استمع إلى الملخص
- انتقدت منظمة "أطباء بلا حدود" عسكرة المساعدات الإنسانية من قبل إسرائيل، ووصفت نظام توزيع المساعدات بأنه غير فعال وخطر، مما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.
- طالبت المنظمة بوقف إطلاق النار وفتح الحدود أمام المساعدات، مشيرة إلى مقتل 102 فلسطيني وإصابة 500 آخرين بسبب الحصار.
أفادت منظمة "أطباء بلا حدود"، اليوم الخميس، بأنّ الأطباء في قطاع غزة يتبرّعون بالدم لإنقاذ مرضاهم، وذلك بعد سقوط عشرات الفلسطينيين بالرصاص أثناء محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية. يأتي ذلك في حين تمضي إسرائيل في حصارها على القطاع، وفي استهدافها أهله بحرب مدمّرة تتواصل منذ نحو 20 شهراً، على الرغم من هدنة لم تصمد شهرَين قبل أن يستأنف الاحتلال عدوانه.
ونظّم مئات من موظفي منظمة "أطباء بلا حدود" تحرّكاً احتجاجياً أمام مقرّ الأمم المتحدة في جنيف، اليوم الخميس، عبّروا في خلاله عن إدانتهم "عسكرة" المساعدات الإنسانية في قطاع غزة من قبل إسرائيل، معترضين على نظام توزيع المساعدات في قطاع غزة الذي تديره شركة خاصة مدعومة من إسرائيل والذي أدّى إلى مشاهد فوضوية شهدت سقوط قتلى. وحمل المحتجّون لافتة كبيرة كُتب عليها "غزة: كلّ الخطوط الحمر جرى تجاوزها"، مطالبين بإنهاء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع وبالسماح بوصول المساعدات الكافية التي يعتمد عليها سكان القطاع الفلسطيني.
Our medical staff are donating their own blood to provide life-saving treatment for patients in #Gaza.
— Doctors Without Borders / Médecins Sans Frontières (@MSF_canada) June 5, 2025
Patients that were gunned down while trying to get food.
Food for their families.
Food to live.
More via @reuters: https://t.co/jTGXwm0z8P pic.twitter.com/cjTP7p92Qo
وقال المدير العام لمنظمة "أطباء بلا حدود" في سويسرا ستيفن كورنيش لوكالة رويترز، خلال التحرّك الاحتجاجي، إنّ "الناس يحتاجون إلى أساسيات الحياة... ويحتاجون كذلك إليها بكرامة". وأضاف: "إذا كنت تخاف على حياتك، وتركض مع الطرود التي تفتح، فهذا شيء يفوق كلّ ما رأيناه من قبل... لقد قتلت هذه الهجمات العشرات... لقد تُركوا ينزفون على الأرض". وأشار كورنيش إلى أنّ العاملين في أحد المستشفيات التي تشرف عليها منظمة "أطباء بلا حدود" اضطرّوا إلى التبرّع بالدم، لأنّ الفلسطينيين الآن يعانون بمعظمهم من سوء التغذية لدرجة لا تسمح لهم بذلك.
وكما هي حال الوكالات التابعة للأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية عديدة، ترفض منظمة "أطباء بلا حدود" التعاون مع "مؤسسة غزة الإنسانية" المدعومة من الولايات المتحدة الأميركية. يُذكر أنّ الطاقم الطبي التابع لمنظمة "أطباء بلا حدود" كان في مقدّمة الذين شهدوا الفوضى المحيطة بتوزيع المساعدات التي تقدّمها المؤسسة المذكورة. وقالت رئيسة "أطباء بلا حدود" في سويسرا ميكاييلا سيرافاني: "استقبلنا جرحى كثيرين بعد توزيع المساعدات، وجرى ذلك في جوّ من الذعر والعنف".
وفي تصريح منفصل، نقلت وكالة فرانس برس عن كورنيش قوله إنّ "هذا النظام الجديد لتوزيع المساعدات ليس غير فعّال فحسب، بل كذلك خطر وغير إنساني ويتسبّب في سقوط كثير من القتلى والجرحى بين المدنيين". أضاف أنّ "الحوادث المأسوية التي وقعت في 27 مايو/ ايار الماضي وفي الأول والثالث من يونيو/ حزيران الجاري خير دليل على ذلك".
تجدر الإشارة إلى أنّ منظمة "أطباء بلا حدود" التي خسرت 11 من العاملين معها في قطاع غزة منذ بداية الحرب الإسرائيلية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، شدّدت على أنّ "فقط وقف إطلاق النار الدائم وفتح حدود قطاع غزة فوراً أمام المساعدات الإنسانية، خصوصاً الغذاء والإمدادات الطبية والوقود، يمكن أن يخفّفا من هذه الكارثة المفتعلة".
وبعد حصار مشدّد على قطاع غزة فُرض في الثاني من مارس/ آذار الماضي، ومنعت خلاله إسرائيل إدخال حتى الإمدادات المنقذة للحياة، سمحت سلطات الاحتلال لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الخاصة بالبدء في توزيع المواد الغذائية في القطاع الأسبوع الماضي. وتفيد السلطات المعنية في قطاع غزة بأنّ 102 فلسطيني على الأقلّ قُتلوا وجُرح نحو 500 آخرين أثناء محاولتهم الحصول على المساعدات من مواقع توزيع الأغذية في الأيام الثمانية الأولى.
وكانت منظمة "أطباء بلا حدود" قد وصفت نظام توزيع المساعدات الأميركية في قطاع غزة المدعوم من إسرائيل بأنّه "خطر". أضافت، في بيان أصدرته يوم الأحد الماضي، أنّ قتل عشرات الفلسطينيين وجرح مئات وهم ينتظرون حصولهم على الطعام من مراكز التوزيع "يظهران خطورة النظام الجديد لتوزيع المساعدات، وافتقاره إلى الإنسانية والفعالية إلى حدّ بعيد".
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)