مركز عدالة: إسرائيل تعزل ناشطَين من سفينة "مادلين" في ظروف قاسية

11 يونيو 2025
نشطاء على متن سفينة مادلين وبينهم ريما وتياغو (صفحة ريما حسن/منصة إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أعرب مركز عدالة عن قلقه من تصعيد السلطات الإسرائيلية ضد نشطاء سفينة "مادلين"، حيث تم عزل الناشطين تياغو أفيلا وريما حسن دون سند قانوني، مما يعكس سياسة استهداف ممنهجة.
- أدان "تحالف أسطول الحرية" العزل الانفرادي للنشطاء، مشيراً إلى أن ريما حسن عُزلت بعد كتابة "الحرية لفلسطين"، بينما بدأ تياغو أفيلا إضراباً عن الطعام احتجاجاً على احتجازه.
- أعلن وزير الخارجية الفرنسي عن ترحيل الناشطين الفرنسيين، بينما سيتم الإفراج عن المواطن التركي شعيب أوردو قريباً، بعد اعتراض سفينة "مادلين" من قبل الجيش الإسرائيلي.

نُقلت ريما حسن إلى غرفة سجن صغيرة "قذرة جدًا" لا تحوي نوافذ

كتبت حسن على جدران السجن عبارة "الحرية لفلسطين"

الناشط تياغو أفيلا وُضع في العزل بسبب إضرابه عن الطعام والماء

أصدر مركز عدالة الحقوقي الذي يمثّل سبعة من بين نشطاء سفينة أسطول الحرية "مادلين"، مساء الأربعاء بياناً عبّر فيه عن "قلقه الشديد" إزاء ما وصفه بـ"التصعيد الخطير" في تعامل السلطات الإسرائيلية مع نشطاء السفينة، التي اعترضتها البحرية الإسرائيلية أثناء محاولتها إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة.

وقال المركز إن سلطات الاحتلال الإسرائيلي قامت بعزل اثنين من النشطاء، هما الناشط البرازيلي تياغو أفيلا، وعضوة البرلمان الأوروبي الفرنسية - الفلسطينية ريما حسن، مشيراً إلى نقلهما إلى سجون منفصلة عن باقي الفريق، ووضعهما في العزل دون سند قانوني أو قرار قضائي معلن. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها محاميات عدالة، فقد نُقل أفيلا إلى سجن "أيالون"، بينما نُقلت حسن إلى سجن "نفيه ترتسا"، ووُضعت حسن في غرفة صغيرة "قذرة جداً" لا تحوي نوافذ، وبجدران مثقبة تطل إلى الخارج، وذلك عقب كتابتها عبارة "الحرية لفلسطين" على جدار في سجن "جفعون"، ومنذ ذلك الحين تُمنع من الخروج إلى ساحة الفسحة. وفي قت لاحق، ذكر المركز أنه جرت إعادة حسن إلى سجن "جفعون" في الرملة.

كذلك أشار البيان إلى أن الناشط تياغو أفيلا وُضع في العزل بسبب استمراره في الإضراب عن الطعام والماء منذ يومين، موضحاً أنه تعرّض لمعاملة عدوانية من سلطات السجن. ورأى مركز عدالة أن هذه الإجراءات تعكس "سياسة ممنهجة في استهداف النشطاء البارزين" ضمن الحملة، بوصفهم "رموزاً رمزية" للتحدي ضد الحصار البحري المفروض على غزة، محذّراً من أن هذه السياسات تشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق المحتجزين ومحاولة واضحة للضغط عليهم نفسياً وسياسياً. ودعا المركز في ختام بيانه إلى وقف إجراءات العزل و"سياسة الانتقام" بحق النشطاء، مطالباً بالإفراج الفوري عنهم، وإعادتهم إلى سفينتهم، ومن ثم إلى بلدانهم الأصلية لإتمام مهمتهم الإنسانية.

