استمع إلى الملخص
- أدت العاصفة إلى انخفاض الرؤية وعرقلة حركة السير، مما دفع لتعطيل الدوام الرسمي في البصرة وإغلاق مطارات مؤقتاً. العواصف تتزايد بسبب التصحر وتراجع الغطاء النباتي.
- حذرت الهيئة العامة للأنواء الجوية من موجات غبار كثيفة ناتجة عن رياح سطحية، مما يفاقم مشكلات بيئية أعمق في العراق.
قال مسؤول طبي عراقي في العاصمة بغداد، إنّ مستشفيات البلاد، تعاملت منذ ليلة أمس وحتى صباح الثلاثاء، مع أكثر من ثلاثة آلاف حالة اختناق وصعوبات في التنفس جراء العاصفة الترابية التي ضربت مدناً ومحافظات مختلفة من البلاد، مؤكداً استنفار الطواقم الطبية منذ ساعات للتعامل مع الحالات الواردة.
وأدت العاصفة الترابية التي خيمت على مناطق وسط العراق وجنوبه، إلى انخفاض مستويات الرؤية، وعرقلة حركة السير، خصوصاً على الطرق الخارجية الرابطة بين المدن العراقية، وهو ما استدعى استنفاراً أمنياً من قبل وزارة الداخلية، تحسباً لأي طارئ.
وقال المتحدث باسم الوزارة سيف البدر، لوكالة الأنباء العراقية (واع): إنّ "عدد حالات الاختناق التي سُجّلت بسبب موجة الغبار ليوم أمس ولغاية الآن(صباح اليوم) بلغ 3747 حالة دخول إلى ردهات الطوارئ في بغداد والمحافظات"، وأضاف أنّ "أكثر الإصابات سُجّلت في محافظة البصرة بواقع 1041 إصابة، تلتها المثنى بـ874 إصابة، ثم ميسان بـ628 إصابة، والنجف الأشرف بـ451 إصابة، وذي قار بـ268 إصابة، والديوانية بـ265 إصابة، وواسط بـ220 إصابة".
وأشار إلى أن "أغلب هذه الحالات تماثلت للشفاء التام، وغادرت بعد تلقي العلاجات اللازمة من ملاكات وزارة الصحة في ردهات الطوارئ"، مبيناً أن "الوزارة لم تواجه أي مشكلة في توفير الأدوية أو المستلزمات الطبية أو الأوكسجين"، ولفت إلى أنّ "الملاكات الصحية من أطباء وممرضين وكوادر ساندة من مهندسين وإداريين وفنيين كانوا متواجدين على مدار الساعة"، مؤكداً "لم نسجل أي حالة وفاة، ولا توجد حالات رقود في العناية المركزة أو غيرها".
وسجلت المثنى والنجف وكربلاء والبصرة والديوانية الإصابات الأعلى من بين المحافظات العراقية، وهذا ناتج من الجغرافية شبه الصحراوية التي تحيط بهذه المحافظات. وأصدرت الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي في العراق بياناً حذرت فيه من موجات غبار كثيفة، قالت إنها ناتجة من نشاط رياح سطحية قادمة من شرق السعودية وجنوب غرب العراق، وبلغ معدل الرؤية في مناطق عراقية مختلفة أقل من 700 متر.
وأعلن محافظة البصرة، أسعد العيداني، تعطيل الدوام الرسمي اليوم الثلاثاء، بسبب استمرار موجات الغبار والأتربة في أجواء المحافظة، وأُغلق مطار مدينة البصرة "مؤقتاً بسبب العاصفة الترابية"، قبل أن يعود مجدداً للعمل على نحو ضعيف للغاية. بينما توقف مطار النجف لأكثر من نصف ساعة عن الملاحة للسبب ذاته.
وتأتي هذه الظاهرة في ظل تفاقم مشكلات بيئية أعمق، أبرزها التصحر المتسارع، وتراجع الغطاء النباتي، وانخفاض معدلات الأمطار، وارتفاع درجات الحرارة، ما أسهم في تحويل مساحات واسعة من الأراضي إلى بيئة طاردة للحياة النباتية ومصدّرة للغبار والرمال.
وقد بدأت العواصف الترابية تضرب البلاد بوتيرة متزايدة وخلال فترات متقاربة، مسببةً ارتفاعاً ملحوظاً في عدد حالات الإصابة بالاختناق وأمراض الجهاز التنفسي، وخصوصاً بين كبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة.