شنّت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارات على مناطق شرقي خانيونس، جنوبي قطاع غزة المحاصر، عند منتصف ليل الاثنين - الثلاثاء، وصباح الثلاثاء، بالتزامن مع نسف منازل في المنطقة، وذلك في تواصل للخروق المتكررة بشكل شبه يومي لاتفاق وقف إطلاق النار الموقع بموجب خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأفادت وسائل إعلام فلسطينية بسماع دوي انفجارات شرقي المدينة بسبب عمليات القصف ونسف المنازل.
وأعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، اليوم الثلاثاء، عن عثورها على جثة أحد أسرى الاحتلال القتلى في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة شمالي القطاع، وذلك بعد مرافقتها طواقم الصليب الأحمر الدولي في منطقة تقع تحت سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحي المذكور.
إلى ذلك، أرسلت الولايات المتحدة إلى الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، مساء أمس الاثنين، مسوّدة اقتراح قرار لإنشاء قوة دولية في قطاع غزة. ووفقاً لنسخة من المسودة أشار إليها موقع القناة 12 العبرية، اليوم الثلاثاء، فإنّ القوة ستعمل في قطاع غزة لمدة لا تقل عن عامين. ووُصفت مسودة اقتراح القرار بأنها "حساسة ولكن غير سرّية"، وهي تمنح الولايات المتحدة ودولاً أخرى تشارك في القوة الدولية، تفويضاً واسعاً للسيطرة على غزة، "وتوفير الأمن"، حتّى نهاية عام 2027، مع إمكانية التمديد.
وأمس، طالب وسطاء في اتفاق وقف إطلاق النار في غزة بإلزام إسرائيل بوقف الخروق والسماح بإدخال المساعدات بكميات كافية بموجب البنود التي نصت عليها خطة ترامب. ويأتي هذا في ظل وضع إنساني متهاو في القطاع مع مواصلة إسرائيل التحكم في دخول المساعدات الشحيحة. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان
، الاثنين، إنّ القوة الدولية المزمع نشرها لمراقبة الأوضاع وتثبيت وقف إطلاق النار في غزة، بحاجة إلى صدور قرار أممي حول شكلها وماهيتها تتحدد طبيعة المشاركة الدولية فيها.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقده عقب اجتماع وزاري إسلامي ضم: قطر والسعودية والإمارات والأردن، وإندونيسيا وباكستان، فيما غابت مصر بحسب فيدان بسبب استضافتها مؤتمراً دولياً. وقال الوزير التركي في المؤتمر، إنّ إسرائيل تنتهك وقف إطلاق النار ولا تسمح بدخول المساعدات، مشدداً على أهمية منع أي عمل يقوض وقف إطلاق النار أو السلام، وقال: "منذ إعلان وقف إطلاق النار، قتلت إسرائيل ما يقرب من 250 فلسطينياً، مطالباً بالسماح بدخول 600 شاحنة مساعدات إنسانية و50 شاحنة وقود، وفق الاتفاق.
بدوره، أكد رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أنه يجري العمل مع الولايات المتحدة في إطار اتفاق السلام في غزة من أجل تحديد صلاحيات محدّدة، وتفويض واضح المعالم للقوات الدولية التي ستشارك طبقاً للاتفاق، مضيفاً أنه على نحوٍ أساسي "على هذه القوات الدولية ضمان أمن الجميع الفلسطينيين والإسرائيليين، بحيث لا يشكل أي منهما تهديداً للآخر".
وأوضح، في مقابلة أجرتها معه شبكة سي أن أن الأميركية، أنه عندما كان الأفرقاء يناقشون خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب
بشأن غزة المؤلفة من 20 بنداً، حرصنا على التأكيد أن أمن قطاع غزة تتولاه الشرطة الفلسطينية والسلطة الفلسطينية، مشيراً إلى أن لا أحد يتوقع من أي قوة عربية أو إسلامية أن تطلق النار على الفلسطينيين، وقال: "نريد للسلطة الفلسطينية أن تكون الجهة الوحيدة المسؤولة عن الفلسطينيين، لتتولى شؤون قطاع غزة والضفة الغربية"، مشيراً إلى المحادثات الجارية بين مختلف الفصائل الفلسطينية لضمان أن تكون اللجنة التكنوقراطية قادرة على الاهتمام بشؤون غزة والفترة الانتقالية
تطورات وقف إطلاق النار في غزة يتابعها "العربي الجديد" أولاً بأول..