استمع إلى الملخص
- لم تشهد السياسة التعليمية تغييرات كبيرة، حيث استمر الأساتذة والموظفون في عملهم كالمعتاد، مما ساهم في تعزيز الإقبال على الدراسة بعد عودة العديد من الطلاب المنقطعين.
- تعبر الطالبات عن تفاؤلهن بالإدارة الجديدة، مع توقعات بتحسين التدريب العملي وزيادة العدالة في الامتحانات بعد انتهاء ظاهرة دفع المال مقابل النجاح.
بدأت جامعة دمشق، يوم أمس الأحد، إجراء امتحانات الفصل الأول من العام الدراسي 2024 ـ 2025، والتي تستمر حتى السادس من مارس/ آذار المقبل، وذلك في أول امتحانات تُجرى تحت الإدارة السورية الجديدة، من دون تغييرات جوهرية في آلية التنفيذ. ويوضح عضو لجنة تسيير الأعمال في جامعة دمشق ونائب رئيس الجامعة السابق محمد عبد الرحمن تركو، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أنّ وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية أصدرت قرارين جديدين يخصان الطلاب، و"أصبح بإمكانهم تقديم امتحاناتهم في أي جامعة حكومية سورية، شرط موافقة عميدي الكليتين الأصلية والمستضيفة، بالإضافة إلى السماح للطلاب المنقطعين عن الدراسة لأسباب أمنية بتقديم امتحاناتهم شرطياً، إلى حين البت في طلبات استئنافهم".
من جهته، يقول عضو الهيئة الطلابية بكلية الإعلام عربي المصري إنّ السياسة التعليمية في الكلية لم تشهد تغييراً، ويواصل الأساتذة والموظفون عملهم كالمعتاد من دون تعرّض أي شخص للفصل أو العقاب. يضيف أنّ المخاوف التي راودت الطلاب عقب سقوط النظام السوري، في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، "سرعان ما تبددت، ولا سيما مع عودة طلاب كثيرين كانوا منقطعين عن الدراسة، الأمر الذي عزز الإقبال على الدراسة".
أما الطلاب الذين لم يشاركوا في الحراك الثوري 2011، فقد عانوا أيضاً ظروفاً صعبة في ظل النظام المخلوع، وكانت الأجواء الدراسية بعيدة عن المثالية بسبب التوتر الأمني وكثرة الحواجز. في هذا الإطار، تقول الطالبة في السنة الرابعة بكلية الإعلام بتول عيسى، لـ"العربي الجديد"، إنها كانت تتوقع أن تكون أسئلة الامتحانات أسهل هذا العام نظراً للظروف التي مرّ بها الطلاب خلال الأشهر الأخيرة من الحرب، لكنها وجدت أنّ المستوى بقي على حاله. ورغم ذلك، أعربت عن تفاؤلها بالإدارة الجديدة، خصوصاً في ما يتعلق بتحسين التدريب العملي، الذي تأثر سابقاً بسيطرة قناة "الإخبارية السورية" على مرافق الكلية.
من جهتها، تقول الطالبة آيات كندو، التي تستعد للتخرج من كلية الإعلام، إنها تفتقر إلى الخبرة العملية بسبب غياب وسائل التدريب التطبيقي في الكلية، وتعبّر عن أملها بتحسين هذا الجانب. وتشير إلى أن أجواء الامتحانات أصبحت أكثر عدالة للطلاب المجتهدين بعد انتهاء ظاهرة دفع المال في مقابل النجاح، التي كانت سائدة في السابق.
تجدر الإشارة إلى أن جامعة دمشق تُعَدّ من أقدم وأكبر الجامعات في سورية، وتضم 20 كلية في مركزها الرئيسي إلى جانب ست كليات في كل من درعا والقنيطرة وسبع كليات في السويداء. ويبلغ عدد طلاب مرحلة الإجازة فيها 173 ألف طالب، بالإضافة إلى الطلاب المستضافين والعائدين إلى الدراسة بعد انقطاعهم.