أوكرانيا وحلفاؤها الأوروبيون يوافقون على إنشاء محكمة بشأن الغزو الروسي

09 مايو 2025
من زيارة مسؤولين أوروبيين إلى لفيف في أوكرانيا، 9 مايو 2025 (سيرغي فولسكي/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- وافق حلفاء كييف الأوروبيون على إنشاء محكمة خاصة لمحاكمة المسؤولين الروس على "جريمة العدوان بحق أوكرانيا"، مع استكمال العمل الفني على مسودة الآليات القانونية اللازمة في إطار مجلس أوروبا. كما تعهد الاتحاد الأوروبي بدعم الصناعة العسكرية الأوكرانية بمليار يورو.

- أحيت روسيا ذكرى الانتصار على ألمانيا النازية بعرض عسكري في موسكو، بينما ندد الرئيس الأوكراني زيلينسكي بالاحتفالات الروسية واعتبرها استعراضاً للوقاحة.

- أعلن زيلينسكي عن استضافة اجتماع "تحالف الراغبين" لتوفير ضمانات أمنية لأوكرانيا، مع طرد دبلوماسيين مجريين وسط توتر العلاقات.

وافق حلفاء كييف الأوروبيون، اليوم الجمعة، على إنشاء محكمة لمحاكمة مسؤولين روس على "جريمة العدوان بحق أوكرانيا"، وذلك خلال اجتماعهم في لفيف، في اليوم الذي أحيت فيه روسيا ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية بعرض عسكري ضخم في موسكو.

وقالوا في بيان مشترك نشرته وزارة الخارجية الأوكرانية: "نرحّب باستكمال العمل الفني على مسودة الآليات القانونية اللازمة لإنشاء محكمة خاصة لجريمة العدوان بحق أوكرانيا في إطار مجلس أوروبا". وكانت الممثلة العليا للسياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس قد قالت، أمس الخميس، إنّ أوكرانيا والاتحاد الأوروبي يستعدان للإعلان عن محكمة خاصة تهدف لمقاضاة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومسؤولين كبار آخرين في الكرملين على خلفية التخطيط لغزو أوكرانيا، حسب ما ذكرت وكالة بلومبيرغ للأنباء.

وقالت كالاس للصحافيين بعد اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في وارسو: "سنمنح غداً الدعم السياسي النهائي لتشكيل محكمة جرائم حرب، لن يكون هناك إفلات من العقاب، وستكون هناك محاسبة على الجرائم المرتكبة"، ومن المتوقع أن تحدث الخطوة النهائية في اجتماع لمجلس أوروبا في لوكسمبورغ الأسبوع المقبل.

وأحيت روسيا اليوم ذكرى مرور 80 عاماً على الانتصار على ألمانيا النازية إبان الحرب العالمية الثانية (1939 - 1945)، وذلك في استعراض عسكري مهيب في الساحة الحمراء بجوار الكرملين، وسط حضور واسع من قادة الدول الأجنبية للاحتفالات، وعلى رأسهم الرئيس الصيني شي جين بينغ، الذي جلس على المنصة إلى جوار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، متوسطين الضيوف من قادة الدول الأجنبية.

إلى ذلك، تعهد الاتحاد الأوروبي، اليوم، بدفع مليار يورو (1.1 مليار دولار)، من الأصول الروسية المجمّدة لشركات أوكرانية لتصنيع الأسلحة، في إطار دعمه لكييف في مواجهة الغزو الروسي. وقالت كالاس في مدينة لفيف، غربي أوكرانيا: "قمنا للتو بإتاحة مليار يورو للصناعة العسكرية الأوكرانية، حتى تتمكن أوكرانيا من الدفاع عن نفسها على نحوٍ أفضل"، مضيفة أن التمويل "سيدعم مباشرةً الصناعة العسكرية الأوكرانية".

وأكد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أمس الخميس، في خطاب لمناسبة مرور 80 عاماً على الانتصار على ألمانيا النازية، أنه يجب "محاربة الشر" الروسي "معاً"، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا. وقال زيلينسكي في خطاب نُشر على وسائل التواصل الاجتماعي: "يجب أن يُحارب (الشرّ الروسي)، معاً، بعزيمة وبقوة"، وندّد بالاحتفالات الضخمة التي ينظمها الكرملين في موسكو، مؤكداً أنّها "ستكون استعراضاً للوقاحة والأكاذيب".

أوكرانيا تستضيف اجتماعاً لقادة "تحالف الراغبين"

في سياق غير منفصل، أعلن زيلينسكي أن أوكرانيا ستستضيف اجتماعاً لقادة "تحالف الراغبين" غداً السبت. ويعكس التحالف، الذي تأسس هذا العام بقيادة فرنسا وبريطانيا، قلق الأوروبيين من أن الولايات المتحدة لم تعد تمثل حصناً داعماً لمعركة أوكرانيا المستمرة منذ ثلاث سنوات في مواجهة الغزو الروسي الشامل. وأضاف زيلينسكي في خطاب مصور نشره مكتبه: "نحن بحاجة إلى هذا التحالف ويجب أن يكون قوياً بدرجة كافية لضمان الأمن بما يتماشى مع رؤيتنا المشتركة".

واتضح أن التقدم في الدور الذي قد تلعبه أوروبا في توفير ضمانات أمنية بعد الحرب صعب في ظل ابتعاد احتمال وقف إطلاق النار واعتماد القارة بشدة على كيفية استجابة روسيا وعلى مدى دعم الولايات المتحدة لحلفائها. وتسعى أوكرانيا للحصول على ضمانات أمنية واضحة من الحلفاء لحمايتها من أي عمل عسكري روسي في المستقبل. ويدرس التحالف احتمال نشر قوات أجنبية محدودة في أوكرانيا في إطار الضمانات المحتملة.

وقال زيلينسكي، أمس الخميس، إنه أبلغ نظيره الأميركي دونالد ترامب في مكالمة هاتفية بأن وقف إطلاق النار 30 يوماً هو "مؤشر حقيقي" إلى التقدم نحو السلام مع روسيا، وأن كييف مستعدة لتطبيقه على الفور. واقترح ترامب وقف إطلاق نار 30 يوماً في مارس/ آذار الماضي، ووافقت أوكرانيا عليه، لكن روسيا قالت إن مثل هذا الإجراء لا يمكن تنفيذه إلا بعد وضع تدابير ذات مصداقية لمراقبته ودعمه.

ولم يحدد زيلينسكي من هم الزعماء الذين سيأتون إلى كييف لحضور اجتماع التحالف، لكن المستشار الألماني الجديد فريدريش ميرز قال هذا الأسبوع إنه يعتزم زيارة أوكرانيا في المستقبل القريب. وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، إن فرنسا ستشارك في اجتماع في أوكرانيا غداً السبت. 

إلى ذلك، أعلنت أوكرانيا، اليوم الجمعة، طرد دبلوماسيَّين مجريَّين، رداً على إجراء مماثل أعلنته بودابست، في خضم اتهامات بالتجسس بين البلدين الجارين اللذين تشهد علاقاتهما توتراً. وقال وزير الخارجية الأوكراني أندريه سيبيغا على تليغرام: "يجب على دبلوماسيَّين مجريَّين مغادرة بلادنا خلال 48 ساعة"، مضيفاً أن كييف تتصرف وفقاً "لمبدأ المعاملة بالمثل".

(فرانس برس، أسوشييتد برس، رويترز، العربي الجديد)

المساهمون