ترامب: بوتين أبلغنى أن روسيا سترد على هجوم أوكرانيا

04 يونيو 2025
قصف أوكراني على مناطق تحت سيطرة روسيا في دونيتسك، 3 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، حيث أكد بوتين أن موسكو سترد على هجوم أوكرانيا بطائرات مسيّرة، بينما دعا وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى استغلال المفاوضات لتحقيق أهداف الحرب في أوكرانيا.
- اتهم بوتين القيادة الأوكرانية بشن هجمات إرهابية على جسرين في روسيا، وندد الرئيس الأوكراني زيلينسكي بشروط السلام الروسية واعتبرها إنذاراً غير مقبول.
- أدانت روسيا مناورات حلف الناتو البحرية في بحر البلطيق ووصفتها بالاستفزازية، وتجري موسكو مناورات بحرية في المنطقة، كما التقى سيرغي شويغو بالزعيم الكوري الشمالي لمناقشة التعاون والوضع في أوكرانيا.

قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه "بقوة بالغة" خلال مكالمة هاتفية، اليوم الأربعاء، بأن موسكو سترد على هجوم أوكرانيا بطائرات مسيّرة على مطارات روسية نهاية الأسبوع. وأوضح الرئيس الأميركي، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "كانت محادثة جيدة، لكنها ليست محادثة من شأنها أن تؤدي إلى سلام فوري". وتعد هذه المكالمة، التي استغرقت ساعة و15 دقيقة، الأولى المعروفة بين ترامب وبوتين منذ 19 مايو/ أيار.

وكانت وكالة إنترفاكس للأنباء قد نقلت عن نائب وزير خارجية روسيا سيرغي ريابكوف، قوله اليوم الأربعاء إن كل الخيارات مطروحة للرد على هجمات أوكرانيا على الأراضي الروسية. وأضاف أن وزارة الدفاع ستقرر بشأن الإجراءات المحتملة للرد. في المقابل، صرّح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء بأن روسيا "يجب ألا تنساق وراء استفزازات أوكرانيا الإجرامية، وعليها أن تستغل المفاوضات وكل الوسائل لتحقيق أهداف الحرب في أوكرانيا". وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد تصريحات لافروف: "أوافق على ذلك".

وشكك بوتين علانية، اليوم الأربعاء، في جدوى محادثات السلام مع أوكرانيا بعد اتهامه للقيادة العليا في كييف بإصدار الأوامر بشن هجمات وصفها بأنها إرهابية دامية على جسرين في روسيا، ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص وإصابة 115 آخرين. وقال بوتين إن الهجوم على الجسر في بريانسك والآخر في كورسك كانا يستهدفان بشكل واضح السكان المدنيين، وإنهما دليل على أن حكومة كييف "تتحول إلى منظمة إرهابية، وأن رعاتها أصبحوا شركاء للإرهابيين". وأضاف في اجتماع بثه التلفزيون مع كبار المسؤولين: "نظام كييف الحالي لا يحتاج إلى السلام على الإطلاق. عن أي شيء يمكن أن نتحدث؟ كيف يمكننا التفاوض مع من يعتمدون على الإرهاب؟". وأشار بوتين إلى أن أي وقف لإطلاق النار سيُستغل ببساطة لتزويد أوكرانيا بالأسلحة الغربية.

وفي وقت سابق اليوم، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن الغرب متورط، بشكل مباشر وغير مباشر، في "الهجمات الإرهابية" الأوكرانية على أهداف مدنية في روسيا. وأضافت أن دول الغرب وحلف شمال الأطلسي (ناتو) تزود أوكرانيا بالأسلحة وتساعدها في تحديد مواقع مثل هذه الهجمات.

من جانبه، قال دميتري بيسكوف، المتحدث باسم الكرملين، وفقاً لوكالات أنباء روسية، إن الجسر الذي يربط بين شبه جزيرة القرم والبر الرئيسي الروسي لم يتضرر جراء الهجوم الأوكراني أمس الثلاثاء. ونقلت الوكالات عن بيسكوف قوله: "في الواقع، كان هناك انفجار، لكن لم يتعرض شيء لضرر، والجسر يعمل". وقال جهاز الأمن الأوكراني، الجهاز الرئيسي للاستخبارات، أمس الثلاثاء، إن الجسر قد ينهار بعد تدمير عمود بانفجار تحت الماء. وأغلقت السلطات الروسية الجسر أمام حركة المرور مرتين في أثناء النهار قبل أن تعيد فتحه مساءً.

