في اليوم الثالث من عملية "ردع العدوان" التي باشرتها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) وفصائل معارضة في الشمال السوري، اندلعت المعارك داخل حلب بعد أن تمكنت الفصائل من السيطرة على مناطق جديدة من أيدي قوات النظام السوري في ريف حلب الغربي، وريف إدلب الشرقي، لتعلن استكمال السيطرة على الريف الغربي، وسط غموض بشأن الأهداف النهائية للعملية، وتساؤلات حول ردود الفعل الضعيفة من جانب النظام السوري وحليفيه الروسي والإيراني.
وأعلنت فصائل معارضة فجر اليوم الجمعة سيطرتها على كامل المنطقة الإدارية لريف حلب الغربي، بعد يومين من إطلاق عمليتها ضد قوات النظام السوري والمليشيات التي تقاتل معها. وبدأ عناصر هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة، اليوم الجمعة، عملية توغل في أحياء مدينة حلب الجنوبية.
المعارك داخل حلب
وبعد إعلان زعيم هيئة تحرير الشام أبو محمد الجولاني، في فيديو نشر على منصة إكس وهو يتحدث على الهاتف، عن دخول مدينة حلب، قال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الفصائل سيطرت، اليوم الجمعة، على خمسة أحياء في مدينة حلب، موضحاً أن "تقدّم الفصائل حصل دون مقاومة تذكر من قبل قوات النظام". ومع اندلاع المعارك داخل حلب سيطرت الفصائل على مدينة سراقب الاستراتيجية في ريف محافظة إدلب الشرقي. وتكمن أهمية سراقب في أنها نقطة تقاطع الطريقين الدوليين "إم 5"، الذي يربط بين دمشق وحلب، و"إم 4"، الذي يربط بين حلب واللاذقية، واللذين يحاول النظام وروسيا فتحهما.
وكانت فصائل معارضة أعلنت فجر اليوم الجمعة سيطرتها على كامل المنطقة الإدارية لريف حلب الغربي، بعد يومين من إطلاق عمليتها ضد قوات النظام السوري والمليشيات التي تقاتل معها. واندلعت المعارك داخل حلب مع بدء عناصر هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة عملية توغل في أحياء مدينة حلب الجنوبية. وقالت غرفة "إدارة العمليات العسكرية"، في تقرير عبر تطبيق تليغرام، إن "مقاتليها بدأوا التوغل في حيي الحمدانية وحلب الجديدة". بدورها، أكدت مصادر ميدانية، لـ"العربي الجديد"، أن "عملية التوغل في أحياء مدينة حلب الجنوبية جاءت عقب معارك ومواجهات في كل من بلدة العيس وتلة العيس الإستراتيجية في ريف حلب الجنوبي"، مشيرة إلى أن "مقاتلي غرفة العمليات المشتركة يقتربون من السيطرة على حيي الحمدانية وحلب الجديدة، مع استمرار المواجهات".
ونقلت وكالة أسوشييتد برس عن مصدر مقرب من "إدارة العمليات العسكرية" قوله إن "قواتهم تواصل تقدمها على مختلف الجبهات الجنوبية والغربية والشمالية ودخلت حي الراشدين ومركز البحوث العلمية عند مدخل مدينة حلب الغربي والجنوبي". وكشف أنه في "الساعات المقبلة سوف تكون المعارك داخل حلب عنيفة بعد وصول تعزيزات عسكرية من كلا الطرفين وحشد القوات الحكومية تعزيزات عسكرية كبيرة وصلت إلى ريف حلب عن طريق خناصر بريف حلب الجنوبي الشرقي وسط انهيار كامل للقوات الحكومية واغتنام عشرات الدبابات والعربات العسكرية ومقتل وأسر العشرات من القوات الحكومية".
