"مرحلة ختامية" من العمليات الروسية في كورسك وآفاق ضبابية للهدنة

13 مارس 2025
لافتة تشير إلى مدينة كورسك، 3 أغسطس 2024 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- زار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نقطة قيادة قوات سيفير في مقاطعة كورسك، حيث أكد على ضرورة هزيمة القوات الأوكرانية وإقامة منطقة آمنة، معربًا عن امتنانه للعسكريين المشاركين.
- تستمر المعارك في كورسك منذ أغسطس 2024، حيث استعادت روسيا السيطرة على معظم الأراضي، بينما يظل موقف موسكو من الهدنة الأميركية غامضًا، مع اقتراح شروط مثل استبعاد كورسك ووقف إمدادات الأسلحة.
- أعلنت روسيا عن إسقاط طائرات مسيرة أوكرانية، بينما تعرضت مدن أوكرانية لهجمات. استأنفت الولايات المتحدة دعمها لأوكرانيا بعد اتفاق وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا.

كشف الناطق الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، اليوم الخميس، عن تفاصيل زيارة الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، إلى نقطة قيادة قوات سيفير (شمال) في مقاطعة كورسك الحدودية التي تشهد توغلاً أوكرانياً منذ أغسطس/آب الماضي. وقال بيسكوف لوكالة تاس الرسمية الروسية: "في إطار زيارته إلى إحدى نقاط القيادة في مقاطعة كورسك، أصغى بوتين إلى تقريري قائد مجموعة سيفير ونائبه اللذين أبلغا القائد العام بسير العملية ودخولها المرحلة الختامية من تحرير مقاطعة كورسك من المسلحين المتوغلين".

وكان بوتين قد تفقّد إحدى نقاط القيادة في مقاطعة كورسك مرتدياً زياً عسكرياً، مساء أمس الأربعاء، ووضع أمام القوات الروسية مهمة إلحاق هزيمة نهائية بالقوات المسلحة الأوكرانية، وإقامة منطقة آمنة في أسرع وقت. وكذلك أعرب عن امتنانه للعسكريين المشاركين في العمليات العسكرية في كورسك، واصفاً أعمال القوات المسلحة الأوكرانية ومن قال إنهم مرتزقة أجانب بأنها "إرهابية". من جهته، أعلن رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، فاليري غيراسيموف، عن فرض طوق حول مجموعة القوات الأوكرانية في كورسك.

وتتواصل أعمال القتال في مقاطعة كورسك منذ 6 أغسطس/آب 2024، إذ أقرت وزارة الدفاع الروسية بسيطرة القوات الأوكرانية على 1268 كيلومتراً مربعاً من الأراضي من أصل المساحة الإجمالية لمقاطعة كورسك البالغة نحو 30 ألف كيلومتر مربع. وبحلول منتصف فبراير/شباط الماضي، استعادت روسيا السيطرة على نحو 64% من الأراضي التي احتلتها القوات الأوكرانية بواقع أكثر من 800 كيلومتر مربع، وفق أرقام هيئة الأركان العامة للجيش الروسي.

غموض آفاق الهدنة

في سياق آخر، لا يزال الغموض سيد الموقف في مسألة قبول موسكو المقترح الأميركي بشأن بسط الهدنة في أوكرانيا لمدة 30 يوماً والذي لم تقابله موسكو لا بالقبول ولا بالرفض حتى الآن، وسط تشكيك المحللين السياسيين المقربين من الكرملين في وجود جدوى لروسيا من القبول بهدنة غير مشروطة كما ينص عليه المقترح الأميركي، إذ حذر مدير المجلس العلمي بمركز المتغيرات السياسية، أليكسي تشيسناكوف، من مجموعة من المخاطر يحملها اقتراح الهدنة في طياته. 

واعتبر تشيسناكوف في منشور على قناته على "تليغرام" أمس، أن "قبول الجانب الأوكراني بهذه الهدنة كان اضطرارياً تحت ضغوط كبيرة لم ترمِ سوى إلى وقف إطلاق النار لا تحقيق السلام المستديم" وإلى "إرغام روسيا على القبول بحلول وسط ستوضع على الطاولة على أنها خيارات قد قبلت بها روسيا". ومع ذلك، رأى أن موسكو يمكنها قبول اقتراح الهدنة مع وضع بعض الشروط، بما فيها استبعاد مقاطعة كورسك من نظام وقف إطلاق النار، واشتراط جلوس الجانب الأوكراني إلى طاولة المفاوضات في ظرف ثلاثة أسابيع، ووقف أي إمدادات للأسلحة إلى أوكرانيا، وضمانات أميركية وأوروبية بمعاقبة أوكرانيا في حال إفشالها الهدنة.

وكان بيسكوف قد أكد في تصريحات صحافية، أمس الأربعاء، أن روسيا تنتظر من الولايات المتحدة تفاصيل المقترحات التي جرى وضعها في ختام المحادثات بين الوفدين الأميركي والأوكراني في السعودية، أول من أمس الثلاثاء، داعياً إلى عدم استباق الأحداث. وأضاف أن موسكو يتعين عليها أن تحصل أولاً على معلومات من واشنطن، مذكراً بأن وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، ومستشار الأمن القومي، مايك ولتس، وعدا بنقل تفاصيل المحادثات الأميركية الأوكرانية إلى الجانب الروسي.    

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن إدارة الرئيس دونالد ترامب استأنفت الدعم الاستخباراتي والمساعدات الدفاعية لأوكرانيا، بعد موافقة الأخيرة على وقف إطلاق نار مع روسيا لمدة 30 يوماً. وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي، جيمس هويت، في تصريح لوكالة الأناضول، إن بلاده بدأت تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا مجدداً، وذلك عقب التقدم المهم الذي أُحرز خلال المباحثات الأميركية الأوكرانية في السعودية.

على الصعيد الميداني، أعلنت روسيا، الخميس، أنّ دفاعاتها الجوية أسقطت خلال الليل 77 طائرة مسيّرة أوكرانية فوق مناطق مختلفة من أراضيها. وأوضحت وزارة الدفاع في بيان أنه تم إسقاط وتدمير 30 مسيرة فوق منطقة بريانسك (غرب)، على الحدود مع أوكرانيا، و25 مسيرة فوق كالوغا، كما تم اعتراض المزيد من المسيرات فوق مناطق كورسك وفورونيج وروستوف وبلغورود.

وجرى هذا الهجوم بالمسيرات بعد يومين على اعتراض روسيا 337 مسيرة، بينها أكثر من 90 فوق منطقة موسكو، في "أضخم هجوم بالمسيرات المعادية" على العاصمة، بحسب رئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين. في المقابل، تعرضت عدة مدن أوكرانية لهجمات، صباح الخميس، ما أدى إلى مقتل امرأة في الـ42 من العمر في خيرسون، بحسب رئيس الإدارة العسكرية في المنطقة رومان مروشكو. كما أفادت السلطات في كييف ودنيبروبيتروفسك عن هجمات في وقت مبكر من صباح الخميس.

المساهمون