زيلينسكي: شروط موسكو هي بمثابة "إنذار"

وفي السياق، ندّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الأربعاء بشروط السلام التي طرحتها روسيا خلال محادثات إسطنبول الاثنين، معتبراً أنها "إنذار" غير مقبول لأوكرانيا بعد أن طالبت موسكو بسحب أوكرانيا قواتها من أربع مناطق أعلنت ضمها. وقال الرئيس الأوكراني في مؤتمر صحافي: "إنه إنذار يوجهه لنا الجانب الروسي. لذا، أعتقد أنهم لم يرسلوه (قبل المحادثات)، لأنهم يدركون أنه لو انكشف الأمر، لكان لأوكرانيا كل الحق في عدم حضور هذا الاجتماع" في إسطنبول. واعتبر أن "لا جدوى" من مواصلة محادثات إسطنبول بتشكيلة الوفدين الحالية. واقترح زيلينسكي وقف إطلاق النار لحين ترتيب لقاء مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وقال: "اقتراحي، الذي أعتقد أن شركاءنا سيدعمونه، أن نطرح على الروس وقف إطلاق النار إلى أن يجتمع الزعيمان".

وأعلن زيلينسكي أن أوكرانيا وروسيا مستعدتان لتبادل 500 أسير حرب من كل جانب في نهاية هذا الأسبوع. وقال الرئيس الأوكراني للصحافيين في كييف: "أشار الجانب الروسي إلى أنه سيتمكن من نقل 500 شخص في نهاية هذا الأسبوع، السبت والأحد"، لافتاً إلى أن أوكرانيا مستعدة للقيام بالمثل.

من جانبه، قال وزير الدفاع الألماني بوريس بيستوريوس للصحافيين اليوم الأربعاء إن برلين ستطلق مبادرة جديدة لجلب المزيد من الدفاعات الجوية لأوكرانيا. وأضاف بيستوريوس أنهم يمارسون ضغوطاً على الولايات المتحدة ودول أخرى لجمع المزيد من التبرعات من صواريخ باتريوت أو منظومات الدفاع الجوي المماثلة لأوكرانيا. واعتبر بيستوريوس أن النجاح العسكري لروسيا في الحرب ليس وشيكاً ولا متوقعاً. 

روسيا تدين مناورات حلف الناتو

من جهة أخرى، أعربت روسيا، اليوم الأربعاء، عن إدانتها لمناورات حلف شمال الأطلسي (الناتو) البحرية، التي تستمر لمدة أسبوعين في بحر البلطيق، ووصفتها بأنها "استفزازية"، وذلك قبل يوم واحد من بدئها. واتهم نائب وزير الخارجية الروسي ألكسندر غروشكو، الحلف الغربي بالتحضير لمواجهة مع روسيا من خلال مناوراته السنوية "بالتوبس". وقال غروشكو إن "الأمر يتعلق بتحقيق التفوق في جميع المجالات: البرية والبحرية والجوية".

وأضاف غروشكو، لوكالة تاس الروسية للأنباء: "بالطبع، هذه التدريبات استفزازية للغاية". وتابع: "نحن نقيّم الأنشطة العسكرية لحلف الناتو باعتبارها جزءاً من الاستعدادات لصراع عسكري مع روسيا". وتعقد الدورة الرابعة والخمسون من مناورات "بالتوبس" في ميناء روستوك بشرق ألمانيا، لأول مرة. ويشارك في المناورات التي تقودها الولايات المتحدة، والتي ستستمر من يوم غد الخميس إلى 20 يونيو/حزيران الجاري، نحو 50 سفينة وأكثر من 25 طائرة ونحو تسعة آلاف جندي من 17 دولة. وروسيا هي الدولة الوحيدة من بين الدول التسع التي لديها ساحل على بحر البلطيق، وليست عضواً في حلف الناتو.

وتجري موسكو حالياً مناورات في المنطقة بمشاركة أكثر من 20 سفينة حربية، وزوارق حربية، وسفن دعم. وقالت البحرية الروسية إن "هذه المناورات تُجرى لاختبار أداء قوات الأسطول في الدفاع عن القواعد". وتشمل المناورات طرادات وفرقاطات وسفن صواريخ صغيرة وغواصات صغيرة وكاسحات ألغام، ونحو 25 طائرة، من بينها مروحيات، ونحو ثلاثة آلاف جندي ونحو 70 وحدة متخصصة.

مسؤول روسي يلتقي زعيم كوريا الشمالية في بيونغ يانغ

إلى ذلك، قالت السفارة الروسية في كوريا الشمالية على موقع فيسبوك إن سيرغي شويغو سكرتير مجلس الأمن الروسي التقى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في بيونغ يانغ اليوم الأربعاء. وأضافت السفارة أن الطرفين ناقشا أطر التعاون في مجالات مختلفة، بالإضافة إلى الوضع في أوكرانيا وشبه الجزيرة الكورية.

(العربي الجديد، وكالات)