غارة إسرائيلية على مبنى في تول جنوبي لبنان عشية الاستحقاق الانتخابي

بيروت
ريتا الجمّال (العربي الجديد)
ريتا الجمّال
صحافية لبنانية. مراسلة العربي الجديد في بيروت.
22 مايو 2025
غارة إسرائيلية على مبنى في تول جنوبي لبنان
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شنت إسرائيل غارات جوية على جنوب لبنان، مستهدفة مواقع لحزب الله، مما أدى إلى نزوح السكان وإصابة مواطن لبناني، واعتبرتها السلطات اللبنانية انتهاكًا للسيادة وخرقًا للقرار الدولي 1701.
- تأتي الغارات في وقت حساس قبيل الانتخابات البلدية في الجنوب، حيث أكدت السلطات اللبنانية التزامها بإجرائها في موعدها، مع تكثيف الاتصالات الدولية للضغط على إسرائيل لوقف الاعتداءات.
- أدانت جهات دولية وإقليمية الغارات، وأكد حزب الله على استمرار المقاومة، داعيًا الحكومة اللبنانية لتحميل المجتمع الدولي مسؤولية الانتهاكات.

نفذ طيران الاحتلال الإسرائيلي غارة مساء الخميس، على مبنى في بلدة تول قضاء النبطية جنوبي لبنان وذلك بعد إصداره تحذيراً للسكان بالإخلاء فوراً والابتعاد مسافة 500 متر وأكثر عن المكان المُهدَّد، بزعم أنهم "موجودون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله". وسُجِّلت حركة نزوح من بلدة تول عقب التحذير الإسرائيلي، وذلك بالتزامن أيضاً مع إطلاق نار كثيف في الهواء لتحذير السكان إلى ضرورة المغادرة. كذلك، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي غرفاً جاهزة في بلدة عيترون جنوبي لبنان.

وزعم المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، في بيان له، أن طائرات الاحتلال "أغارت على موقع عسكري احتوى على منصات صاروخية ووسائل قتالية لحزب الله في منطقة البقاع، بعد رصد أنشطة لحزب الله داخل الموقع". كذلك جرت "مهاجمة بنى تحتية إرهابية ومنصات قذائف وصواريخ تابعة لحزب الله في جنوب لبنان". وقال في بيانه: "وجود وسائل قتالية في المنطقة، وأنشطة لعناصر حزب الله داخل الموقع، تُعتبر انتهاكات فاضحة للتفاهمات بين إسرائيل ولبنان".

وذكرت قناة "المنار" التابعة لحزب الله أن "الغارات تُعد تطورًا لافتًا في نوعية الأهداف التي يستهدفها الاحتلال"، مشيرة إلى أن إسرائيل "توسّع بنك أهدافها ليشمل مواقع داخلية في العمق اللبناني، تحت ذرائع واهية، في خرق واضح للسيادة اللبنانية وللقرار الدولي رقم 1701". وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في لبنان، أن إطلاق النار من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي على أحد المواطنين في بلدة الوزاني، جنوبي البلاد، أدى إلى إصابته بجروح خطرة استدعت نقله إلى قسم العناية المركزة، في أحدث خرق لوقف إطلاق النار.

يأتي هذا الاعتداء على مسافة ساعات من انطلاق الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي الجنوب والنبطية صباح السبت، وعلى الرغم من الاتصالات المكثفة التي أجرتها السلطات اللبنانية مع الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا من أجل الضغط على إسرائيل لوقف خروقاتها خلال فترة الاستحقاق. كذلك، يأتي الاستهداف على وقع تصعيد إسرائيلي لافت في الساعات الماضية للاعتداءات على الجنوب اللبناني، التي أوقعت عدداً من الشهداء والجرحى. لكن هذه الغارات لم تغير مسار إجراء الانتخابات، حيث أعلن وزير الداخلية اللبناني، أحمد الحجار، أن الانتخابات البلدية والاختيارية في محافظتي لبنان الجنوبي والنبطية قائمة في موعدها، وهي التزام من الدولة اللبنانية بإنجاز الاستحقاقات وتثبيت سيادتها على كل الأراضي اللبنانية.

وعلم "العربي الجديد" أنّ لبنان كثف من اتصالاته الدبلوماسية الدولية في محاولة لضمان حماية العملية الانتخابية، وسط خشية من أحداث أمنية تهدد سلامة الناخبين وحياتهم، ولا سيما في ظل استمرار الخروقات الإسرائيلية. وقالت مصادر أمنية لبنانية لـ"العربي الجديد"، إنّ "لبنان لم يوقف اتصالاته الدولية، ولا سيما على خطّ أميركا وفرنسا، راعيتي اتفاق وقف إطلاق النار، من أجل الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها، ورفع من مستواها طبعاً من أجل وقف الخروقات خلال فترة الانتخابات البلدية عموماً، وفي الجنوب والنبطية خصوصاً، ولكن مع العدو لا ضمانات، من هنا نأمل أن يمرّ اليوم الانتخابي بشكل هادئ".

وباشرت الوحدات العسكرية المنتشرة من اليوم الخميس باتخاذ التدابير الأمنية استعداداً لمواكبة العملية الانتخابية، في إطار الجولة الأخيرة من الاستحقاقين، البلدي والاختياري، وتشمل إقامة حواجز ظرفية وتسيير دوريات، بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الأخرى، بهدف حفظ الأمن والاستقرار ومنع وقوع إشكالات. ودعت قيادة الجيش الناخبين إلى التجاوب مع التدابير الأمنية للحفاظ على سلامتهم، ولا سيّما في ظل الأوضاع الاستثنائية في الجنوب، ولتمكينهم من التعبير عن آرائهم في صناديق الاقتراع، ضمن أجواء من الحرية والديمقراطية، كما إلى إبلاغ أقرب مركز عسكري عن أي محاولة للإخلال بالأمن، أو الاتصال بغرفة عمليات القيادة.

