استمع إلى الملخص
- وقعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقاً اقتصادياً لإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا، مما يمنح واشنطن إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية.
- أكد المستشار الألماني فريدريش ميرز دعم أوروبا لخطة ترامب، مع استعداد لزيادة العقوبات على روسيا، بينما زار وزير الخارجية الألماني أوكرانيا لتأكيد الدعم الأوروبي.
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الخميس، إلى وقف إطلاق نار "غير مشروط" بين روسيا وأوكرانيا لمدة شهر، مع فرض عقوبات على الدولة التي تنتهكه. وأعلن ترامب على منصته تروث سوشيال، بعد وقت قصير من تحدثه هاتفياً إلى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أن "المحادثات مع روسيا وأوكرانيا مستمرة"، مضيفاً أن "الولايات المتحدة تدعو إلى وقف إطلاق نار غير مشروط لمدة 30 يوماً".
وأعلنت كييف، مساء الخميس، أن اتصالاً هاتفياً جرى بين الرئيسين الأميركي والأوكراني بعد مصادقة البرلمان الأوكراني على اتفاق المعادن مع واشنطن. ويأتي هذا بعدما وقّعت واشنطن وكييف، الأسبوع الماضي، اتفاقاً اقتصادياً واسعاً يقضي بإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا التي مزّقتها الحرب ويمنح إدارة ترامب إمكانية الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، وهو ما يعرف بـ"اتفاقية المعادن النادرة". ويأتي هذا الاتفاق بالتوازي مع مفاوضات دبلوماسية متعدّدة الأطراف تجرى لإيجاد حلّ للنزاع المتواصل بين روسيا وأوكرانيا منذ ثلاث سنوات.
وقبيل توقيع الاتفاق، قال ترامب إنّ الولايات المتّحدة تريد "شيئاً في مقابل جهودنا" مع أوكرانيا. وأضاف: "لقد اخترنا المعادن النادرة. لديهم معادن نادرة جيدة جداً". وتسعى الولايات المتحدة إلى الوصول إلى أكثر من 20 مادة خام تعد حيوية واستراتيجية لمصالحها، بما في ذلك بعض الموارد غير المعدنية مثل النفط والغاز الطبيعي.
زيلينسكي: هدنة لشهر مؤشر حقيقي نحو السلام
من جانبه، قال الرئيس الأوكراني، أمس الخميس، إنه أبلغ الرئيس الأميركي في مكالمة هاتفية بأن وقف إطلاق النار لمدة 30 يوماً هو "مؤشر حقيقي" على التحرك نحو السلام مع روسيا وأن كييف مستعدة لتطبيقه على الفور. وتحدث زيلينسكي مع ترامب خلال هدنة لثلاثة أيام أعلنها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تزامناً مع إحياء الذكري الثمانين للانتصار في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية. ووصف زيلينسكي تلك الهدنة الوجيزة بأنها لا معنى لها، وتبادل الطرفان الاتهامات بانتهاكها.
وقال زيلينسكي في خطابه المسائي عبر الفيديو: "أوكرانيا مستعدة لوقف إطلاق نار كامل لمدة 30 يوماً من اليوم، من هذه اللحظة". وأضاف زيلينسكي: "لكن يجب أن يكون حقيقياً... 30 يوماً قد تصبح بداية سنوات من السلام. وقف إطلاق نار طويل الأمد ويمكن تطبيقه سيكون مؤشراً حقيقياً على التحرك نحو السلام". وأكد الرئيس الأوكراني أن على روسيا أن تُثبت استعدادها لإنهاء الحرب بدءاً بوقف إطلاق نار غير مشروط. وقال إنه تحدث مع ترامب أمس الخميس بشأن تصديق البرلمان الأوكراني على اتفاقية لاستغلال ثروات أوكرانيا المعدنية وإنشاء صندوق استثماري لإعادة إعمار أوكرانيا.
