إسرائيل تُصر على احتلال 5 نقاط استراتيجية في جنوب لبنان

16 فبراير 2025
قصف إسرائيلي على جنوب لبنان، 26 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- من المتوقع انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من لبنان مع بقاء الجيش الإسرائيلي في خمس نقاط استراتيجية على الحدود، مما يمنح إسرائيل تفوقاً في السيطرة والمراقبة.
- شهد جنوب لبنان توترات أمنية، حيث أسفرت غارة إسرائيلية عن استشهاد وإصابة عدة أشخاص، ودعت قيادة الجيش اللبناني المواطنين لتجنب المناطق غير الآمنة.
- الجزائر أكدت دعمها للبنان في مجلس الأمن ضد الخروقات الإسرائيلية، معبرة عن تضامنها واستعدادها لتعزيز دورها في مواجهة الانتهاكات.

من المفترض أن ينسحب الاحتلال الإسرائيلي كلياً من لبنان بعد يومين، مع ذلك، ذكرت القناة 14 العبرية اليوم الأحد أن الجيش سيبقى في خمس نقاط، والتي تُشكل "منطقة أمنية استراتيجية" تمنح إسرائيل تفوّقاً أكثر في السيطرة على المنطقة ومراقبتها، في حالة اندلاع مواجهة حزب الله.

أمّا صحيفة يديعوت أحرونوت، فنقلت من جانبها تقديرات أمنية تفيد بأن جيش الاحتلال "سينسحب من لبنان خلال أيام تزامناً مع انتشار الجيش اللبناني"، قبل أن تستدرك بالقول إن "إسرائيل لا تزال تطالب بالسيطرة العسكرية على خمس نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان". ولم تستبعد الصحيفة "تمديد وقف إطلاق النار مرّة ثانية"، وهو ما يرفضه لبنان.

وفي الإطار ذاته، أشارت الصحيفة إلى أن "جهود استكمال المفاوضات والانسحاب من لبنان تتماشى مع خطة إعادة مستوطني الشمال إلى مستوطناتهم"؛ حيث عُقد اجتماع خُماسي بمشاركة فنية إسرائيلية ولبنانية وأميركية وفرنسية ومن قوات الأمم المتحدة المؤقتة اليونيفيل، أوّل أمس الجُمعة، في بلدة رأس الناقورة جنوبي لبنان للتنسيق بشأن الانسحاب الإسرائيلي. وبحسب هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، فإن الاجتماع الخماسي ناقش آلية تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار المفترض من خلاله الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب اللبناني بحلول 18 فبراير/ شباط الجاري، أي بعد يومين.

وفي وقت سابق، قال رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إن "الأميركيين أبلغوني أن الاحتلال الإسرائيلي سينسحب في 18 الشهر (الثلاثاء المقبل) من القرى التي ما زال يحتلها في جنوب لبنان، لكنه سيبقى في خمس نقاط، وأبلغتهم باسمي وباسم رئيس الجمهورية جوزاف عون، ورئيس الحكومة نواف سلام، رفضنا المطلق لذلك".

حديث بري جاء عقب لقائه رئيس لجنة مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، بحضور سفيرة واشنطن لدى لبنان ليزا جونسون، بمقر الرئاسة الثانية في عين التينة بالعاصمة بيروت.

شهيدان جراء غارة على سيارة في عربصاليم

في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية، وقوع شهيدين وإصابة خمسة آخرين، بينهم طفلان، جراء غارة إسرائيلية على سيارة في عربصاليم جنوبي البلاد، في حين أكدت وقوع شهيد ثالث في انهيار مبنى في بلدة عين قانا كان استهدفه الاحتلال الإسرائيلي بغارة في وقت سابق.

بدورها، شددت قيادة الجيش اللبناني على ضرورة عدم توجه المواطنين إلى المناطق الجنوبية التي لم يستكمَل الانتشار فيها، داعية إياهم إلى الالتزام بـ"توجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة وذلك حفاظًا على سلامتهم وتفاديا لسقوط أبرياء نظراً لخطر الذخائر غير المنفجرة من مخلفات العدو الإسرائيلي إلى جانب احتمال وجود قوات تابعة للعدو في تلك المناطق".

الجزائر تجدد استعدادها للعب دور في مجلس الأمن لصالح لبنان

إلى ذلك، جددت الجزائر استعدادها لعب دور في مجلس الأمن لصالح لبنان، ضد الخروقات الإسرائيلية الأخيرة لوقف اتفاق إطلاق النار. وأكد وزير الخارجية الجزائري أحمد عطاف في مكالمة هاتفية مع رئيس الحكومة اللبنانية نواف سلام "تضامن الجزائر مع لبنان في وجه استمرار الانتهاكات الصارخة لسيادته وسلامته الترابية".

وجدد عطاف لرئيس الحكومة اللبنانية، استعداد الجزائر من خلال موقعها في مجلس الأمن مواصلة وقوفها إلى جانب لبنان وتعزيز دورها الداعم له. وناقش عطاف وسلام خلال الاتصال الهاتفي، تطورات الأوضاع في جنوب لبنان، لا سيما ما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية.

يُذكر أن إسرائيل تنصّلت من مهلة الانسحاب من جنوب لبنان، بإعلان بقائها هناك حتى بعد 18 فبراير الجاري. وكان من المفترض أن يستكمل جيش الاحتلال انسحابه من المناطق التي احتلها في جنوب لبنان بحلول فجر 26 يناير/ كانون الثاني الماضي، وفقاً للمهلة المحددة في اتفاق وقف إطلاق النار، والتي حُدد بـ60 يوماً بدءاً من دخوله حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024.

ولم تلتزم تل أبيب بالموعد، قبل أن تعلن واشنطن لاحقاً تمديد المهلة باتفاق إسرائيلي لبناني حتى 18 فبراير الجاري. ومع ذلك، عاد الجيش الإسرائيلي للتنصل من الاتفاق مجدداً، معلناً في بيان الأربعاء، "تمديد فترة تطبيق الاتفاق" الذي منذ سريانه قبل 82 يوماً، ارتكبت إسرائيل 923 خرقاً له في لبنان، ما خلف 73 شهيداً و265 جريحاً، بحسب بيانات رسمية لبنانية.

(العربي الجديد، الأناضول)

دلالات