روبيو: البديل عن نجاح الحكومة السورية الانتقالية حرب أهلية شاملة وفوضى

20 مايو 2025
ماركو روبيو في مجلس الشيوخ 20 مايو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شدد وزير الخارجية الأميركي مايك روبيو على أهمية استقرار الحكومة الانتقالية السورية لتجنب الفوضى، مؤكداً على ضرورة الدعم الأميركي لنجاحها، مع استمرار التحديات الأمنية التي تواجهها.
- في تحول في السياسة الأميركية، رفع الرئيس ترامب بعض العقوبات عن سوريا واجتمع بالرئيس السوري، لكن الكونغرس لا يزال متردداً في رفع العقوبات بالكامل.
- تناول روبيو الوضع في غزة وأهمية المساعدات، وأكد على استمرار العقوبات ضد إيران، مشدداً على منعها من امتلاك سلاح نووي.

قال وزير الخارجية الأميركي مايك روبيو اليوم الثلاثاء، إن البديل عن نجاح الحكومة السورية الانتقالية حرب أهلية شاملة وفوضى، مشيراً إلى أن ما يؤخر افتتاح السفارة الأميركية في دمشق هو الأمن. وأضاف روبيو، خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ: "لا نعتقد أنّ الحكومة الانتقالية هي التي ستؤذينا لكن هناك بعض العناصر على الأرض التي يجب أن نحمي أنفسنا منها". وتابع: "إذا فكّرنا في أنّ سورية ولبنان سيكونان مستقرين لنقل في غضون سنتين من الآن فإنّ هذا سيخلق فرصاً واسعة للسلام والازدهار".

ولفت إلى أنه "إذا نظرنا إلى تاريخ المنطقة فإنّ استقرار سورية أساسي لاستقرار كلّ المنطقة". واعتبر وزير الخارجية الأميركي، أن الحكومة الانتقالية السورية ستكون على شفا الانهيار بدون مساعدة واشنطن، مشيراً إلى أن الأمر السيئ هو أن شخصيات السلطة الانتقالية في سورية لم تجتز فحص السلطات لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، وأن تاريخها حافل بالمشاكل، و"نحن نتفهمه"، مستطرداً: "لكن من ناحية أخرى، إذا تواصلنا معها، قد ينجح الأمر وقد لا ينجح. وإذا لم نتواصل معها، فمن المؤكد أن الأمر لن ينجح". وتابع: "في الواقع نعتقد بصراحة، أن السلطة الانتقالية، بالنظر إلى التحديات التي تواجهها، هي على بُعد أسابيع ربما، وليس أشهراً، من الانهيار المحتمل، وحرب أهلية شاملة".

وأكد روبيو أن وزارة الخارجية ستسمح للطاقم الموجود في تركيا، بمن فيهم السفير، بالعمل مع السلطات المحلية في سورية لتحديد نوع المساعدة التي تحتاجها.

ومثّل قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء الماضي، رفع العقوبات الأميركية على سورية واجتماعه بالرئيس السوري أحمد الشرع الأربعاء في الرياض، تحوّلاً لافتاً وسريعاً في السياسة الخارجية لواشنطن تجاه القيادة في دمشق، التي تعول على استثمار مفاعيل القرار سريعاً لتحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. لكن قرار ترامب، الذي فاجأ حتى الدائرة القريبة منه خصوصاً أنه انتقل من التلميح إلى إمكانية إلغاء العقوبات للإعلان عن رفعها خلال ساعات فقط، يعد بداية لمسار طويل، لا سيما أن العقوبات الأميركية على سورية تتنوع بين أوامر تنفيذية وقوانين وقرارات من وزارتي الخزانة والخارجية. كما أن أصواتاً في الكونغرس الأميركي لا تبدي حماسة لرفع كامل للعقوبات بسرعة.

الوضع في غزة

وفي سياق آخر، تطرّق روبيو إلى الوضع في قطاع غزة، حيث ردّ على سؤال هل "تبلغ الإدارة (الأميركية) حكومة (بنيامين) نتنياهو أن تشجيع الهجرة من خلال حرمان الفلسطينيين من الغذاء استراتيجية غير مقبولة؟"، بالقول: "أود أن أقول إننا سررنا برؤية المساعدات تتدفق مجدداً. أتفهم وجهة نظرك بأنها ليست بكميات كافية، لكننا سررنا برؤية هذا القرار". وأضاف: "وفي النهاية، يكمن الحل في إنهاء هذا الوضع، ونأمل أن يتم ذلك بالقضاء على "حماس"، لأن شعب غزة يستحق مستقبلاً أكثر ازدهاراً وسلاماً، وهو ما لن يناله أبداً ما دامت "حماس" قائمة".

وشدد روبيو على أن الولايات المتحدة لم تناقش ترحيل فلسطينيين من غزة إلى ليبيا، لكنه لفت إلى أن واشنطن سألت دولاً أخرى في المنطقة ما إذا كانت منفتحة على فكرة استقبال غزيين يريدون المغادرة طوعاً، مشيراً إلى أنه ليس على علم ما إذا كانت ليبيا مشمولة في هذا الأمر.

 

المفاوضات مع إيران

وعن الملف النووي الإيراني، والمفاوضات الجارية بين واشنطن وطهران، أكد روبيو أن التركيز الآن منصبّ على قدرتها على تخصيب اليورانيوم، وإصرارها على ذلك، موضحاً أنه إذا كانت لدى واشنطن عقوبات مرتبطة برعاية الإرهاب وانتهاك إيران لاتفاقيات الأسلحة، فهذه العقوبات ستبقى إذا لم تكن جزءاً من الاتفاق، مشدداً على أن محور المحادثات خلال الأسابيع الماضية بين المبعوث الأميركي الخاص إلى المنطقة ستيف ويتكوف والإيرانيين كان مسألة التخصيب.

ولفت وزير الخارجية إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب كان واضحاً بأن إيران لن تحصل على سلاح نووي، مشيراً إلى أنه وترامب يفضّلان التوصل إلى اتفاق توافق فيه إيران "على هذا الطريق، على هذا المسار نحو الرخاء والسلام، على النقيض من الطريق الذي سلكته خلال الأعوام العشرين الماضية".