استمع إلى الملخص
- أسفرت غارة إسرائيلية على طيردبا عن خمسة شهداء وأربعة جرحى، مع استمرار الانتهاكات الجوية والتوغلات، مما دفع الجيش اللبناني لتعزيز انتشاره وفق القرار 1701.
- أكد الرئيس اللبناني جوزاف عون التزامه بحماية وقف إطلاق النار، مشيداً بدعم إيطاليا للبنان، ومؤكداً على تعزيز الشراكة مع أوروبا ودول البحر المتوسط.
أوعزت الخارجية اللبنانية لبعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، اليوم الجمعة، بتقديم شكوى أمام مجلس الأمن الدولي رداً على اعتداءات إسرائيل المستمرة على قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية، رغم إعلان وقف الأعمال العدائية، في وقت أسفرت غارة إسرائيلية على بلدة طيردبا اليوم عن سقوط شهيدين.
وبعد التشاور والتنسيق مع وزارة الزراعة، فنّدت الشكوى اللبنانية أبرز هذه الاعتداءات الجسيمة، والتي تشكل خرقاً واضحاً للقوانين الدولية، وتهديداً مباشراً لسيادة لبنان وأمنه الغذائي، وتتسبب بأضرار تطاول مصادر رزق المزارعين، كجرف بساتين الزيتون، والحمضيات، وتدمير الطرق الزراعية والبنية التحتية في جنوب لبنان، وتدمير مشروع إكثار الشتول في وادي الحجير المنشأ بدعم من برنامج الأغذية العالمي والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى استهداف ميناء الصيادين في الناقورة، واختطاف الراعي اللبناني محمود موسى.
وطالب لبنان مجلس الأمن بالتحرك الفوري لوقف هذه الاعتداءات، وضمان حقوق المزارعين والصيادين في المناطق المتأثرة، وتمكينهم من خلال حماية سبل عيشهم، واتخاذ الإجراءات اللازمة لمحاسبة إسرائيل، وإجبارها على التعويض عن الأضرار كلها التي تسبب بها عدوانها على القطاع الزراعي وسائر القطاعات.
كما طلب لبنان من الدول الأعضاء في مجلس الأمن، ولا سيما الدول الراعية لإعلان وقف الأعمال العدائية، اتخاذ موقف حازم وواضح إزاء الخروقات الإسرائيلية المتكررة لبنود هذا الإعلان.
شهيدان في طيردبا وخروقات مستمرّة
ميدانياً، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن سقوط خمسة شهداء وإصابة أربعة أشخاص آخرين بجروح في حصيلة نهائية، جراء غارة إسرائيلية على بلدة طيردبا في جنوب لبنان. وذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله أن الغارة استهدفت سيارة "بيك آب".
وتستمرّ التجاوزات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، مع اقتراب مهلة الستين يوماً على الانتهاء، إذ توغلت قوة تابعة لـجيش الاحتلال في بلدة الطيبة الجنوبية، ونفذت حملة تمشيط وأضرمت النيران في بعض المنازل، بحسب ما ذكرت وسائل إعلام تابعة لحزب الله اليوم الجمعة.
كذلك، رُصد تحرك دبابتي ميركافا من موقع عسكري جديد أنشأه الاحتلال غربي بلدة الظهيرة، وتحديداً في منطقة تل إسماعيل، فيما يواصل تثبيت قوات في جبل بلاط، حيث نصب أجهزة تجسّس وتنصّت وتصوير موجّهة نحو الأراضي اللبنانية. ونفذ الاحتلال، كذلك، حملات تمشيط في بلدات القطاع الأوسط، منها عيترون، ويارون، ومارون الراس، فيما تواصل الطائرات الإسرائيلية تحليقها في الأجواء في انتهاك مستمرّ للسيادة اللبنانية.
وعزز الجيش اللبناني انتشاره في منطقة مثلث طيرحرفا الجبين بعد انسحاب جيش الاحتلال، وذلك في إطار تنفيذ القرار الـ1701.
يأتي ذلك في وقتٍ تتجه فيه الأنظار إلى التحديات التي يواجهها الرئيس اللبناني جوزاف عون، ومن ضمنها مسألة حماية قرار وقف إطلاق النار، والعمل على تطبيق القرارات الدولية، الأمر الذي تعهّد به في قسمه أمس الخميس، مشدداً على التزام لبنان بالاتفاق. وتعهّد عون بأنه سيمارس "دوره قائداً أعلى للقوات المسلحة ورئيس للمجلس الأعلى للدفاع، بحيث يعمل من خلالهما على تأكيد حق الدولة باحتكار حمل السلاح، دولة تستثمر في جيشها الذي يساهم بضبط الحدود، وتثبيتها جنوباً، وترسيمها شرقاً وشمالاً وبحراً، ويمنع التهريب، ويحارب الإرهاب، ويحفظ وحدة الأراضي اللبنانية، ويطبّق القرارات الدولية، ويحترم اتفاق الهدنة، ويمنع الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي اللبنانية، جيش لديه عقيدة قتالية دفاعية يحمي الشعب، ويخوض الحروب وفقاً لأحكام الدستور".
في الأثناء استقبل عون نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية الإيطالي أنطونيو تاجاني، وشكر بلاده لدعمها المستمر لمساعدة لبنان، لا سيما من خلال المشاركة في عداد القوات الدولية العاملة في لبنان "اليونيفيل". وشدد عون على أن "لبنان ماضٍ في خطوات ثابتة لتحقيق الأمن والاستقرار في الجنوب، وأنه مع عودة الحياة إلى المؤسسات الدستورية بعد انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل الحكومة، سيتم العمل على إعادة النهوض بلبنان والسير به نحو مستقبل أفضل، وأن يعود إلى لعب الدور الريادي الذي اضطلع به في المنطقة، وأن يعزز الشراكة مع أوروبا ودول البحر المتوسط".