استمع إلى الملخص
- أشار حازم هنية إلى أن نقص الوقود والمعدات الطبية يهدد حياة الأطفال ويزيد من احتمالات تفشي الأوبئة، في ظل تصاعد الهجمات الإسرائيلية.
- دعا هنية إلى تحرك دولي لإنهاء حصار غزة وفتح المعابر، مطالباً بتكثيف الجهود الدولية لضمان تدفق المساعدات واصفاً الجرائم الإسرائيلية بأنها "إبادة ممنهجة".
حذّرت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" - فلسطين من "مجاعة واسعة النطاق" تضرب قطاع غزة، بسبب مواصلة إسرائيل إغلاق المعابر أمام إدخال المساعدات والبضائع إليه، الأمر الذي يؤثّر بدوره على القطاع الصحي ويهدّد حياة المرضى والجرحى الفلسطينيين. وأتى ذلك بعد تحذير مشابه أطلقته منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أمس الأحد، وصفت في خلاله ما يعيشه أطفال غزة بأنّه "مقلق جداً"، نتيجة منع إسرائيل إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر، ولا سيّما تلك المنقذة للحياة، علماً أنّ التحذير شمل أطفال فلسطين جميعاً، أي هؤلاء العالقين في قطاع غزة وكذلك المستهدفين في الضفة الغربية المحتلة.
وجاء تحذير الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" في سياق ما قاله السمؤول في الهيئة حازم هنية، في مؤتمر صحافي عُقد اليوم بمقرّ شبكة المنظمات الأهلية بمدينة غزة شمالي القطاع، الهدف منه تسليط الضوء على تأثير استمرار إغلاق إسرائيل المعابر المؤدية إلى القطاع منذ الثاني من مارس/ آذار الجاري وتنصّلها من اتّفاق وقف إطلاق النار على تدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر. يُذكر أنّ اتفاق وقف إطلاق النار كان قد دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير/ كانون الثاني 2025، بعد أكثر من 15 شهراً من حرب الإبادة الجماعية التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بحقّ الفلسطينيين المحاصرين في غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وأكد المسؤول في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" أنّ استمرار إغلاق المعابر أدّى إلى "انخفاض المخزون الغذائي في غزة إلى مستويات حرجة"، الأمر الذي "يهدّد بحدوث مجاعة واسعة النطاق، خصوصاً في ظلّ فشل وصول المساعدات". وكان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قد أفاد، في الأسبوع المنصرم، بأنّه لم يتمكن من نقل إمدادات غذائية إلى قطاع غزة منذ الثاني من مارس الجاري.
ولفت هنية إلى أنّ "80% من المستشفيات العاملة في قطاع غزة باتت خارج الخدمة بسبب نقص الوقود والإمدادات الطبية، ما أدّى إلى توقّف العمليات الجراحية الحرجة". يُذكر أنّ الاحتلال الإسرائيلي عمد، في خلال حربه الأخيرة على القطاع، إلى ضرب المنظومة الصحية فيه، ولعلّ منعه اليوم إدخال الإمدادات الطبية اللازمة، من بينها تلك المنقذة للحياة، يأتي استكمالاً للنهج نفسه. وبيّن هنية أنّ أكثر من "25 ألف مريض وجريح، من بينهم 10 آلاف مريض سرطان، يواجهون الموت وتدهور أوضاعهم الصحية بسبب انقطاع وصول العلاجات، وفقاً لما أفادت به تقارير وزارة الصحة".
إلى جانب ذلك، فإنّ انقطاع التيار الكهربائي في قطاع غزة ومنع إدخال الوقود اللازم لتشغيل المولدات البديلة الخاصة بالمستشفيات، إلى جانب عدم توفّر أجهزة الإنعاش، كلّ هذا يهدّد حياة الأطفال حديثي الولادة في الحاضنات، وفقاً للمسؤول في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" الذي شدّد على أنّ هؤلاء "يواجهون خطر الموت الفوري".
في الإطار نفسه، قال المدير الإقليمي لمنظمة يونيسف في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إدوارد بيغبيدير، في بيان أصدره أمس: "للأسف، لا يستطيع نحو أربعة آلاف مولود جديد الحصول على الرعاية الأساسية المنقذة للحياة حالياً بسبب التأثير الكبير على المرافق الطبية في قطاع غزة"، موضحاً أنّ "أرواحاً تُفقَد" في كلّ يوم يمضي من دون أجهزة تنفّس اصطناعي تمنع إسرائيل إدخالها إلى أطفال فلسطين في غزة، خصوصاً من المواليد الجدد الخدج المعرّضين للخطر في شمال قطاع غزة. وإذ نقل دعوة يونيسف لـ"السماح بإدخال هذه الإمدادات الصحية المنقذة لحياة الأطفال"، شدّد المسؤول الأممي على "عدم وجود سبب يمنع ذلك".
وتابع هنية، في ما يخصّ الأوضاع الصحية في قطاع غزة، أنّ "نقص المعدات الطبية يعوق علاج آلاف المصابين بالحروق ويتركهم عرضة لمضاعفات والتهابات قاتلة". كذلك حذّر من خطورة فقدان المياه الصالحة للشرب، في حين تتدفّق مياه الصرف الصحي في الشوارع، حيث تنتشر النفايات كذلك، ما يرفع من "احتمالات تفشّي الأوبئة والأمراض المعدية". وأشار هنية إلى أنّ التداعيات الإنسانية والصحية تأتي في وقت تصعّد إسرائيل فيه هجماتها ضدّ الفلسطينيين بالقطاع، ما أسفر عن مقتل وإصابة عشرات من الفلسطينيين، من بينهم أطفال ونساء، في انتهاك "صارخ لاتفاق وقف إطلاق النار".
ووصف المسؤول في الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" استمرار الجرائم الإسرائيلية بحقّ فلسطيني قطاع غزة بأنّه "إبادة ممنهجة للشعب وليس مجرّد حصار اقتصادي"، وعدّ إغلاق المعابر ومنع إدخال المساعدات "جريمة حرب بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني". وطالب هنية بـ"تحرّك دولي فوري لإنهاء حصار غزة وفتح المعابر وإدخال المساعدات الإنسانية، من خلال فرض إجراءات عاجلة على المستويَين الدبلوماسي والاقتصادي، من أجل إجبار دولة الاحتلال الإسرائيلي على وقف جرائمها". كذلك دعا الأمم المتحدة والمنظمات الدولية إلى تكثيف جهودها لإجبار إسرائيل على فتح المعابر والسماح بوصول المساعدات بلا قيود، وإلى تشكيل لجنة دولية مستقلة لمراقبة المعابر وضمان تدفّق المواد الغذائية والطبية والوقود إلى داخل القطاع.
(الأناضول، العربي الجديد)