وأفادت وكالة الأنباء الروسية الرسمية (تاس)، صباح أمس الخميس، بأن وقف إطلاق النار الأحادي في حرب أوكرانيا الذي أعلنته روسيا دخل حيز التنفيذ بعد منتصف ليل الأربعاء - الخميس مباشرة. ومن المقرر أن يستمر هذا التوقف مدة 72 ساعة حتى منتصف ليل السبت - الأحد (الساعة 21:00 بتوقيت غرينتش يوم السبت).
وأعلن بوتين وقف إطلاق النار ليتزامن مع احتفالات روسيا السنوية بيوم النصر في التاسع من مايو/أيار، الذي يحيي ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية. ويقام بهذه المناسبة عرض عسكري في الساحة الحمراء في موسكو كل عام. لكن أوكرانيا قللت من أهمية الخطوة ووصفتها بأنها رمزية، وتواصل المطالبة، إلى جانب الولايات المتحدة، بوقف إطلاق نار لا يقل عن 30 يوماً.
ميرز: روسيا ستواجه عقوبات جديدة
من جانبه، ذكر المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز، أن أوروبا تدعم خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار 30 يوماً، في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لتشديد العقوبات على موسكو ما لم تأخذ محادثات السّلام على محمل الجد. وقال في أول زيارة له إلى بروكسل منذ توليه منصبه إنّ الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة سيواصلان دعم أوكرانيا وزيادة مساعداتهما إذا لزم الأمر، غير أنه أفاد بأن ألمانيا لا تزال تعارض الديون المشتركة للاتحاد الأوروبي من أجل تمويل الإنفاق الدفاعي، وأضاف ميرز لصحافيين اليوم الجمعة "ندعو روسيا لبدء مسار تفاوضي حقيقي من أجل إحلال السّلام.. إذا لم يحدث ذلك فلن نتردّد نحن وشركاؤنا الأوروبيون والولايات المتحدة في زيادة الضغط من خلال فرض مزيد من العقوبات".
وزير الخارجية الألماني الجديد في كييف
من جهة أخرى، وصل وزير الخارجية الألماني الجديد يوهان فاديفول إلى مدينة لفيف يوم الخميس في أول زيارة له إلى أوكرانيا منذ توليه منصبه، وذلك قبيل اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة. وستشهد المحادثات في المدينة الواقعة غربي أوكرانيا حضور وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيهيا، وستركز على استمرار دعم أوكرانيا.
وعاد فاديفول إلى برلين في وقت مبكر من يوم الخميس من اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في وارسو لحضور حفل في مجلس النواب، البوندستاغ، بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية في أوروبا قبل السفر إلى لفيف. وقال فاديفول لإذعة "إيه آر دي" العامة إن ألمانيا ستظل واحدة من أقوى الداعمين لأوكرانيا وأضاف: "لن يتغير ذلك وسنوضح ذلك في الأيام المقبلة".
وأوضح أنه يعتزم تقييم الاحتياجات الحالية لأوكرانيا خلال الاجتماع. وأضاف: "سنقدم ما هو ضروري وسنواصل القيام بذلك ما دام ذلك ضرورياً - حتى تفهم روسيا أن هذه الحرب يجب أن تنتهي، ويجب أن تبدأ المفاوضات، ويجب احترام وقف إطلاق النار".
وفي الوقت نفسه، أعلنت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس في وارسو، يوم الخميس، أنه سيُخصَّص مليار يورو (1.13 مليار دولار) لدعم صناعة الدفاع الأوكرانية، في إطار مبادرة تقودها الدنمارك وتدعمها عدة دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأكدت أن هذه تعد مرة أخرى "إشارة مهمة للغاية" لأوكرانيا. وبالإضافة إلى المساعدات العسكرية الجديدة، من المقرر أن تمنح كالاس تأييدها السياسي في لفيف لإنشاء محكمة خاصة لجرائم الحرب التي ارتكبتها روسيا في أوكرانيا. وقالت: "لن يكون هناك إفلات من العقاب. ستكون هناك مساءلة عن الجرائم المرتكبة".
(رويترز، أسوشييتد برس، العربي الجديد)