وقبل ساعات من اندلاع المعارك داخل حلب قال قائد في القوات الموالية للنظام في جبهات مدينة حلب، أبو محمود عمر، لوكالة أسوشييتد برس: "بدأت قوات الجيش السوري والقوات الموالية عملياتها لاستعادة المناطق التي خسرتها خلال اليومين الماضيين في مناطق ريفي حلب الغربي والجنوبي". وأضاف أن "الساعات المقبلة سوف تكون حاسمة بالنسبة للمعارك بعد وصول تعزيزات عسكرية كبيرة من الجيش السوري والقوات الرديفة ودخول سلاح الجو السوري الحربي والمروحي على ساحة العمليات العسكرية". وأشار مصدر أمني سوري لوكالة فرانس برس إلى "وصول تعزيزات من الجيش السوري إلى مدينة حلب". وقال: "هناك معارك واشتباكات عنيفة من جهة غرب حلب لكن لم تصل إلى حدود المدينة".
الفصائل على أبواب حلب
أعلنت غرفة "إدارة العمليات العسكرية" أن مقاتليها بدأوا التوغل في حيي الحمدانية وحلب الجديدة
وكان القيادي في "إدارة العمليات العسكرية" التي تدير العملية حسن عبد الغني، قال في بيان، إن الفصائل على أبواب حلب بعد أن سيطرت بشكل كامل على ريف حلب الغربي بعد معارك عنيفة ضد قوات النظام استمرت لأكثر من 36 ساعة متواصلة، مشيراً إلى أن الوحدات المختصة بإزالة الألغام لا تزال تكمل عمليات نزعها وتأمين المناطق المسيطر عليها من مخلفات الحرب، وحتى الانتهاء من ذلك سيبقى ريف حلب الغربي منطقة عسكرية مغلقة.
ووفق البيانات العسكرية الصادرة عن "إدارة العمليات العسكرية"، فقد تمكنت الفصائل اعتباراً من فجر اليوم الجمعة من السيطرة على العديد من القرى والبلدات في ريف حلب الغربي، مثل أبو قنصة وتل كراتين والطلحية وجب كاس والبوابية والمنصورة وزيتان والصالحية، إضافة الى بلدة خان طومان بريف حلب الجنوبي التي تعد معقلاً هاماً للمليشيات الموالية لإيران. ووفق البيانات استولى مقاتلو الفصائل على أربع دبابات أثناء تمشيط البلدة. كما سيطرت الفصائل على بلدة خلصة جنوبي حلب. وأعلن عبد الغني، في بيان، السيطرة على قرى شغيدلة والسابقية وسد شغيدلة جنوب حلب والتي قال إن النظام هجر أهلها منذ أكثر من تسع سنوات. وسيطرت الفصائل أيضاً على بلدة الحاضر جنوب حلب، ما يشير إلى محاولتها محاصرة حلب من الجنوب، إضافة للغرب.
وقد تمكن "العربي الجديد" من التواصل مع مواطنة مقيمة في بلدة تقاد غربي حلب، أفادت بأنه كان في البلدة نحو 15 عنصراً فقط من قوات النظام، وانسحبوا منها أمس الخميس دون قتال، مع سماعهم أنباء قدوم المسلحين للبلدة تاركين خلفهم دبابة وعربة "ب أم بي". وذكرت إذاعة "شام أف أم" المقربة من النظام أن أربعة مدنيين قتلوا وأصيب عدد من الطلاب جراء سقوط قذائف على السكن الجامعي في مدينة حلب. كما سقطت بعض القذائف على بلدتي نبل والزهراء بريف حلب الشمالي وفق وسائل إعلام النظام، دون التبليغ عن وقوع إصابات.
وقبل ساعات من تفجر المعارك داخل حلب قال مصدر محلي في المدينة، لـ"العربي الجديد"، إن الأحياء الغربية من المدينة بدأت تشهد عمليات نزوح للسكان، خاصة من أحياء حلب الجديدة والفرقان والحمدانية وجمعية الزهراء والسكن الجامعي. وقالت وسائل إعلام النظام إن الوصول إلى المدينة سيتواصل عبر طريق خناصر- أثريا مع تواصل قطع الطريق الدولي حلب - دمشق (أم 5)، والذي زعمت أنه تم بقرار من جيش النظام حفاظاً على سلامة الأهالي، بينما في الواقع أنه قطع بعد سيطرة الفصائل على أجزاء من الطريق في بلدة الزربة.