تحالف أسطول الحرية يدين ممارسات الاحتلال

من جهته، دان "تحالف أسطول الحرية" بشدة لجوء سلطات الاحتلال الإسرائيلي إلى العزل الانفرادي بحق اثنين من متطوّعيه المعتقلين بعد مشاركتهما في محاولة إيصال مساعدات إنسانية إلى قطاع غزة عبر السفينة "مادلين". وذكر التحالف، في بيان صدر الأربعاء، أن ريما حسن تعرّضت للعزل بعد كتابتها عبارة "الحرية لفلسطين" على جدار زنزانتها. وعلى الرغم من إعادتها لاحقاً إلى سجن "جفعون"، اعتبر التحالف أن ما تعرضت له يُمثّل اعتداءً مباشراً على برلمانية منتخبة بسبب مواقفها المؤيدة للعدالة ورفع الحصار عن غزة.

أما تياغو أفيلا فقد وُضع في زنزانة صغيرة ومظلمة ومن دون نوافذ أو تواصل خارجي، بحسب البيان، فيما هددته سلطات الاحتلال بتمديد عزله لسبعة أيام. ويخوض أفيلا إضراباً عن الطعام والماء منذ ثلاثة أيام احتجاجاً على احتجازه. ووصفت زوجته، لارا، ما يجري بأنه "محاولة أخرى لمعاقبة صوت فضح جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني"، مطالبة بإطلاق سراحه وسراح جميع المتطوعين الثمانية الذين ما زالوا رهن الاحتجاز العسكري الإسرائيلي، بعد اعتراض السفينة "مادلين" في المياه الدولية.

تياغو آفيلا ناشط برازيلي اعتقل مع طاقم مادلين.. من يكون؟

ترحيل ناشطين كانوا على متن "مادلين" الخميس والجمعة

من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، الأربعاء، إن الناشطين الفرنسيين الأربعة المؤيدين للفلسطينيين الذين ما زالوا محتجزين في إسرائيل، ومن بينهم ريما حسن، النائبة الفرنسية الفلسطينية في البرلمان الأوروبي، سيرّحلون الخميس والجمعة. وقال بارو على إكس: "شكراً لأفراد البعثة على تحرّكهم الذي مكّن من التوصل إلى هذه النتيجة السريعة".

كذلك، قالت مصادر في وزارة الخارجية التركية، الأربعاء، إنه من المتوقع أن يتم الإفراج غداً الخميس، عن المواطن التركي شعيب أوردو، الذي اعتقلته القوات الإسرائيلية على متن السفينة "مادلين". وأفادت مصادر في الخارجية، وكالة الأناضول، الأربعاء، بأنّ مسؤولي السفارة التركية في تل أبيب على اتصال مع أوردو ومحاميه. وأضافت أنه من المرتقب أن يتم الإفراج عن أوردو غداً، ومغادرته إسرائيل. وأردفت أن الخارجية التركية تتابع عن كثب أيضاً وضع الألمانية من أصل تركي ياسمين أجار، وأنها على اتصال أيضاً مع عائلتها.

وانتهت رحلة سفينة أسطول الحرية إلى قطاع غزة قبل أن تتمكّن من بلوغ وجهتها النهائية، وذلك بعد اعتراض جيش الاحتلال لها على بُعد كيلومترات من شواطئ القطاع، واختطاف طاقمها المكوّن من 12 ناشطاً مدافعاً عن حقوق الإنسان، واقتياد السفينة إلى ميناء أسدود. 

وكانت الرحلة قد انطلقت من إيطاليا في 1 يونيو/حزيران الجاري، حيث أبحر متطوعون، منهم غريتا تونبرغ، ناشطة مكافحة تغيّر المناخ، والممثل الأيرلندي ليام كانينغهام، والنائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي ريما حسن، على متن السفينة التي تحمل "كميات محدودة لكن رمزية" من إمدادات الإغاثة، وذلك لكسر الحصار على قطاع غزة المحاصر الذي يرزح تحت وطأة المجاعة والإبادة الجماعية منذ أكثر من 20 شهراً.