الأمن العراقي يعلن اعتقال العشرات من جماعة "القربان" بينهم مُنظّر الحركة

14 ابريل 2025
دورية للأمن العراقي في بغداد، 4 يونيو 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اعتقال جماعة "القربان" وتأثيرها الاجتماعي: اعتقلت السلطات العراقية العشرات من جماعة "القربان" المحظورة في الجنوب، حيث تقوم بطقوس متطرفة تشمل تقديم أشخاص كقرابين، مما أدى إلى اضطرابات اجتماعية وأمنية.

- جهود أمنية لمكافحة التطرف: أكد رئيس جهاز الأمن العراقي على أهمية مواجهة مخاطر الجماعة واستقطابها للشباب، مشيراً إلى الجهود الأمنية لملاحقة عناصرها وضرورة زيادة الوعي المجتمعي.

- أصول الجماعة وتأثيرها الخارجي: ظهرت الجماعة قبل خمس سنوات في الناصرية، ويُعتقد أنها مدعومة من أجندات خارجية، مستغلة الفقر والبطالة لنشر أفكارها المتطرفة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

أعلن جهاز الأمن العراقي، اليوم الاثنين، اعتقال العشرات من جماعة "القربان" أو "العلاهية"، المحظورة في عدد من المحافظات، من بينهم مُنظّر الجماعة. ونشطت الجماعة في عدد من المحافظات، خصوصاً محافظة ذي قار الجنوبية، حيث تنفّذ طقوساً قاسية ومتطرّفة تتضمّن تقديم أشخاص قرابين إلى الإمام علي بن أبي طالب من خلال الانتحار بطرق بشعة، الأمر الذي تسبّب في اضطرابات اجتماعية وأمنية بمحافظات جنوبي العراق.

وقال رئيس جهاز الأمن العراقي عبد الكريم عبد فاضل، في حديث للصحيفة الرسمية العراقية (الصباح)، إنه "تم اعتقال نحو 148 من المنتمين لجماعة القربان في محافظات البصرة والمثنى وواسط وميسان وذي قار، بينهم ما يسمى بـ(العارف) المنظّر للحركة بعد مداهمتهم في أوكارهم، خلال الأيام الماضية"، مشددا على "أهمية تحديد حجم المخاطر المستقبلية لهذه الحركة المنحرفة، ومتابعة تأهيل الشرائح الاجتماعية، ومتابعة المنشورات والمناهج الدراسية، ورصد منصات التواصل الاجتماعي التي تقوم بنشر التطرف والرسائل الإعلامية التي تهدف إلى بثِّ الأفكار الطائفية"، مشيرا إلى أن "الحركة تشكّل خطراً على المجتمع، إذ يتكرر ظهور تلك الحركات المنحرفة، ولجوء الكثير من الشباب إليها رغم أن بعضها تنتهي بالانتحار، كما يحدث في جماعة القربان".

من جهته، قال عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي إسكندر وتوت، لـ"العربي الجديد"، إن "هذه الحركة المنحرفة تشكل خطرا وتهديدا حقيقيا للمجتمع العراقي، ولهذا كان هناك جهد أمني واستخباراتي في ملاحقة عناصر الحركة وقياداتها، وهي ربما لا تقل خطورة عن الحركات الإرهابية المتطرفة"، موضحا أنه "خلال الأشهر الأخيرة حققت الجهات الأمنية نجاحات في عملية متابعة قادة تلك الحركة ومن يقف خلفها، وهناك تراجع ملحوظ في انتماء بعض الشباب إلى تلك الجماعة المنحرفة عقائدياً، ومع ذلك الأمر يتطلب مزيدا من الجهد وعدم التراخي من أجل القضاء على مثل هذه الأفكار الخطيرة داخل المجتمع العراقي، خاصة أن تلك الحركة تستغل المراهقين بشكل كبير، وهذا يتطلب زيادة وعي هذه الشريحة من قبل المؤسسات المختصة، سواء الدينية أو الإعلامية، وحتى العشائرية والمجتمعية".

وأضاف عضو لجنة الأمن والدفاع البرلمانية أنه "من غير المستبعد أن تكون هذه الجماعة المنحرفة تقف خلفها أجندة خارجية لا تريد الاستقرار للمجتمع العراقي، ولهذا يجب كشف ذلك من خلال التحقيقات مع قادة الحركة المعتقلين. كذلك يجب أن يكون هناك تنسيق إقليمي مع أي دول يكون فيها عناصر وقادة للحركة، فأغلب الأفكار المنحرفة دخيلة على المجتمع العراقي وتصدر لنا من الخارج"، وفق قوله.

وكان أول ظهور لهذه الجماعة قبل نحو خمس سنوات في مدينة الناصرية، مركز محافظة ذي قار، وقد أقدم عدد من عناصرها على الانتحار في منازلهم وفي هياكل لمنازل قيد الإنشاء، بالإضافة إلى دور عبادة، واتضح في ما بعد أن عناصر الجماعة يجتمعون للحديث عن الذنوب التي يرتكبها البشر، وأهمية التضحية للإمام علي بن أبي طالب، ثم إيقاد الشموع في نهاية الحديث، ومن تنطفئ شمعته أولاً يقدم على الانتحار، مع العلم أن أغلبهم من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم 20 عاماً، وعادة ما ينتشرون في أطراف المدن الكبيرة وفي القرى والأرياف والمناطق النائية التي ينتشر فيها الفقر والبطالة.

ومعظم من أقدموا على الانتحار من المنتمين للجماعة كانوا قد تركوا رسائل مكتوبة أفادوا فيها بأنّهم "قرابين للإمام علي بن أبي طالب". ويبدو أنّ "جماعة القربان" تملك تنظيماً واضحاً وقنوات وصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي، ويحظى بعض رموزها باهتمام كبير.

المساهمون