استمع إلى الملخص
- الوضع الإنساني والخسائر: الغارات الجوية الروسية والسورية أسفرت عن مقتل 27 مدنياً في شمال غرب سوريا، واستهدفت محطة وقود في إدلب، مما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين، وزادت من تعقيد الوضع الإنساني.
- ردود الفعل الدولية والمحلية: روسيا اعتبرت الوضع في حلب انتهاكاً للسيادة السورية، بينما أكدت المعارضة المسلحة سيطرتها على عدة مناطق، مما دفع النظام لقطع الطريق الدولي دمشق - حلب لأسباب أمنية.
قالت غرفة العمليات المشتركة لمعركة "ردع العدوان" إن قوات الفصائل المتمركزة خلف الخطوط تقتحم فرع المخابرات الجوية بحلب. وكانت الفصائل بدأت التوغل في الأحياء الجنوبية لمدينة حلب في شمال سورية مساء اليوم الجمعة، وأعلنت غرفة العمليات سيطرتها الكاملة على مدينة سراقب الاستراتيجية التي تمثل عقدة للطريقين الدوليين "M4,M5" شرقي محافظة إدلب، بينما استهدف الطيران الحربي الروسي بغارات جوية مدينة إدلب وأطراف مدينة الدانا شمال غرب سورية.
وأعلنت منظمة الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء) عن مقتل ثلاثة مدنيين وإصابة آخرين من جراء غارات جوية روسية - سورية استهدفت محطة للوقود ضمن مدينة إدلب، فيما كان مسؤول أممي قال إن 27 مدنياً سورياً قُتلوا منذ أول أمس الأربعاء في مناطق سيطرة المعارضة السورية في شمال غرب البلاد. وكانت غرفة العمليات المشتركة لـ"ردع العدوان" أعلنت عن إتمام سيطرة مقاتليها على ريف حلب الغربي بالكامل فجر اليوم. ومن جهتها، قالت روسيا إن "الوضع في حلب يشكل انتهاكاً لسيادة سورية"، مطالبة النظام السوري بـ"استعادة السيطرة".
وقالت غرفة العمليات المشتركة عبر تطبيق تليغرام إن مقاتليها بدؤوا التوغل في حيي الحمدانية وحلب الجديدة، موجهين دعوة لسكان مدينة حلب للتعاون معهم للخلاص من قوات النظام وطردهم خارج المدينة. بدورها، أكدت مصادر ميدانية لـ"العربي الجديد" أن عملية التوغل في أحياء مدينة حلب الجنوبية جاءت عقب معارك ومواجهات في كل من بلدة العيس وتلة العيس الاستراتيجية في ريف حلب الجنوبي، مشيرة إلى أن مقاتلي غرفة العمليات المشتركة يقتربون من السيطرة على حيي الحمدانية وحلب الجديدة، مع استمرار المواجهات. وقالت غرفة العمليات إن مقاتليها ضمن العمليات العسكرية المستمرة، تمكنوا من إحكام السيطرة على قرى وبلدات تلحدية وخان السبل والترنبة بريف إدلب، في إطار تأمين مناطق ريف إدلب الشرقي التي كان يقصفها النظام بقذائف المدفعية والطائرات الانتحارية، كما تمكنوا من اغتنام دبابة من طراز T-90.
وقال الناطق باسم غرفة العمليات المقدم حسين عبد الغني إن السيطرة على ريف حلب الغربي جاءت بعد معارك ضارية وعنيفة جداً مع قوات النظام استمرت أكثر من 36 ساعة متواصلة ضمن العملية، مؤكداً أن هذه الخطوة ستسهم في تأمين عودة عشرات الآلاف من العائلات إلى منازلها التي نزحت منها منذ أربع سنوات، وأشار عبد الغني إلى أن مناطق الريف الغربي لحلب تعتبر منطقة عسكرية مغلقة حتى استكمال عمليات نزع الألغام وتأمينها. وأضاف أن العمليات ما زالت مستمرة حتى تحقيق أهدافها وإعادة المهجّرين إلى منازلهم.
