زوايا

الصورة
غزة
الخرائط الأميركية لجغرافيا الشرق الأوسط كانت جاهزةً، مع تلويح جو بايدن بأنّ طبخة التطبيع السعودي الإسرائيلي نضجت، وأن أبواب الشرق الأوسط الإسرائيلي قد انفتحت.

الهدف الإسرائيلي من استعراض القوّة ضدّ لبنان وإيران بعد الإبادة الجماعية في قطاع غزّة هو التفرّغ لتصفية المقاومة وتدميرها نهائيًا بأيّ ثمنٍ وبأيّ وسيلةٍ.

يعيش العالم العربي اليوم أكبر كارثة إنسانية حقيقية من قرون طويلة؛ عشرات الملايين من المهجرين والأيتام والجائعين، حتى بالكاد بقي شيء من دول ومجتمعات مستباحة.

إن وجود حزب الله الحصري في جنوب لبنان مكّنه من إنشاء ترسانة تحصينات صعبة الاختراق، قد تجعل إسرائيل تطيل حربها الجوية قبل أن تصبح قادرة على تنفيذ اجتياح بري.

تعاني غزة وسورية واليمن وليبيا والسودان من كارثة حرمان ملايين من الفتيان والفتيات دخول المدارس، ما يعني أنّ موجة من الأميّة والجهل قادمة لا سبيل لتحاشيها.

ما تقوم به إسرائيل في فلسطين ولبنان أمر لا يمكن تصديقه، فالجريمة علنية والمجرم الإسرائيلي في وضع اطمئنان، بل ويشرعن جريمته باسم "الدفاع عن االنفس"!

لن تغيّر إسرائيل في لبنان الاستراتيجية التي عملت بها في غزّة، طالما أنّه ليس هناك موقف دولي يردعها، وعلى هذا يواجه اللبنانيون مصيرهم الصعب وحدهم.

أبرز المخاطر المُرتقَبة، في حال استمرار العدوان، هو أنّ شتاء لبنان البارد يقترب، خصوصاً أنّ عدد المُهجرّين بلغ نحو 1.3 مليون نسمة، أي أكثر من 20% من اللنانيين.