شارك أردنيون في وقفة شعبية حاشدة بعد صلاة ظهر اليوم الجمعة أمام مسجد عباد الرحمن القريب من السفارة الأميركية في الأردن بدعوة من الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الوطن، بمناسبة اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني وتنديداً بالمواقف الأميركية المناصرة والداعمة لدولة الاحتلال. وردد المشاركون هتافات من بينها: "أميركا هي هي، أميركا رأس الحية"، و"أميركا الشيطان الأكبر"، و"أميركا الإرهابية، دولة استعمارية"، و"يا حكومة أردنية، هاي الإرادة الشعبية".
وأكد المشاركون في المسيرة أن "أميركا هي رأس الإرهاب الذي دفع ثمنه الدم الفلسطيني المراق عبر جسر من الدعم العسكري والسياسي لآلة القتل الإسرائيلية وجيش الاحتلال المجرم"، منددين بالدعم الأميركي للاحتلال في "حرب الإبادة التي يشنّها على الأهل في قطاع غزة"، ومعتبرين الولايات المتحدة السبب الرئيس في استمرار المجازر في غزة. كما انتقد المشاركون اصطفاف الولايات المتحدة إلى جانب آلة القتل والدمار وحرب الإبادة و"عمليات التجويع حتى الموت، على مرأى ومسمع المنظمات التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان".
واستهجن المشاركون الصمت العربي إزاء ما يتعرّض له الأهل في قطاع غزة مشددين على أنّ التخاذل العربي الرسمي هو أحد عناوين التواطؤ والشراكة الكاملة في الجريمة. وطالبوا العالم بالتحرك العاجل لوقف الإبادة الجماعية وكسر الحصار المفروض على غزة. وطالب المشاركون الحكومة الأردنية بإلغاء اتفاقية وادي عربة مع دولة الاحتلال واتفاقية الغاز، ووقف العلاقات مع دولة الاحتلال. كما استهجنوا تصريحات رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز الأخيرة والتي قال فيها "إن الأردن لن ينتحر من أجل أحد"، مشيرين إلى أن "العدوّ الصهيوني هو الذي يريد نحر الأردن".
وقال الملتقى الوطني، في بيان سابق، إن الفعالية في محيط السفارة الأميركية تأتي رفضاً لموقف واشنطن ودفاعاً عن حاضر الوطن ومستقبله، وأضاف أن "مواقف الإدارة الحالية وكذلك عودة ترامب للسلطة في الولايات المتحدة والمعروف بانحيازه المعلن الكامل إلى الكيان الصهيوني، وتصريحاته السابقة لانتخابه حول صغر مساحة الكيان المحتل وحاجته للتوسع والوعد بضم كامل الضفة الغربية إلى الكيان، يؤشر إلى الخطر القادم على فلسطين والأردن والتهديد الوجودي لكلينا، وهو ما يعلنه نتنياهو أن هذه الحرب حرب وجود يخوضها بالدعم الأميركي اللامحدود للكيان والذي ازداد خطورة بقدوم ترامب الى السلطة والذي يؤكد أن أميركا هي العدو الأول للأمة، والاحتلال هو القاعدة العسكرية المتقدمة لتحقيق مخططاتها".
بدورها طالبت اللجنة العليا للدفاع عن حق العودة / الأردن، ممثلة بحزب الشعب الديمقراطي الأردني "حشد" والحزب الشيوعي الأردني وحزب البعث العربي الاشتراكي الأردني وحزب حصاد وحزب الحركة القومية وحزب البعث التقدمي الأردني "تحت التأسيس" وجمعية النساء العربيات ورابطة النساء الديمقراطيات/رند، في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني بضرورة "إيقاف حرب الابادة الجماعية والتطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني والكشف عن المجازر ضد أبناء قطاع غزة، وما يمارسه الاحتلال من حرب بالأسلحة وتدمير وفرض حصار شامل على إدخال المساعدات الإنسانية (الأغذية والدواء والمياه)".
وأدانت اللجنة "الممارسة الوحشية المنافية لكل القيم والمواثيق للاحتلال واستهداف مقرات أونروا (مدارس وعيادات ومراكز وأبنية) تحت حجج واهية لم يستطع الاحتلال إثبات أي منها". ودعت الأمم المتحدة إلى اتخاذ عقوبات عملية "بحق الاحتلال ومحاكمة أعضاء حكومته لما تمارسه من حرب إبادة وتجويع ضد أبناء شعبنا الفلسطيني الذي يقاوم الاحتلال من أجل حقوقه المشروعة دولياً"، مطالبة بتجميد عضوية الاحتلال بالأمم المتحدة حتى ينصاع للاعتراف بقرارات الشرعية الدولية وتنفيذها وتحقيق السلام في المنطقة من خلال الاعتراف والعمل على نيل الشعب الفلسطيني كل حقوقه.