استمع إلى الملخص
- بعد بث قصتها، تعرضت للسخرية والتنمر الإلكتروني، وانتقدها مستخدمو الإنترنت لسذاجتها، بينما اعتذر نادي تولوز لكرة القدم بعد سخريته منها.
- الاحتيال العاطفي عبر الإنترنت في تزايد، حيث كلف ضحاياه في الولايات المتحدة 1.3 مليار دولار بين 2021 و2022، ويستخدم المحتالون الذكاء الاصطناعي لإنشاء علاقات زائفة.
سحبت القناة الأولى الفرنسية (تي إف 1) تقريراً تلفزيونياً من منصاتها الثلاثاء، حول امرأة تعرضت للاحتيال في فرنسا من جانب أشخاص أوهموها عبر الإنترنت بأنها تتواصل مع النجم السينمائي براد بيت، بعدما وجدت الضحية نفسها في مرمى التنمر الإلكتروني. وكتبت القناة الفرنسية عبر صفحة برنامجها "سات أويت" (Sept a Huit) على منصة إكس": أثار التقرير الذي بُث الأحد (12 يناير/كانون الثاني 2025) موجة مضايقات ضد أحد الشهود. ولحماية الضحايا، قررنا إزالته من منصاتنا".
اختارت الضحية الخمسينية المدعوة آن تقديم شهادتها بوجهها واسمها أمام الكاميرا، حتى أن ابنتها تحدّثت أيضاً بوجه مكشوف، على عكس ما يفعله عادةً ضحايا هذا النوع من النصب. وقالت إن هذه العلاقة المزيفة استمرت عاماً كاملاً، دفعت خلالها 830 ألف يورو (نحو 859 ألف دولار أميركي) لمحتالين ادعوا أنهم براد بيت من خلال إرسال صور شخصية مزيفة لها ووثائق هوية زورت باستخدام الذكاء الاصطناعي لتبديد شكوكها. وادعى براد بيت المزيف حاجته إلى المال لدفع تكاليف عملية جراحية لاستئصال سرطان الكلى لأن حساباته المالية مجمدة منذ طلاقه من أنجلينا جولي، ما مكّنه من ابتزاز هذه المرأة وأخذ مبالغ كبيرة منها، وقد أصيبت بالاكتئاب وحاولت الانتحار ثلاث مرات. لم تكتشف ما يحصل إلا حين شاهدت صوراً نشرت في المنافذ الإعلامية خلال الصيف للنجم براد بيت مع شريكته إينس دي رامون. وذكر التقرير أنها تقدمت بشكوى، وهي الآن ترقد في مستشفى متخصص في علاج الاكتئاب الحاد.
ومنذ بث التقرير، أصبحت المرأة موضع سخرية من جانب مستخدمي الإنترنت الذين انتقدوا ما اعتبروه تصرفاً ساذجاً منها. نشر نادي تولوز لكرة القدم في جنوب فرنسا رسالة على منصة إكس مصحوبة بصور مركبة توجه من خلالها إلى الضحية بسخرية قائلاً: "مرحباً آن، أخبرنا براد أنه سيكون في الملعب الأربعاء (...) ماذا عنك؟". وتحت وطأة الانتقادات، تراجع النادي الفرنسي عن تصريحاته، وقدّم "اعتذاراته الصادقة". ونشرت شبكة نتفليكس رسالة على منصة إكس تتضمن أربعة أفلام متاحة على منصتها يشارك فيها النجم الأميركي. وجاء في الرسالة: "أربعة أفلام لمشاهدتها مع براد بيت (هذا وعد) إنها هدية".
بعد الضجة وموجة السخرية، عبرت آن عن غضبها عبر حساباتها على منصات التواصل الاجتماعي، حيث قالت إن القناة استغلت ما حصل معها واقتطعت تفاصيل مهمة من الأحداث.
تشير أرقام لجنة التجارة الفيدرالية الأميركية إلى أنّ النصب العاطفي عبر الإنترنت في الولايات المتحدّة الأميركية كلف ضحاياه 1,3 مليار دولار بين عامي 2021 و2022، في ارتفاع نسبته 78 في المائة عن عام 2020، ويجعل من الاحتيال العاطفي أكبر فئة احتيالية مسجلة. بينما في كندا، سجلت الشرطة 925 ضحية نصب عاطفي عام 2021، بخسائر وصلت إلى 54 مليون دولار أميركي. وأصبح هذا النوع من الاحتيال أكثر شيوعاً بفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي التي صعّبت التمييز بين الحقيقة والغشّ.
عادةً ما يبدأ المحتالون بحساب وهمي عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو مواقع التعارف، ويخلقون جوّاً من الرومانسية مع الضحية. يتعرّف المجرم على نقاط ضعف ضحيته تباعاً، ويجعلها تتعلق به، وهذا ما قالته المرأة الفرنسية في التقرير: "كان يحدّثني بطريقة وبكلمات لم أسمعها يوماً من زوجي". أشارت أيضاً إلى أنه كان يرسل لها قصائد حب ما زالت تحتفظ بها، ونشر التقرير مقاطع منها. بعد التأكّد من تعلق الضحية، تبدأ عملية الابتزاز العاطفي/المالي، عبر الحديث عن مشاكل مالية. وغالباً ما ستكون هذه المشاكل هي ما يحول بينهما، وتُصعّب إمكانية تنقل منتحل الصفة للوصول إلى حبيبته/ضحيته.
ازدادت عمليات الاحتيال الإلكتروني، لا سيما العاطفي، خلال تفشي جائحة فيروس كورونا، وهذا ما فسر بالعزلة الاجتماعية التي شعر بها كثيرون ولجوئهم الى التواصل عبر الإنترنت بشكل شبه يومي وبأي ثمن.