استمع إلى الملخص
- أكد الرئيس جوزاف عون على استمرار الجهود الدبلوماسية مع الولايات المتحدة وفرنسا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، مع التزام لبنان بالقرار 1701. من المتوقع زيارة نائبة المبعوث الأميركي لمتابعة ترتيبات وقف إطلاق النار.
- لا يوجد توجه لتأجيل الانتخابات البلدية في الجنوب والنبطية. استقبل وزير الخارجية اللبناني رئيس بعثة اليونيفيل لبحث التعاون والتنسيق، مشددًا على أهمية دور اليونيفيل في تحقيق الأمن والاستقرار.
تكثفت الاتصالات الدبلوماسية في لبنان خلال الساعات الماضية، على وقع تصعيد جيش الاحتلال لاعتداءاته أمس الخميس على الأراضي اللبنانية، حاملةً مطالب مشدَّدة حول ضرورة التدخل سريعاً لوقف الخروقات ودفع إسرائيل للالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، يأتي ذلك فيما نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي، أمس الخميس، سلسلة غارات طاولت قرى حدودية جنوبي لبنان، ومناطق في النبطية، ما دفع إلى إقفال معظم المدارس والدوائر والإدارات الرسمية، كما واصل الاحتلال، اليوم الجمعة، خروقاته، بإلقائه قنابل صوتية على معمل حجارة في بلدة كفر كلا جنوبي لبنان، وحلقت طائراته على علوّ منخفض في الأجواء الجنوبية. وفي وقت لاحق اليوم، قالت وزارة الصحة اللبنانية إن إلقاء العدو الإسرائيلي قنبلة من مسيّرة على بلدة مجدل زون أدى إلى إصابة مواطن بجروح.
في الإطار، قالت مصادر من قصر بعبدا لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيس جوزاف عون واكب أمس التطوّرات الأمنية الخطيرة، والاتصالات مستمرة خصوصاً مع الجانبَين الأميركي والفرنسي من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها"، وشدّدت على أنّ "موقف لبنان بات معروفاً ومكرراً لناحية التزامه تعهداته على صعيد اتفاق وقف إطلاق النار، وقيام الجيش اللبناني بمهامه أيضاً في إطار تنفيذ القرار 1701، في حين أن الإسرائيلي لا يعتدي فحسب إنما يتمادى في خروقاته، واحتلاله لمواقع لبنانية، (...) يجب أن ينتهي هذا بأسرع وقتٍ ممكنٍ، ولم يعد من الممكن المماطلة والتأخير بذلك".
وأكدت المصادر أن "الجهود الدبلوماسية مستمرّة ولن تتوقف حتى وضع حدٍّ للانتهاكات الإسرائيلية وانسحاب جيش العدو من النقاط الخمس التي يحتلها، وإطلاق سراح الأسرى اللبنانيين"، وحول زيارة مرتقبة لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس، قالت المصادر إنّه "لا يوجد شيء رسمي حتى الآن، وأن لا موعد محدد لأي جولة جديدة، لكن من المنتظر أن تزور أورتاغوس لبنان في إطار متابعتها لترتيبات وقف إطلاق النار، وعلى الولايات المتحدة بوصفها راعية للاتفاق أنّ تبذل جهداً من أجل لجم التصعيد الإسرائيلي، ووضع حدّ للانتهاكات التي تجاوزت منذ نوفمبر الماضي الألفَين".
وربطاً بالتطوّرات الميدانية، قالت مصادر رسمية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنه لا يوجد توجّه نحو تأجيل الانتخابات البلدية المرتقبة في 24 مايو/ أيار في الجنوب والنبطية، مشيرة إلى وجود اتصالات دبلوماسية مع الأميركيين والفرنسيين ولجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، مضيفة "لم يحصل لبنان على ضمانات بذلك، والدولة مصرّة على إتمام الاستحقاق، علماً أنّ كل الاحتمالات تبقى مفتوحة بالنظر إلى الأحداث على الأرض وأيّ جديد ممكن أن يطرأ في الأيام المقبلة".
في السياق، استقبل وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجّي، اليوم الجمعة، رئيس بعثة قوات اليونيفيل العاملة في لبنان وقائدها العام اللواء أرولدو لاثارو والوفد المرافق، وجرى البحث بتطورات الوضع في الجنوب في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة، وعرض اللواء لاثارو على رجّي طبيعة المهام التي تقوم بها قوات اليونيفيل في الجنوب في الفترة الأخيرة ورصدها للانتهاكات لقرار مجلس الأمن رقم 1701، كما تطرق لاثارو، بحسب ما أفادت الخارجية اللبنانية في بيان لها إلى التعاون والتنسيق القائمَين بين اليونيفيل والجيش اللبناني، مشيداً بالعلاقة المميزة بين الجانبَين، موجهاً دعوة لرجّي لزيارة مواقع اليونيفيل في جنوب لبنان.
من جانبه، أكد رجّي تمسّك لبنان بدور قوات اليونيفيل وشكرها على الجهود التي تقوم بها في الجنوب، مشدّداً على أهمية تمكينها من أداء مهامها وفق الولاية المحدّدة لها من مجلس الأمن والتي يُرتقب تمديدها في أغسطس/آب المقبل. في الإطار، قال مصدر في اليونيفيل لـ"العربي الجديد"، إنّ "التصعيد الإسرائيلي أمس الخميس مقلق جداً، وإن انتهاكات اتفاق وقف إطلاق النار يجب أن تتوقف، خصوصاً لتمكين الأهالي من العودة إلى قراهم وتحقيق الأمن والاستقرار"، مشيراً إلى أنّ "اليونيفيل تنظر بقلق لما يحصل وتجدّد دعواتها لجميع الأطراف من أجل الالتزام بما تعهّدوا به، وتطبيق القرار 1701، لأن أي حسابات خاطئة من شأنها أن تهدد الاتفاق".