أين يذهب خريجو الجامعات العرب؟

11 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 04:24 (توقيت القدس)
يتطلع خريجو الجامعات إلى إيجاد فرص عمل (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تواجه المنطقة العربية تحديات كبيرة في استيعاب الخريجين الجامعيين، حيث يتخرج ملايين الشباب سنوياً دون فرص عمل كافية، مما يساهم في زيادة البطالة ويعوق التنمية المستدامة.
- تبرز الحاجة إلى تطوير التعليم العالي ليتماشى مع متطلبات سوق العمل الحديث، بما في ذلك التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، لضمان تأهيل الخريجين بمهارات تتناسب مع التقدم العالمي.
- الهجرة الجماعية للشباب العربي بحثاً عن فرص أفضل تؤدي إلى فقدان المنطقة لطاقاتها الحيوية، مما يعمق الفجوة التنموية ويزيد من التحديات البنيوية.

تقدر الإحصاءات العالمية وجود نحو 73 مليون خريج جامعي عاطل. وعربياً يتخرج من المعاهد العليا والجامعات ملايين الشبان والشابات سنوياً في مختلف الاختصاصات وفي شتى صنوف العلوم والمعارف، والذين تحتاج إليهم المنطقة التي تتراكم فيها المعضلات من كل نوع.
والسؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يذهب هؤلاء إلى مجالات يحققون فيها ذواتهم، ويقدمون مساهمة ثمينة في تقدم مجتمعاتهم، أم ينضمون إلى جموع العاطلين؟ كل هذا ولم نتحدث عن ألوف الخريجين العرب من الجامعات الأجنبية، ما يعني أننا أمام فائض في الأعداد لا يجد مجالاً لممارسة دوره ومسؤولياته واختصاصه.
ويفتح هذا نقاش معضلة التنمية المستدامة، وموقع الكفاءات ضمنها، وأدوارهم في دفعها خطوات إلى الأمام، باتجاه مواجهة المعضلات المزمنة التي تغرق فيها المنطقة، كما يلقي بتحديات على الجامعات لجهة اختصاصاتها وتنويع فروعها، كي ترتبط بما باتت عليه الموجة الجديدة من تكنولوجيا وصلت بنا إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي.
لا بد من القول إن الجامعات تتحدد إحدى وظائفها بتأمين التأهيل للدخول إلى سوق عمل بات يتطلب مهارات عالية تتلاءم مع ما أصبحت عليه المجتمعات الأكثر تقدماً، وهي مهمة تتجاوز توفير الكوادر الوظيفية التقليدية، وما يفرضه منطق السوق من كفاءات تتطلب التلبية من جانب مؤسسات التعليم العالي. ما يقود نظرياً إلى نهضة شاملة في شتى المرافق.
ويمكن القول إن انفجار العديد من المجتمعات العربية هو نتيجة الهوة بين المطلوب لاستعادة الحضور العلمي والإنتاجي في زمن العولمة، وبين ما هو عليه واقع الحال من عجز وتخلف. ما جعل من معظم الدول العربية مناطق طرد بشري دائم يتجاوز واقع الحروب والفوضى الأهلية، باعتباره نتيجة ما تعانيه البلاد من إعاقة الكفاءات والتهميش.

موقف
التحديثات الحية

ولعل موجات الهجرة وسط المخاطر والمجازفات التي يتعرض لها المُهاجرون السريون هي تفصيل في اللوحة البانورامية لما عليه الأوضاع من انسداد أفق. ما يدفع إلى مغادرة مجاميع بشرية هرباً من مأزق الحياة اليومية. 
وسواء وصل اللاجئون إلى بر الأمان أم لم يصلوا، يمكن الجزم أنه في الحالين تخسر المنطقة جزءاً لا يستهان به من قوتها الحيوية القادرة على تحقيق التنمية، وهي خسارة تذهب لصالح دول ومجتمعات لا تعاني مشكلات بنيوية كالتي تضغط بأثقالها على شعوبنا، وتقود إلى الاستمرار في الدوران داخل حلقة التخلف المقفلة عن إيجاد موطئ قدم في عالم اليوم القائم على المنافسة العلمية والمعرفية والإنتاجية.
وللشهادة الجامعية دور في بناء شخصية المتخرج، إذ تُخرجه من قوقعة اليومي إلى الفضاء الواسع، وإدراك المشكلات الحقيقية ومدى ترابط حلقاتها، ما يسمح له القيام بدوره في إطار مجتمعه.
(باحث وأكاديمي)

المساهمون