطقة البقاع في لبنان باتجاه سورية.

وبرنامج العودة الطوعية المنظّمة هو جزء من جهدٍ له نطاقٌ أوسع يهدف إلى مساعدة اللاجئين السوريين الذين يطلبون الدعم للعودة، ويمكنهم من خلال هذا البرنامج الاستفادة من خدمة النقل من منطقة محدّدة داخل لبنان إلى إحدى نقاط العبور الحدودية الرسمية، ومن ثم إلى الوجهة النهائية داخل سورية، وذلك بالتنسيق مع الحكومة اللبنانية، بما في ذلك التسهيلات من مكتب الأمن العام اللبناني.

وقال ممثل مكتب المفوضية في لبنان، إيفو فرايسن: "كان اليوم، يوماً مؤثراً للغاية للاجئين الذين يحققون أخيراً حلمهم بالعودة إلى ديارهم بعد سنوات طويلة من اللجوء، ويتطلعون الآن إلى بناء حياتهم من جديد رغم التحديات، كما أنه إنجاز هامّ للبنان، البلد الذي قدّم الكثير للاجئين لأكثر من عقدٍ"، وأضاف: "العودة هي الحل الأمثل، ونحن ملتزمون بالعمل الوثيق مع الحكومة اللبنانية وجميع الجهات المعنية من أجل تحقيق عودة مستدامة للاجئين".

وعلى الرغم من تقلب الأوضاع داخل سورية، تُقدّر المفوضية أن نحو 700 ألف لاجئ سوري عادوا إلى بلادهم عبر الدول المجاورة منذ 8 ديسمبر/كانون الأول 2024، بما في ذلك 200 ألف شخص عبر لبنان أو منه. علاوة على ذلك، جرى إلغاء تفعيل ملفات أكثر من 120 ألف شخص من سجلات تسجيل المفوضية في لبنان حتى هذا اليوم في عام 2025، بسبب العودة المؤكدة أو المفترضة، وحتى قبل تلقيهم الدعم.

وبحسب رئيس مكتب المنظمة الدولية للهجرة في لبنان، ماتيو لوتشيانو: "تُعد خطوة اليوم مهمة في تسهيل العودة الطوعية للسوريين الطالبين الدعم من أجل العودة"، وأضاف: "لقد حرصنا على دعم هذه الحركة في كل مرحلة، مع إيلاء عناية خاصة للسلامة والكرامة والاحتياجات الفردية".

وخلال النصف الأول من شهر يوليو/تموز، سَجّل أكثر من 17 ألف شخص اهتمامهم ببرنامج العودة الطوعية المنظمة، وتلقّوا الاستشارة اللازمة بشأن خطوات هذه العملية وتداعياتها. ويتضمن البرنامج توفير المساعدات النقدية وغيرها من الدعم من المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة وشركائهما، سواء في لبنان أو في سورية، لمساعدة العائلات على العودة والاستقرار في ديارها. وبحسب المفوضية والمنظمة الدولية للهجرة، فإنّ أي عودة يجب أن تكون مصحوبة باستثمارات في مناطق العائدين، لمنع النزوح الثانوي والمساهمة في إعادة الاندماج المستدام.

المساهمون