استمع إلى الملخص
- انتقد المتظاهرون رئيسة بلدية أمستردام لنقل موقع الفعالية، وربطوا بين أحداث حماس والمحرقة لتأكيد معاداة السامية، بينما منعت الشرطة أي تضامن مع فلسطين واعتقلت شخصين.
- تجنبت حركات التضامن مع فلسطين مواجهة التظاهرة لتفادي إعطاء شرعية للمؤيدين لإسرائيل أو تبرير التضييق على النشاطات الفلسطينية.
احتشد المئات من الهولنديين المناصرين لإسرائيل مساء أمس الخميس، أمام دار الأوبرا في العاصمة الهولندية أمستردام، في أمسية تحت شعار "ضد كراهية اليهود"، وضد ما أسموه "معاداة السامية"، في أعقاب الاضطرابات التي حصلت في المدينة بعد قدوم فريق كرة القدم الإسرائيلي مكابي تل أبيب وإقدام مشجعيه على عمليات استفزازية.
ونُظم الحدث الذي جرى نقل موقعه بتوجيه من رئيسة البلدية في أمستردام، من قبل مجموعة من المنظمات والمجموعات المناصرة لإسرائيل، منها يهودية وأخرى غير يهودية، مثل "مسيحيون لأجل إسرائيل" الصهيونية، ومجموعة "إيرانيون لأجل إسرائيل". ووُجدت قوات كبيرة للشرطة الهولندية التي أمّنت قدوم حافلات المشاركين من بلدات مختلفة في هولندا.
وتحولت التظاهرة التي سعى منظموها لحشد شعبي هولندي لمناصرة إسرائيل في حربها ضد الفلسطينيين واللبنانيين، إلى منصة لمهاجمة رئيسة بلدية أمستردام فمكا هالسما، بسبب قرارها نقل موقع التظاهرة المؤيدة لإسرائيل من ساحة دام إلى ساحة ستوبيرا، وذلك لأسباب تتعلق بالسلامة. وربط عدد من المتحدثين في التظاهرة عملية السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من قبل حركة حماس بالمحرقة التي تعرّض لها اليهود في أوروبا على أيدي النازيين، وهي الدعاية التي دأبت الحكومة الإسرائيلية على ترديدها في السنة الأخيرة أمام المجتمع الدولي، إضافة إلى ربط ما تعرّض له مشجعو فريق مكابي تل أبيب الشهر الحالي في أمستردام بمعاداة السامية وكراهية اليهود.
ومنعت الشرطة الهولندية أي مظاهر تضامن مع فلسطين في محيط التظاهرة المناصرة لإسرائيل، وتواجد المئات من أفرادها وأفراد الوحدات الخاصة، ووحدة الخيالة، وشرطة المدينة في محيط دار الأوبرا. ورغم تداول دعوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي بشكل مجهول للحضور والتظاهر لأجل غزة في وجه التظاهرة الإسرائيلية، لكن لم يحضر إلا بضعة أفراد، ووثق "العربي الجديد" اعتقال شخصين من قبل الشرطة الهولندية.
واختارت حركات التضامن مع فلسطين في أمستردام عدم الدعوة والحشد في وجه التظاهرة المناصرة لإسرائيل، وذلك لعدم إعطاء شرعية لهذه المجموعات أو الذريعة للحكومة الهولندية للتضييق على النشاط المناصر لفلسطين بحجة معاداة السامية، بحسب ما قال مصدر ناشط في إحدى المجموعات لـ"العربي الجديد". ورفع العديد من مناصري إسرائيل الأعلام الإسرائيلية ولافتات كُتب عليها "ليس مرة أخرى"، كما نفخوا في الأبواق المستخدمة في العبادات اليهودية.
وقال فرانك فان أوردت، من منظمة "مسيحيون لأجل إسرائيل"، إنه وجد من المؤلم حظر التظاهرة من ميدان دام من قبل عمدة المدينة ورئيس الشرطة بيتر هولا، ورئيس النيابة العامة رينيه دي بيوكيلير. وتُعتبر منظمة "مسيحيون من أجل إسرائيل" الدولية التي تملك فرعاً في هولندا، واحدة من المنظمات المسيحية الصهيونية التي تؤمن بتفسيرات خاصة من العهد القديم وتدعم دولة إسرائيل وذهاب اليهود إليها.
وهاجم عضو المجلس السابق في المدينة روب أودكيرك، رئيسة البلدية بشدة بسبب قرار نقل التظاهرة من ميدان دام حيث تُحيا ذكرى المحرقة، و"ليس هنا في المكان الخطأ" على حد قوله. أما نائب رئيس منظمة "المشاورة اليهودية المركزية" هانز فايجل، فقال إن الكراهية "لا تأتي من المسلمين فقط، بل من اليسار المتطرف واليمين المتطرف".
وطردت الشرطة ثلاثة رجال رفعوا لافتة كتب عليها "نحن ضد معاداة السامية"، وبجانبها علم أمستردام والعلم الفلسطيني. وسُمح لهم بالتحدث لفترة وجيزة مع أحد الحضور ومع الصحافيين، ولكن بعد ذلك اضطروا إلى المغادرة. ووفقاً للمتحدث باسم بلدية أمستردام، أحيل المتظاهرون المناهضون إلى ساحة المتحف.
وشهدت مدينة أمستردام قبل ثلاثة أسابيع اضطرابات بعد إقدام مشجعي فريق مكابي تل أبيب الإسرائيلي بأعمال استفزازية تضمنت إنزال أعلام فلسطينية عن المنازل، واعتداءات وهتافات عنصرية تدعو إلى قتل واغتصاب العرب، جرى توثيقها وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، وفي أعقاب ذلك تعرض مشجعو الفريق لملاحقة من قبل العديد من أهالي المدينة، وطردهم وتعرض بعضهم للضرب، فيما اعتبر عدد من زعماء الدول، من ضمنهم الملك الهولندي، أن ما تعرض له مشجعو الفريق معادٍ للسامية على حد تعبيرهم.