ثمّة انتصارات هي للغزّيين وحدهم، مقاتلينَ ومدنيين. وثمّة انتصاراتٌ هي لفكرة المقاومة مستمرة الجدوى، متعدّدة الأشكال، مقابل خسائر (وليسَ هزائم) كبيرة وفادحة.
تساؤلات تغزو سورية اليوم، إن كان الإسلام السياسي سيستعيد حضوره "الناعم" بديلاً للنظام البائد، أم سيتآكل تلقائياً بسبب الهوّة بين ذهنية الإسلاميين والحوكمة.
تبيّن وقائع الميدان أن إسرائيل لم تحقّق أياً من أهدافها المعلنة وغير المعلنة؛ لم تقض على حركة حماس لا عسكريا ولا سياسيا أو شعبيا، ولم تتمكّن من إضعافها حتى.
في سورية، يُقضى على الحكم القديم، إذ يهرُب بشار الأسد ويتناثر أهله ورفاقه، أما في لبنان، فما زال الحاكم السابق، حزب الله، متمسّكاً بأهداب حكمه، رغم خسائره.
يبدو أن حال العلويين انتقل من الشعور بالأمان الجماعي في ظل نظام الأسد، إلى انعدام الشعور بالأمان الجماعي في ظل بوادر صريحة لنظام إسلامي يخالونه خطراً عليهم.
مع سقوط النظام السوري وجد الشعب نفسه أمام استحقاق تعريف ذاته، فزوال النظام حوّل الجبهة التي كانت شبه موحّدةٍ ضده، إلى جبهات متعدّدة لكل منها أولوياتها.