رشيد حوراني: غرفة العمليات التابعة للمعارضة لم تحدد أهدافاً نهائية للعملية
وفي محور جنوب شرقي إدلب، سيطرت فصائل المعارضة على كفر بطيخ ومعمل الزيت وداديخ وجوباس وميزناز وكفر داعل والبرقوم وبابيص وبشقاتين وباشنطرة والكسيبية والأربيخ. وقتل وأصيب العشرات من قوات النظام والمليشيات على محوري خان السبل وجوباس، جراء اشتباكات عنيفة للسيطرة على هاتين البلدتين الواقعتين جنوب مدينة سراقب.
اغتنام الفصائل لأسلحة
وسبق اندلاع المعارك داخل حلب قطعت الفصائل الطريق الدولي "أم 5". ووفق بيانات "إدارة العمليات العسكرية" التابعة للفصائل، فقد تمكن مقاتلوها خلال هذه العمليات من الاستيلاء على 31 دبابة و20 عربة مدرعة من نوع "ب أم بي" و14 مدفع ميدان وثلاثة مدافع هاون، وخمسة رشاشات مضادة للطيران، ومستودع صواريخ "كورنيت" مضادة للدروع، وست سيارات عسكرية. كما دمرت أربع راجمات صواريخ ودبابة وسيارة محملة بالعناصر، فيما دمرت "كتائب شاهين"، المتخصصة بإدارة عمل الطائرات المسيّرة، مروحيتين في مطار النيرب. ووفق البيانات، فقد بلغ عدد قتلى قوات النظام على جبهتي حلب وإدلب، خلال الساعات الـ 48 الأولى من بدء العمليات أكثر من 200 عنصر إضافة إلى مئات الجرحى.
الهدف الأساسي هو حلب
وقال الباحث في مركز جسور للدراسات رشيد حوراني، لـ"العربي الجديد"، إن غرفة العمليات العسكرية التابعة للمعارضة لم تحدد أهدافاً نهائية للعملية، لكن منذ بدأ الحديث عن عملية عسكرية قبل أربعة أشهر كان عن أن الهدف هو مدينة حلب. وأوضح رشيد أنه حتى الآن فإن العمليات تتركز في منطقتي ريف حلب الغربي وريف إدلب الشرقي في محيط سراقب، معرباً عن اعتقاده بأن توسيع نطاق العمليات العسكرية مرتبط بالظروف الميدانية على الأرض. وقال: "مع هذا الانهيار السريع في قوات النظام وحالة الارتباك في صفوف المليشيات الموالية لإيران التي تقاتل مع النظام، من المرجح أن تتوسع العملية العسكرية باتجاه حلب، خاصة أن المعركة تديرها من طرف النظام غرفة عمليات موجودة في حلب، وهذا يفسر قصف الفصائل لمدينة حلب". واستبعد حوراني وجود تفاهمات روسية تركية تقيد حركة الفصائل باتجاه حلب، معتبراً أن "ضغط الفصائل على تركيا هو ما سمح ببدء العملية، وسط حذر تركي، لكن مع النجاحات السريعة التي حققتها الفصائل على الأرض، لاحظنا ظهور دعم تركي للعملية يصل إلى حد تبنيها بشكل كامل".
من جانبه، رأى المحلل العسكري العقيد فايز الأسمر، في حديث لـ"العربي الجديد"، أنه من الصعب التكهن بنية الفصائل التوجه إلى مدينة حلب، لأن ذلك مرتبط باستعدادات عسكرية مختلفة عن المعارك التي جرت في المناطق المفتوحة في الريف حتى الآن. وأضاف أن الفصائل على أبواب حلب وهي الآن قرب مدينتي الحاضر والعيس (أعلنت الفصائل سيطرتها على الحاضر بعد ظهر اليوم الجمعة) ويمكن أن تتقدم باتجاه طريق خناصر- أثريا، وإذا قطعت هذا الطريق، بعد قطع الطريق "أم 5" سيكون هناك كلام آخر. وأكد الأسمر أن المعارك داخل حلب لها حسابات عسكرية كبيرة، وربما يتطلب ذلك حصار المدينة، وهو ما يبدو أن الفصائل تعمل عليه الآن، بعد السيطرة على ريف حلب الغربي والآن الريف الجنوبي، بهدف الوصول إلى منطقة الكليات والراموسة وحتى مطار النيرب، في تكرار لسيناريو 2016. وأشار إلى أن السيطرة على المدن تحتاج إلى تجهيزات عسكرية غير التي استخدمت حتى الآن، لكن كل شيء جائز والإمكانات العسكرية ربما تكون متوفرة لدى الفصائل من حيث العتاد والعديد، ولكن ما ينقصها هو التمهيد والمرافقة الجوية أو حتى وسائل الدفاع الجوي.
