الاحتلال قلق من فقدان السيطرة على عنف المستوطنين وجرائمهم

21 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 17:15 (توقيت القدس)
مستوطن إسرائيلي مسلح في قرية بيتا الفلسطينية، 15 يونيو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهد النصف الأول من عام 2023 زيادة حادة في الهجمات العنيفة وجرائم الكراهية من قبل المستوطنين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، مع توثيق 404 جرائم مقارنة بـ286 في النصف الأول من عام 2024، و36 اعتداءً على قوات الأمن الإسرائيلية، مما أثار قلق القادة الأمنيين.

- عقد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي مداولات أمنية لمناقشة العنف المتزايد في البؤر الاستيطانية، حيث تم إنشاء 100 بؤرة جديدة، مما أدى إلى تصاعد المواجهات والجرائم القومية ضد الفلسطينيين.

- نفذ المستوطنون 1350 اعتداءً منذ اندلاع الحرب، مما أدى إلى إصابة 320 فلسطينيًا واستشهاد 970 آخرين، مع تركز الهجمات في بؤر استيطانية غير شرعية، مما يعكس تدهورًا أمنيًا خطيرًا.

سجّلت 36 حادثة اعتدى فيها المستوطنون على قوات الأمن الإسرائيلية

تخشى الأجهزة الأمنية من فقدان السيطرة على المستوطنين

ارتفع عدد البؤر الاستيطانية إلى 120 منذ اندلاع الحرب

قفزت الهجمات العنفيّة وجرائم الكراهية التي يرتكبها المستوطنون ضد الفلسطينيين في النصف الأوّل من العام الجاري، مجتازةً ذروة جديدة منذ اندلاع الحرب على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأوّل 2023. فالتدقيق بالمعطيات التي جمعتها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، ونشرتها صحيفة "هآرتس"، اليوم الاثنين، يظهر أنه على مدى الشهور الممتدة بين يناير/ كانون الثاني، ويونيو/ حزيران الماضيين، وُثقت 404 جرائم كهذه في الضفة الغربية. وما سبق يشكل ارتفاعاً حاداً وتصاعدياً خصوصاً لدى مقارنته مع معطيات النصف الأول من العام 2024، إذ سُجّلت 286 جريمة كهذه، وفي النصف الثاني من العام ذاته 332 جريمة.
المعطيات التي أوردتها الصحيفة تكشف جانباً آخر وهو عنف وهجمات المستوطنين ضد قوّات الأمن الإسرائيلية. ففي الواقع منذ يناير/ كانون الأول حتى حزيران/يونيو من هذا العام سجّلت 36 حادثة اعتدى فيها المستوطنون على قوات الأمن الإسرائيلية، وفي المجمل سُجلت مئة حالة كهذه منذ اندلاع الحرب.
وطبقاً للصحيفة، فإن هذا التداخل يشكل "ظاهرة مقلقة" بالنسبة لقادة الأجهزة الأمنية وهو ما يفسر لماذا قرّر هؤلاء استعراض المعطيات مقابل المستوى السياسي. وفي خلفية ذلك، الهجمات العنيفة التي شنّها المستوطنون على قواعد للجيش ومن ضمنها حرق منشأة أمنية حساسة في قاعدة بنيامين في الضفة الغربية المحتلة نهاية الشهر الماضي، وكذلك مهاجمة المستوطنين جنوداً في قوات الاحتياط وقائد إحدى الكتائب خلال الهجوم الدموي على قرية كفر مالك، وقد أدى ذلك إلى إطلاق قادة الأجهزة الأمنية تحذيراً بسبب خشيتهم من فقدان السيطرة على المستوطنين المتورطين في اعتداءات كهذه.

مؤخراً، عقد رئيس أركان الجيش أيال زامير، مداولات أمنية عدّة لمناقشة المسألة، خصوصاً في ضوء تنامي الشعور لدى قادة الجيش و"الشاباك" والشرطة أن المستوطنين وخصوصاً في البؤر الاستيطانية يخططون لتصعيد هجماتهم ضد قوات الأمن الإسرائيلية.
وتعليقاً على ما تقدم، نقلت الصحيفة عن مصدر في أجهزة الأمن قوله إنّ "من يتجاهل حقيقة إنشاء مئة بؤرة استيطانية منذ اندلاع الحرب، عليه ألّا يُفاجئ من تصاعد المواجهات والجرائم القومية". المصدر الذي يقود، وفقاً للصحيفة، أنشطة عمالية في الضفة في الشهور الأخيرة، يقرّ أنه تعرض للهجوم من المستوطنين في إحدى البؤر الاستيطانية.
وفي العموم، تقر الأجهزة الأمنية أنه في مرات عديدة استُدعيت فيها قوات الجيش لمناطق هاجم فيها مستوطنون فلسطينيين انتهت باستشهاد وجرح عدد من الأخيرين؛ سواء بنيران وحدات الحماية المناطقية أو بنيران قوات الفرق المتأهبة التابعة للمستوطنات التي يسارع عناصرها لإطلاق النار على الفلسطينيين خلال أي احتكاك أو هجوم.
أمّا المعطى الآخر الذي استُعرض في المداولات وأثار قلق "الشاباك" فكان حجم الإرهاب اليهودي؛ إذ تبين أنه منذ اندلاع الحرب سُجلت 900 جريمة من هذا النوع، بينها 160 كانت مخططة مسبقاً، ما أُعد مؤشراً على التدهور الأمني في الضفة. 

وتظهر معطيات الشهر الفائت أنه تصاعدت البلاغات عن عنف المستوطنين، فيما تظهر إحصاءات الأجهزة الأمنية أنه سُجل أكثر من مئة اعتداء وجريمة كراهية تجاه الفلسطينيين وقوات الأمن الإسرائيلية على حدٍ سواء. ما يؤشر على تفاقم الظاهرة إذ إنه في يونيو/ حزيران من العام الفائت سجلت 67 جريمة أو اعتداء كهذا.
إلى ذلك، أظهرت المعطيات المستعرضة أنه منذ اندلاع الحرب نفذ المستوطنون 1350 اعتداءً تجاه الفلسطينيين، ما أدى إلى إصابة 320 فلسطينياً، بينهم 120 في السنة الحالية. فيما استشهد 970 فلسطينياً مرّة بنيران المستوطنين ومرة بنيران الجيش. أمّا غالبية مواقع الهجمات فكانت في بؤر استيطانية أقامها المستوطنون على أراضٍ فلسطينية خاصة بدعم حكومي، وخصوصاً من جانب وزير المالية، والوزير الثاني في وزرة الأمن، بتسلئيل سموتريتش، ووزيرة الاستيطان والمهام القومية، أوريت ستروك. ففي حين كانت هناك نحو 30 بؤرة استيطانية في الضفة قبل اندلاع الحرب، فإن عدد البؤر قد بات حتّى الشهر الفائت 120 بؤرة، يعرّفها القانون الإسرائيلي بأنها "غير شرعية"، وهو ما يعني عملياً أنّ عدد البؤر بات أكبر بأربع مرّات من نظيره قبل اندلاع الحرب.

المساهمون