وفي أول رد روسي على هذه التطورات، اعتبر الكرملين أن "الوضع في حلب يشكل انتهاكاً لسيادة سورية، ودمشق لها الحق في استعادة النظام"، معبراً عن رغبته في أن يستعيد النظام السيطرة. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، اليوم الجمعة، إن "موسكو تعتبر الهجوم انتهاكاً لسيادة سورية وتريد من السلطات سرعة التحرك لاستعادة السيطرة هناك"، بحسب "رويترز".
مقتل 27 مدنياً
وعلى صعيد الخسائر بين المدنيين قال ديفيد كاردن، نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، اليوم الجمعة، إن القتال في شمال غرب سورية على مدى الأيام الثلاثة أسفر عن مقتل 27 مدنياً، بينهم ثمانية أطفال، وعبر كاردن عن قلقه "من الوضع في شمال غرب سورية"، مضيفاً أن "المدنيين والبنية التحتية المدنية ليسوا أهدافاً ويجب حمايتهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
وذكرت مصادر عسكرية ميدانية لـ"العربي الجديد" أن مقاتلي المعارضة سيطروا على بلدة المنصورة في محيط مدينة حلب، إضافة إلى قرى بيت عضم وتل كراتين وأبو قنصة في الريف الشرقي لمحافظة إدلب. وأشارت المصادر إلى أن الطيران الحربي استهدف الليلة الماضية معسكراً تابعاً للقوة المشتركة التابعة للجيش الوطني السوري المعارض في قرية حور النهر قرب مدينة مارع، ضمن منطقة درع الفرات، بعدة غارات جوية.
من جهته، أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل 82 عنصراً من قوات النظام السوري، بينهم أربعة ضباط برتب مختلفة، وستة مسلحين من المليشيات الإيرانية من الجنسية السورية، إضافة إلى 15 قتيلاً من جنسيات مختلفة بينهم مستشار إيراني. كما تمكن مقاتلو فصائل المعارضة المسلحة من أسر 12 عنصراً من قوات النظام السوري في قرية عاجل ومحيط الجمعيات القريبة منها، بالإضافة إلى عنصرين آخرين في الريف الغربي لحلب.
وفي سياق متصل، أكدت إذاعة "شام إف إم" الموالية للنظام استمرار حركة المرور ورحلات نقل المسافرين على طريق خناصر - إثريا، بعد انقطاع طريق دمشق - حلب الدولي. وكررت رواية النظام أن قطع الطريق جاء حرصاً على سلامة المدنيين. وتمكن مقاتلو فصائل المعارضة، مساء أمس، من قطع الطريق الدولي بعد السيطرة على عدة بلدات وقرى تقع على جانبيه. من جانبه، صرّح الناطق باسم فصيل "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور، لـ"العربي الجديد" بأن إعلان النظام عن قطع طريق دمشق - حلب "هو مناورة إعلامية لحفظ ماء الوجه". وقال في هذا السياق: "الطريق سقط خلال تقدم المقاتلين ووصولهم إلى منطقة الزربة ومنطقة البرقوم وعدد من النقاط الواقعة شرق الطريق، ما دفع النظام إلى إصدار تعليمات بقطعه، بهدف التمويه على المدنيين في مناطق سيطرته بخطوة ادعى أنها للحفاظ على حياتهم، لتجنب الاعتراف بسيطرة الفصائل عليه".
وتواصل قوات النظام قصفها المدن والبلدات شمال غربي سورية، حيث استهدفت الطائرات الروسية وطائرات النظام الحربية، فجر اليوم، المدرسة الجنوبية ومدرسة البنين في مدينة الأتارب بريف حلب الغربي، إضافة إلى محيط قرية تقاد وبلدة النيرب في المنطقة نفسها. ووفق الدفاع المدني السوري، ارتفع عدد المدارس المستهدفة منذ مطلع العام الحالي إلى 16 مدرسة.