ورأى المحلل السياسي محمد جزار، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن الفصائل ربما ترغب في مواصلة عمليتها العسكرية باتجاه حلب، ويغريها أكثر ما لمسته من انهيارات سريعة لدى قوات النظام، وعدم وجود مؤازرة فعلية من جانب المليشيات المدعومة من ايران. واعتبر جزار أن ما قد يردع الفصائل هو إمكانية وجود تفاهمات بين تركيا وروسيا على تمكينها فقط من السيطرة على مناطق خفض التصعيد التي فقدتها خلال عمليات النظام السوري نهاية العام 2019، دون التوسع أبعد من ذلك باتجاه مدينة حلب.
هجمات مضادة لقوات النظام
في المقابل، شن طيران النظام وروسيا غارات جوية استهدف خلالها مناطق مختلفة في ريفي إدلب وحلب، إلى جانب قصف مدفعي وصاروخي ما أدى إلى خسائر في صفوف المدنيين. وقالت وسائل إعلام مقربة من النظام إن قوات الجيش "نفذت رمايات مدفعية وصاروخية بمؤازرة من سلاح الجو باتجاه محاور تقدم وإمداد المسلحين على طول الشريط الغربي من ريف حلب، ما أدى لوقوع قتلى وإصابات في صفوفهم، وكسر عدد من خطوط الإمداد الرئيسية لهم". كما تحدثت تلك الوسائل عن وصول العميد سهيل الحسن قائد القوات الخاصة في جيش النظام إلى مدينة حلب برفقة قواته، فيما تحدثت صفحات محلية في شرق البلاد عن خروج ست حافلات محملة بالعناصر من قوات "الحرس الجمهوري" التابعة للنظام من مدينة دير الزور متوجهة نحو محافظة حلب.
طالب الكرملين النظام السوري باستعادة السيطرة على حلب بأسرع ما يمكن
ووثق "الدفاع المدني السوري" دماراً كبيراً نتيجة غارات جوية لطيران النظام السوري وروسيا استهدف قرية تقاد غربي حلب، اليوم الجمعة. كما استهدفت غارات أخرى المدرسة الجنوبية، ومدرسة البنين في مدينة الأتارب غربي حلب. ولفت الدفاع المدني إلى قصف قوات النظام بأسلحة بينها أسلحة عنقودية محرمة دولياً، حث الأهالي على تجنب الاقتراب منها. وبالتوازي مع العمليات العسكرية، شهدت مناطق في ريف حلب الغربي وأخرى في إدلب محاذية لخطوط جبهات القتال نزوحًا إلى مناطق أكثر أمنًا داخل مناطق الشمال السوري. وقال ديفيد كاردن نائب منسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية لوكالة رويترز، اليوم الجمعة، إن القتال أسفر عن مقتل 27 مدنياً بينهم ثمانية أطفال. وأضاف: "المدنيون والبنية التحتية المدنية ليسوا أهدافاً ويجب حمايتهم بموجب القانون الإنساني الدولي".
