وزراء خارجية مجموعة العشرين يلتقون في جوهانسبرغ وسط غياب أميركي

20 فبراير 2025
من اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في نيويورك، في 25 سبتمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- اجتماع وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ يركز على قضايا عالمية مثل الحروب في أفريقيا وأوروبا، في ظل غياب التمثيل الأميركي الرفيع.
- غياب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو يعكس توتراً في العلاقات الأميركية-الأفريقية بعد قرار ترامب بوقف المساعدات لجنوب أفريقيا.
- الغياب الأميركي يثير قلقاً بشأن العلاقات الدولية ويبعث برسالة سلبية للدول الأفريقية، مما قد يؤثر على التركيز في الاجتماعات والعلاقات المستقبلية.

يلتقي وزراء خارجية مجموعة العشرين في جوهانسبرغ، اليوم الخميس، في اجتماع تهيمن عليه أجندة عالمية مزدحمة، لكن في ظل غياب أو شبه غياب للأميركيين الذين قرروا عدم إرسال ممثل رفيع المستوى. ويجتمع وزراء الخارجية لإجراء محادثات على مدى يومين، تعقد للمرة الأولى في أفريقيا، تمهيدا لقمة مجموعة العشرين المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وبدأ الاجتماع عند الثانية بعد الظهر (12:00 توقيت غرينتش)، بكلمة ألقاها الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامابوزا. وتولت جنوب أفريقيا، التي تقود المنتدى، رئاسة مجموعة العشرين العام الماضي، في خطوة تهدف إلى حمل الدول الغنية على الاستماع للدول الأقل ثراء. وتضم المجموعة حاليا 19 بلدا، بالإضافة إلى الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، ما يمثّل أكثر من 80% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم.

وقال السفير ونائب الممثل الدائم لجنوب أفريقيا لدى الأمم المتحدة كوليسا مابهونغو، الأربعاء، إن الحروب والصراعات في أفريقيا وأوروبا ستكون مواضيع مشتركة. لكن بريال سينغ، الباحث في معهد الدراسات الأمنية في بريتوريا، قال لوكالة فرانس برس إن "المسألة الأبرز ستكون السياق الجيوسياسي الذي يجري فيه هذا الاجتماع". وتأتي المحادثات وسط تصاعد التوترات بشأن الحرب الروسية في أوكرانيا بعدما بدا أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يلوم كييف على الحرب التي تشنها عليها روسيا منذ حوالى ثلاث سنوات.

وأتت تصريحات ترامب بعد ساعات من محادثات بين وفدين روسي وأميركي في السعودية حول الحرب في أوكرانيا من دون مشاركة الأخيرة. وقال سينغ إن "الصدع الذي يتشكّل بين الولايات المتحدة وشركائها الأوروبيين" أصبح واضحا، مضيفا أن هذا يهدد "بعرقلة" قدرة جنوب أفريقيا على المضي قدما في "أجندة تنموية مشتركة".

شبه غياب أميركي

وفيما وصل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى جنوب أفريقيا الخميس، ومن المتوقع أن يعزز وزراء خارجية الدول الأوروبية دعمهم لأوكرانيا، سيتغيب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو عن حضور الاجتماع. وسيمثل وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك مسؤول من وزارة الخارجية الألمانية. كما سيحضر الاجتماع ممثلون عن الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي، الذي هو جزء من مجموعة العشرين.

وألغى روبيو مشاركته في الاجتماع بعد صدور أمر تنفيذي من الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوقف المساعدات الخارجية لجنوب أفريقيا، بسبب قانون قال البيت الأبيض إنه يرقى إلى مستوى التمييز ضد الأقلية البيضاء في البلاد. كما تشعر الولايات المتحدة بالاستياء إزاء القضية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية.

وقال وزير خارجية جنوب أفريقيا، رونالد لامولا، إن قرار روبيو "ليس مقاطعة كاملة لمجموعة العشرين في جنوب أفريقيا". وأضاف أن الولايات المتحدة ستكون ممثلة في جوهانسبرغ هذا الأسبوع "بشكل أو بآخر". كما أكد وزير الخزانة الأميركي، سكوت بيسنت، أنه لن يحضر اجتماع وزراء المالية في دول مجموعة العشرين المقرر عقده في جنوب أفريقيا الأسبوع المقبل. وقال بيسنت، عبر منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، إنه لن يشارك في الاجتماع لارتباطه بالتزامات في واشنطن. وأضاف بيسنت أن مسؤولا كبيرا في وزارة الخزانة سينوب عنه في حضور الاجتماع.

وقال محللون إن غياب روبيو وبيسنت عن حضور الاجتماع يعد إشارة إلى أن الولايات المتحدة تنسحب من مجموعة العشرين، ويكشف عن مدى توتر العلاقات. وقال المحلل السياسي دانيال برادلو: "أعتقد أنه إذا أردنا أن نعرف حقا الرسالة التي تحاول الإدارة الأميركية أن تبعث بها، فعليك أن تعرف ما إذا كان وزير الخزانة سيحضر الأسبوع المقبل أم لا. وإذا اختار عدم الحضور هو الآخر، فستكون هذه علامة خطيرة للغاية".

 وحذّر وليام غوميدي، أستاذ الإدارة العامة في جامعة ويتواترسراند في جوهانسبرغ، من أن غياب روبيو سيزيد "تشتت التركيز في الاجتماع". وقال "إن ذلك يبعث برسالة رمزية إلى الأفارقة مفادها أن الولايات المتحدة لا تأخذ أفريقيا على محمل الجد". وفي وقت سابق من الشهر الجاري، جمدت الولايات المتحدة المساعدات التي كانت تحتاج إليها أفريقيا بشدة، ما دفع بالعديد من الحكومات إلى البحث عن تمويل للخدمات بما فيها الصحية.

وكانت جنوب أفريقيا في مرمى واشنطن التي قطعت الدعم المالي لها بسبب سياسة الأراضي المثيرة للجدل والشكوى التي قدمتها ضد إسرائيل، حليفة الولايات المتحدة، في محكمة العدل الدولية. وأعلن ترامب في مطلع الشهر أن الولايات المتحدة لن تقدم مساعدات أو معونات لجنوب أفريقيا بعد الآن، منفذا بذلك تهديده الذي يسعى من خلاله الى التنديد بقانون لمصادرة الممتلكات يعتبره تمييزيا بحق المزارعين البيض.

وقال ترامب إن هذا القانون "سيسمح لحكومة جنوب أفريقيا بالاستيلاء على الممتلكات الزراعية للأقلية العرقية الأفريكانية دون تعويض"، وأصدر أمرا تنفيذيا بتجميد أي تمويل طالما استمرت حكومة جنوب أفريقيا في "ممارساتها الظالمة وغير الأخلاقية".

ورفضت بريتوريا الاتهام قائلة إنه مضلل وأعلنت أنها "لن تتعرض للترهيب أو التخويف لإجبارها على الخضوع". والخميس، قال وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت إنه لن يحضر اجتماع وزراء المال ومحافظي البنوك المركزية لمجموعة العشرين المقرر في كيب تاون الأسبوع المقبل.

(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)