وعشية الانتخابات، دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري، في نداء له، إلى "الاقتراع بكثافة للوائح التنمية والوفاء، خصوصاً في القرى الأمامية، لإنتاج مجالسها البلدية والاختيارية، وللتأكيد من خلالها للمحتل الإسرائيلي ولآلته العدوانية أن هذه القرى العزيزة لن تكون إلا لبنانية لأهلها، ومساحة للحياة، وليست أرضاً محروقة، وسنعيد إعمارها، ولن تكون شريطاً عازلاً مهما غلت التضحيات".

ودان رئيس مجلس الوزراء، نواف سلام، الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، التي تأتي في توقيت خطير قبيل الانتخابات البلدية في الجنوب. وأكد سلام أن هذه الانتهاكات لن تثني الدولة عن التزامها بالاستحقاق الانتخابي، وحماية لبنان واللبنانيين. وطالب بممارسة المزيد من الضغط الدولي على إسرائيل لوقف اعتداءاتها فورًا، والانسحاب الكامل التزامًا باتفاق ترتيبات وقف الأعمال العدائية، وتطبيق القرار 1701.

كذلك، دانت سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية بشدة الغارات الإسرائيلية العدوانية على جنوب لبنان، التي تُعدّ انتهاكًا صارخًا لسيادة هذا البلد الشقيق، وتندرج ضمن سياسة انتقامية ممنهجة تجاه لبنان وشعبه. وأكدت السفارة أن استمرار مثل هذه الاعتداءات يستوجب تحركًا دوليًا فوريًا وفاعلًا لوقفها، ووضع حد نهائي لها.

حزب الله: العمل مستمر لتحرير أسرى لبنان

في سياق آخر، قالت كتلة حزب الله البرلمانية "الوفاء للمقاومة"، بعد جلستها الدورية اليوم الخميس: "يطلّ عيد المقاومة والتحرير، يوم الخامس والعشرين من أيار هذا العام، ليؤكد من جديد، بما لا يدع مجالاً للشك، أن خيار المقاومة هو الذي أنبت هذه الشجرة الطيبة المباركة، وأثمر النصر العزيز بتحرير الأرض من رجس العدوان". وأضاف: "اليوم إذ ترزح أجزاء إضافية من الوطن تحت الاحتلال بعد العدوان الصهيوني الأخير والمستمر، وإزاء تقاعس المجتمع الدولي والجهات الضامنة عن القيام بواجباتهم بإلزام العدو الالتزام بمندرجات آلية التفاهم حول القرار 1701 وتنفيذ بنودها، فيما التزم لبنان تنفيذها كاملة، فإن الاتفاق نفسه يعطي لبنان واللبنانيين الحق في الدفاع عن أنفسهم وسيادتهم وأرضهم، ويثبت من جديد حقانيّة وضرورة وجدوى المقاومة".

وأكدت الكتلة "التزامها استمرار العمل على تحرير بقيّة الأسرى وكشف مصير المفقودين خلال الحرب العدوانيّة الأخيرة"، مشددة على "ضرورة رفض مشاريع الإذعان والتطبيع مع الاحتلال، وأي محاولةٍ أو صيغةٍ لتبرير أو شرعنة اعتداءاته". ودعت "المسؤولين اللبنانيين جميعاً إلى التحلّي بالوعي والجرأة والتبصّر الكامل بمصلحة البلد وأهله، بعيداً عن ضغوطات الإدارة الأميركية، وما تريده إنفاذاً لتعهّدها الدائم والثابت لمصلحة العدوّ الإسرائيلي على حساب لبنان واللبنانيين".

وأكدت "ضرورة أن تضع الحكومة هذه الإدارة أمام مسؤولياتها في ضمان وقف إطلاق النار، وتحميلها مسؤوليّة استمرار العدو في احتلاله وانتهاكاته للسيادة واغتيالاته اليوميّة، التي كان آخرها الاغتيالات في عيترون وياطر وعين بعال يوم أمس. فضلاً عن ضرورة إلزامه وقف اعتداءاته التي تمنع اللبنانيين من إعمار ما تهدَّم من بيوت ومؤسسات بفعل استمرار وتوسّع العدوان الصهيوني".

ذات صلة

الصورة

سياسة

أطلعت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل على وجود اتصالات مع إيران بهدف إجراء جولة مفاوضات جديدة في الأيام القريبة، وفق ما أوردته القناة 12 الإسرائيلية
الصورة

سياسة

اقترح الطيارون إلقاء ما زاد من الذخائر المحمولة الفائضة معهم على أنحاء مختلفة من قطاع غزة، بذريعة مساعدة القوات البرية في مناورتها شمال غزة وخانيونس
الصورة
صحافيتان فلسطينيتان أمام مستشفى ناصر في خانيونس، 18 يناير 2025 (دعاء الباز/ الأناضول)

منوعات

تستهدف إسرائيل الصحافيات الفلسطينيات في الفضاء الرقمي عبر المراقبة والاعتقال والتحريض فقط لأنّهن يوثّقن ما يجري على الأرض، في ظل غياب آليات لحمايتهن.
الصورة
يحمل طرد مساعدات من "مؤسسة غزة الإنسانية" وسط قطاع غزة، 25 يونيو 2025 (إياد البابا/فرانس برس)

سياسة

تحوّل رجل الاستخبارات الأميركي السابق فيليب رايلي إلى المتحكم بمساعدات غزّة وكل ما يرتبط بها من مجازر يومية.