روسيا وايران تدعمان النظام
وأعلن الكرملين، اليوم الجمعة، أنه يريد أن تستعيد الحكومة السورية النظام في منطقة حلب في أقرب وقت ممكن. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، في بيان: "فيما يتعلق بالوضع في محيط حلب، هذا هجوم على السيادة السورية ونريد من السلطات السورية أن تستعيد السيطرة والنظام الدستوري هناك بأسرع ما يمكن". ورداً على سؤال بخصوص تقارير روسية غير مؤكدة على منصة تليغرام ذكرت أن الرئيس السوري بشار الأسد غادر إلى موسكو لإجراء محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعلن بيسكوف أنه "ليس لديه ما يقال" في هذا الشأن. وكانت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أطلقت أحكاماً عامة ضد أميركا والغرب، دون التعليق مباشرة على تطورات المعارك في الشمال السوري. وقالت، في تصريح، إن "قوى الغرب الكبرى تواصل ممارساتها وهجماتها العدائية ضد سورية"، مضيفة أن "محاولات استهداف الدولة السورية وسيادتها واستقلالها مستمرة منذ سنوات من قبل الأنظمة المعادية للسلم والأمن الدوليين بصورة عامة، وقد اختاروا سورية وما زالوا يتشبثون بها هدفا لعدوانهم المستمر والمتواصل". واعتبرت أن سياسة قوى الغرب وفي مقدمتها الولايات المتحدة وبريطانيا "في نشر الفوضى عبر جماعات مسلحة وإرهابية باتت مفضوحة". وميدانياً، أخلت القوات الروسية مواقعها ونقاطها العسكرية في منطقتي تل رفعت بريف حلب الشمالي ومعصران بريف إدلب الشرقي، فجر اليوم الجمعة، وذلك عقب التقدم السريع لمسلحي هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة في المنطقة.
من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في اتصال هاتفي مع وزير خارجية النظام السوري بسام الصباغ اليوم الجمعة، "استمرار دعم إيران للحكومة والشعب والجيش السوري". وأشارت وكالة مهر إلى أن الصباغ قدم لعراقجي "تقريراً عن الوضع الميداني في المنطقة الشمالية من البلاد بعد هجمات الجماعات الإرهابية، وأكد أن الحكومة السورية والشعب السوري يقفان ضد هجمات المجموعات الإرهابية بكل ما أوتيا من قوة، وكما في الماضي، يُفشلون الإرهابيين ومؤيديهم في تحقيق أهدافهم الشريرة". ووصف عراقجي "إعادة تنشيط الجماعات الإرهابية في سورية بالمخطط الأميركي الصهيوني بعد هزيمة الكيان الصهيوني في لبنان وفلسطين"، مؤكداً "دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية المستمر للحكومة والشعب والجيش السوري لمحاربة الإرهاب وحماية المنطقة وتوفير الأمن والاستقرار". وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي وصف، في بيان مساء أمس الخميس، عملية الفصائل في الشمال السوري بأنها جزء من "خطة أميركية وإسرائيلية لزعزعة أمن المنطقة". واعتبر أن تحركات الفصائل "تمثل انتهاكاً صارخاً لاتفاقات أستانة التي تشمل مناطق خفض التصعيد في أطراف حلب وإدلب، ما يعرض "الإنجازات الإيجابية لهذه العملية إلى خطر جدي".
في المقابل، اعتبر متحدث باسم وزارة الخارجية التركية أن الاشتباكات الأخيرة في شمال سورية أدت إلى تصعيد غير مرغوب فيه للتوتر بالمنطقة، مشدداً على أنه من المهم للغاية بالنسبة لتركيا تجنب حالة أخرى من عدم الاستقرار وعدم تعرّض المدنيين للأذى. ودعا إلى "وقف الهجمات" على إدلب. وكانت وكالة "رويترز" نقلت عن مصادر أمنية تركية قولها، أمس، إن عملية الفصائل باتجاه حلب تقع ضمن حدود منطقة خفض التصعيد بإدلب التي اتفقت عليها روسيا وإيران وتركيا في 2019. وأضافت أن العملية المحدودة توسعت بعد أن غادرت قوات النظام السوري مواقعها. وقال مصدر بوزارة الدفاع التركية للوكالة، إن أنقرة تتابع عن كثب التحركات الأخيرة لفصائل المعارضة في شمالي سورية، وقد اتخذت كل الاحتياطات لضمان أمن القوات التركية هناك.