استمع إلى الملخص
- انتقد الناشطون المواقف الدولية التي لم تنجح في محاكمة النظام السوري أو إنقاذ المعتقلين، معتبرين أن المؤتمرات الدولية تمد في عمر النظام وتزيد معاناة السوريين.
- تتابع السويداء بقلق المعارك في الشمال السوري، خاصة بعد استهداف المدينة الجامعية في حلب، مما أثار مخاوف من تصعيد متعمد لإثارة الشعب.
تظاهر العشرات في ساحة الكرامة وسط مدينة السويداء، جنوبي سورية، اليوم الجمعة، منددين بتجاهل النظام السوري والقوى الإقليمية والدولية مطالبهم في التغيير السياسي والحرية. ورفع المحتجون شعارات تؤكد ضرورة تنفيذ القرار الدولي 2254 وصوراً تطالب بحرية المعتقلين في سجون النظام ووقف أعمال النهب والفساد في مؤسسات الدولة، فيما رفع البعض منهم صور الناشطة المدنية سوسن أبو زين الدين، التي تحدثت باسم الثورة السورية والحراك الشعبي في مجلس الأمن وإلى جانبها خريطة سورية، معتبرين أنها تمثل كل أطياف الشعب السوري ورؤيتهم للحل العادل.
وكان عدد من الناشطين قد أكد، خلال حديث مع "العربي الجديد"، أهمية ما قدمته الناشطة زين الدين، ومدى انعكاسه إيجاباً على الحراك الشعبي في السويداء ومظلومية الشعب السوري ووحدة الموقف في وجه السلطات الحاكمة، إذ قال الناشط محمد رسلان: "ما زلنا بصفتنا سوريين وفي حراك السويداء ننظر بكثير من الخزي والعار إلى المواقف الدولية التي لم تستطع حتى الآن إنقاذ معتقل أو مغيب في سجون النظام، ونرى في كل ما يصدر من مواقف ومؤتمرات هنا وهناك أنها ليست سوى مطية تمدّ في عمر النظام وتزيد من معاناة السوريين، ولا تندرج تحت محمل السعي إلى حلول نوعية".
وأبدى استغرابه من عدم تمكن المجتمع الدولي من محاكمة النظام السوري على جرائمه منذ 13 عامًا، مؤكدًا الاستمرار في الحراك رغم كافة الظروف والعوائق والتحديثات حتى تطبيق القرار الدولي 2254.
يأتي ذلك في وقت تصدرت المعارك المحتدمة في الشمال السوري مشهد الحراك، بين مؤيد لحالة الحرب الدائرة التي يعتبرونها تحريراً للبلاد من الأجنبي وضد النظام الذي رهن سورية بكل ما فيها مقابل البقاء في الحكم، وبين معارض يدعو إلى وقف نزيف الدم السوري، وفتح الطرق نحو حل دائم للبلاد التي أنهكت طوال 14 عاماً من الحرب والدمار والتهجير.
ويتابع أهالي السويداء أخبار المعارك في مناطق ريفي حلب وإدلب بكثير من الاهتمام والقلق، خاصة بعدما طاولت بعض القذائف مجهولة المصدر المدينة الجامعية في حلب وقتلت وجرحت عددا من الطلاب في إحدى الوحدات السكنية داخل المدينة. في حين ادعى النظام السوري أن الفصائل المسلحة تقف وراء الهجوم، وقالت وكالة أنباء النظام: "استشهد أربعة مدنيين جراء اعتداء التنظيمات الإرهابية بالقذائف على المدينة الجامعية في حلب".
وقال الناشط ناهض الحسن لـ"العربي الجديد": "من الغريب أن تخصص القذائف مسيرها إلى المدينة الجامعية في مدينة حلب من دون أي نقاط عسكرية أو مؤسسات حكومية أو حتى مدنية"، معبرًا عن قلقه من أن "يكون العمل مقصوداً ومدبراً من أجل إثارة حفيظة عموم الشعب السوري لما يجري في حلب من خلال الاعتداء على الطلبة المنحدرين من كل سورية".