لافروف يشيد بمقاربة ترامب: تتسم بـ"المنطق السليم"

15 ابريل 2025
لافروف خلال مشاركته في منتدى دبلوماسي في أنطاليا بتركيا، 12 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يرى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى لضمان المصالح الوطنية الأميركية مع الحفاظ على الحوار مع روسيا، رغم التباينات الموروثة من الإدارة السابقة.
- لافروف يشير إلى صعوبة الاتفاق مع الولايات المتحدة على جوانب اتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا، مشدداً على أهمية التعاون الاقتصادي والتكنولوجي بين البلدين.
- روسيا ترفض السعي لرفع العقوبات عنها، وتعتبر الحلول السلمية الأوروبية محاولة للحفاظ على نظام الرئيس الأوكراني زيلينسكي، الذي يواجه ضغوطاً للترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة.

رأى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يسعى من خلال سياسته الخارجية لضمان المصالح الوطنية الأميركية مع حفاظه على "المنطق السليم"، الذي ينبع منه إدراك الإدارة الجمهورية ضرورة استئناف الحوار بين روسيا والولايات المتحدة، وفق اعتقاده. وقال لافروف في مقابلة مع صحيفة "كوميرسانت الروسية"، نشرت مقتطفات منها مساء أمس الاثنين: "يتجلى المنطق السليم في أمر واحد فقط، وهو وصول أشخاص أقروا بأن لهم مشكلات وتباينات كثيرة معنا، وأيضاً بأن من الحماقات الموروثة من الإدارة السابقة أننا لا نتحدث".

ولكنه اعتبر أنه ليس من السهل الاتفاق مع الولايات المتحدة على الجوانب الرئيسية لاتفاق سلام محتمل لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وأضاف رداً على سؤال عما إذا كانت موسكو وواشنطن قد اتفقتا على بعض جوانب اتفاق سلام محتمل "ليس من السهل الاتفاق على الجوانب الرئيسية للتسوية. إنها قيد النقاش".

وشدد على أن روسيا والولايات المتحدة، باعتبارهما "لاعبين دوليين مسؤولين، يتعين عليهما القيام بكل ما بوسعهما من أجل ألا تتدهور تباينات المصالح الوطنية إلى المواجهة"، مضيفاً: "في حالات تطابق المصالح، وإن كانت أقل، عليهما القيام بكل ما بوسعهما لعدم فوات الأوان وتحويل هذا التطابق إلى مشاريع مادية واقتصادية وتكنولوجية وأخرى في مجالي النقل واللوجستيات متبادلة المنفعة. أعتقد أن هذه الأمور براغماتية وتستحق الحوار".

ومع ذلك، أكد لافروف أن روسيا "لن تجري وراء أحد" من أجل رفع العقوبات عنها، لافتاً إلى أن إدارة ترامب لا تخفي أنها تبحث عن المنفعة وتتخذ القرارات في مجال السياسة الخارجية انطلاقاً من المصالح المادية. وتابع: "لكن كل الأمور ستعتمد هنا على كيفية تخطيطهم لتحقيق ذلك، أي استئناف التعاون الاقتصادي، لأن هذا التعاون الاقتصادي مغلق بنسبة 95% مقارنة بالـ30 مليار دولار (حجم التبادل التجاري) القياسية قبل عشر سنوات فقط، وقد أغلق بواسطة عقوبات غير مشروعة. نحن، كما تعلمون وتتابعون النقاشات في مجتمعنا، لا نجري وراء أحد، ولا نطلب إلغاء العقوبات".

في سياق آخر، اعتبر وزير الخارجية الروسي أن الحلول السلمية التي يروجها قادة أوروبيون ترمي إلى الإبقاء على "نظام" الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، مستطرداً: "كل حلول السلام هذه التي يرسمها (الرئيس الفرنسي إيمانويل) ماكرون و(رئيس الوزراء البريطاني كير) ستارمر وأمثالهما تنطلق من ضرورة الحفاظ على قطعة أرض سيبقى عليها النظام النازي المعادي لروسيا والمجهز للإعداد لحرب جديدة ضد روسيا مثل ما جرى فعله مع اتفاقات مينسك".

وكان مستشار مكتب الرئيس الأوكراني ميخايلو بودولياك قد رأى أن زيلينسكي يتعين عليه أن يرشح نفسه في الانتخابات الرئاسية التي قد تجريها أوكرانيا تحت ضغوط أميركية بموازاة طعن موسكو المستمر في شرعية زيلينسكي، نظراً لانتهاء ولايته قبل قرابة عام. وكان من المقرر أن تجرى انتخابات الرئاسة الأوكرانية في مارس/آذار 2024، ولكنها أُجِّلَت لأجل غير مسمى بسبب الحرب الروسية على أوكرانيا، ما أدى إلى بقاء زيلينسكي على رأس السلطة، رغم انتهاء ولايته البالغة مدتها خمس سنوات.

المساهمون