المبعوث الأميركي إلى سورية يدعو إلى "اتفاق عدم اعتداء" مع إسرائيل وفتح ملف الحدود

دمشق
عبد الله السعد
عبد الله السعد
عبد الله السعد مصور وصحفي سوري
29 مايو 2025
بعد 13 عاماً من القطيعة: افتتاح دار السفير الأميركي في دمشق
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- دعا المبعوث الأميركي توم باراك إلى بدء حوار بين سورية وإسرائيل عبر "اتفاق عدم اعتداء" والتركيز على قضايا الحدود، مع وعد برفع سورية من قائمة الدول الراعية للإرهاب بعد زوال نظام الأسد.
- أشار باراك إلى أن سورية تخضع لعقوبات أميركية منذ 1979، مع نية أميركية لرفعها في غضون 180 يومًا، مؤكدًا أن الرئيس ترامب لديه صبر أقل تجاه هذه العقوبات.
- شهدت دمشق عودة البعثة الدبلوماسية الأميركية بعد 13 عامًا، مع تأكيد باراك على أهمية الحلول الإقليمية والشراكات الدبلوماسية.

دعا المبعوث الأميركي إلى دمشق توم باراك، اليوم الخميس، إلى "اتفاق عدم اعتداء" بين سورية وإسرائيل. وقال باراك لمجموعة صغيرة من الصحافيين في دمشق: "سورية وإسرائيل مشكلة قابلة للحل. لكن يتعين أن تبدأ بالحوار". وأضاف: "أعتقد أننا بحاجة إلى البدء باتفاقية عدم اعتداء فقط، والحديث عن الحدود".

وبخصوص العقوبات الأميركية، أكد باراك أن الولايات المتحدة سترفع سورية من قائمة الدول الراعية للإرهاب، قائلا إن هذه المسألة "انتهت مع زوال نظام الأسد"، لكن الكونغرس لديه فترة مراجعة مدتها ستة أشهر، ثم أضاف: "نية أميركا ورؤية الرئيس (دونالد ترامب

) هي أنه يتعين علينا إعطاء هذه الحكومة الشابة فرصة من خلال عدم التدخل وعدم المطالبة وعدم وضع الشروط وعدم فرض ثقافتنا على ثقافتكم".

وجرى تعيين باراك في منصب مبعوث بلاده إلى دمشق في 23 مايو/ أيار. وهو أيضا سفير الولايات المتحدة لدى تركيا. وأشار باراك إلى أن سورية تخضع لعقوبات أميركية منذ 1979. وطبقت بعض أشد تلك العقوبات في 2020 بموجب ما يسمى بقانون قيصر الذي قال إن الكونغرس لا بد أن يلغيه في غضون 180 يوما. وقال: "أؤكد لكم أن الشخص الوحيد الذي لديه صبر أقل منكم جميعا تجاه تلك العقوبات هو الرئيس ترامب".

وكان الرئيس السوري أحمد الشرع قد التقى المبعوث الأميركي الخاص إلى سورية توماس باراك، وذلك بعد أن رفع الأخير علم الولايات المتحدة على منزل السفير الأميركي في دمشق، تمهيداً لافتتاح السفارة. وذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا"، أنّ اللقاء بين الشرع والمبعوث الأميركي جرى، اليوم الخميس، في قصر الشعب بالعاصمة دمشق.

افتتاح دار السفير الأميركي في دمشق بعد 13 عاماً

وشارك وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني باراك، في رفع العلم الأميركي على سكن السفير الأميركي في العاصمة دمشق، إيذاناً بعودة البعثة الدبلوماسية الأميركية رسمياً إلى البلاد بعد 13 عاماً من الانقطاع، وذلك بحضور ممثلين عن وزارة الخارجية والسفارة الأميركية وعدد من الدبلوماسيين والإعلاميين. ويقع المنزل والسفارة في منطقة أبو رمانة، الحي الراقي في دمشق الذي يضمّ معظم البعثات الدبلوماسية في العاصمة السورية.

العلم الأميركي فوق منزل المبعوث الأميركي إلى دمشق (العربي الجديد)

وكانت الولايات المتحدة قد أغلقت سفارتها في دمشق، في فبراير/ شباط 2012، بعد استخدام العنف من جانب نظام بشار الأسد ضد شعبه على إثر اندلاع الثورة السورية، ومنذ ذلك الحين انحصر التمثيل الأميركي في سورية بمهام غير مباشرة عبر دول الجوار. ويمثل افتتاح دار السفير خطوة تمهيدية لعودة السفير إلى ممارسة مهامه من داخل سورية، في سياق الانفراج الدبلوماسي الذي أعقب تشكيل الحكومة الجديدة، ما قد يشجع برأي مراقبين دولاً أخرى على إعادة افتتاح سفاراتها في دمشق.

وقبل أيام قال باراك، إنّ زمن التدخل الغربي في الشأن السوري قد انتهى، معتبراً أن رفع العقوبات سيمكن الشعب السوري من الانطلاق نحو مستقبل يسوده الرخاء والأمن. وأضاف المبعوث الأميركي، في منشور على صفحته بمنصة إكس، أنّ "الخطأ الذي ارتُكب قبل قرن، حين فرض الغرب خرائط وانتدابات وحدوداً بالقلم، وأخضع الشرق الأوسط لحكم أجنبي، لن يتكرر"، في إشارة إلى اتفاقية سايكس-بيكو التي قسّمت سورية والمنطقة. وأكد باراك أن "عصر التدخل الغربي قد انتهى"، وأن المستقبل في سورية سيكون "للحلول الإقليمية، والشراكات، ولدبلوماسية تقوم على الاحترام"، وفق قوله.

ذات صلة

الصورة
أشخاص بجوار تمثال الشهداء بحلب، 15 ديسمبر 2024 (Getty)

منوعات

تحطيم تمثال الشهداء في حلب الذي نحته عبد الرحمن مؤقت في الثمانينيات، أثار جدلاً واسعاً بين تبريرات رسمية ومخاوف شعبية من خلفيات أيديولوجية.
الصورة
من احتجاج على إنشاء إدارة ترامب مركز احتجاز مهاجرين على أرض محميّة طبيعيّة في فلوريدا - الولايات المتحدة الأميركية - 1 يوليو 2025 (جورجيو فييرا/ فرانس برس)

مجتمع

وسط جدال بيئي وحقوقي، افتتحت إدارة ترامب مركز احتجاز جديداً للمهاجرين غير النظاميين على أرض محمية طبيعية، أُطلق عليه اسم "أليغاتور ألكاتراز".
الصورة
لوحة مرسومة على جدار السفارة الأميركية السابقة، طهران 16 أبريل 2025 (محمد نجيب، فرانس برس)

سياسة

ذكرت شبكة سي أن أن الأميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ناقشت تقديم مجموعة من الحوافز المالية إلى إيران لإقناعها بالعدول عن تخصيب اليورانيوم
الصورة
سوريون عائدون إلى بلادهم من تركيا،27 ديسمبر 2024 (الأناضول)

مجتمع

تصدّر السوريون قائمة المغادرين من تركيا خلال العام الجاري، بنحو 273 ألف شخص، وفقاً لتصريحات رسمية أدلى بها مؤخراً نائب الرئيس التركي، جودت يلماظ.