دعم إيطالي لإنتاج الزيتون في إدلب السورية

06 مارس 2025
السفير الإيطالي في سورية ستيفانو رافاجنان (العربي الجديد)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التقى السفير الإيطالي في سورية بمسؤولين لمناقشة دعم إيطالي لإعادة تفعيل مخبر تحليل زيت الزيتون، بهدف تحسين جودة المنتجات وجذب استثمارات إيطالية في القطاع.
- أكدت عبير جوهر أهمية قطاع الزيتون في سورية، مشيرة إلى أنه يشكل 65% من الأشجار المثمرة و3% من الدخل القومي، ودعت لتعزيز التعاون مع إيطاليا لاستعادة عضوية سورية في المجلس الدولي للزيتون.
- أشار الدكتور زياد نمور إلى حاجة مخبر الجودة في إدلب للتحديث، وناقش السفير الأوضاع الإنسانية بعد تخصيص إيطاليا 4.5 ملايين يورو مساعدات لسورية.

التقى السفير الإيطالي في سورية ستيفانو رافاجنان، يوم الأربعاء، ممثلين عن وزارة الزراعة السورية ومسؤول المكتب السياسي في إدلب، محمد الأزرق، وذلك في مكتب الزيتون بمدينة إدلب، لمناقشة إمكانية إعادة تفعيل مخبر تحليل زيت الزيتون وزيتون المائدة، الذي طُوِّر سابقًا بدعم من الحكومة الإيطالية.

وخلال اللقاء بُحثَت الإجراءات اللازمة لتدخل الحكومة الإيطالية في دعم المخبر بالأجهزة التقنية، وتدريب الكوادر الفنية، وتعزيز الخبرات في قطاع زيت الزيتون، بهدف الوصول إلى منتجات ذات جودة عالية وحاصلة على شهادة تحليل دولية معتمدة، كما كان الحال سابقًا.

وأكد السفير الإيطالي خلال الاجتماع أهمية التعاون بين البلدين في هذا المجال، قائلًا: "ثمرة الزيتون تجمعنا، فالشعبان السوري والإيطالي يحبان زيت الزيتون". وأشار إلى حاجة إيطاليا لكميات إضافية من زيت الزيتون، مشددًا على ضرورة استعادة الشهادة السورية الدولية لزيت الزيتون، ما قد يجذب اهتمام الشركات الإيطالية للاستثمار في هذا القطاع.

من جانبها، تحدثت عبير جوهر، مديرة مكتب الزيتون في وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي، عن أهمية قطاع الزيتون في سورية، موضحة أن أشجاره تشكل 65% من إجمالي الأشجار المثمرة في البلاد، وأن زيته يمثل 3% من الدخل القومي و13% من الدخل الزراعي. ودعت إلى تعزيز التعاون العلمي والفني مع الحكومة الإيطالية لاستعادة عضوية سورية في المجلس الدولي للزيتون بمدريد.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قالت جوهر إن "الحكومة الإيطالية لديها رغبة في دعم قطاع الزيتون في سورية بعد تحرير البلاد، نظرًا لجودة زيت الزيتون السوري وتنوع مواصفاته الحسية التي تلبي أذواق المستهلكين في العديد من الدول". وأضافت أن السفير الإيطالي وعد بتقديم دعم فني وتقني للمخبر، إلى جانب تزويده بأجهزة حديثة، وتدريب الكوادر السورية، بعد وضع خطة عمل بالتنسيق مع وزارة الزراعة ومكتب الزيتون.

من جانبه، قال الدكتور زياد نمور، مستشار منظمة معهد التعاون الجامعي الإيطالي (ICU)، لصحيفة "العربي الجديد"، إن المنظمة ترى في هذا المشروع فرصة للاطلاع على واقع قطاع الزيتون في سورية. وأوضح أن مخبر مراقبة الجودة في مكتب الزيتون بإدلب بحاجة إلى إعادة تأهيل، نظرًا لحاجته إلى تحديث الأجهزة، مشيرًا إلى أن المخبر أُنشئ عام 2008 بدعم إيطالي، وحصل على الاعتراف الدولي لمدة أربع سنوات.

وكانت سورية قد انضمت إلى المجلس الدولي للزيتون عام 1997، وكانت واحدة من بين 17 دولة عضوًا، إلا أن عضويتها عُلّقت عام 2012 بسبب الحرب والأوضاع السياسية والاقتصادية. وتعرض قطاع الزيتون في سورية، خلال سنوات الحرب، لأضرار كبيرة أثرت بكمية الإنتاج وجودته، خصوصاً أن العمليات القتالية تركزت في محافظتي حلب وإدلب، اللتين تضمان 40% من أشجار الزيتون في البلاد. كذلك أدى تدهور الوضع الاقتصادي إلى عجز العديد من المزارعين عن الوصول إلى أراضيهم والقيام بالصيانة اللازمة لأشجارهم، ما تسبب في انخفاض الإنتاج وتراجع الجودة.

وخلال زيارته لإدلب، جال السفير الإيطالي في مدينة معرة النعمان جنوبي المحافظة، حيث زار المتحف والمسجد الكبير والمستشفى الوطني، وهي معالم تختصر حجم الدمار الذي خلفته الحرب في المنطقة. كذلك، التقى السفير الإيطالي محافظ إدلب، محمد عبد الرحمن، لمناقشة الأوضاع الإنسانية، والاحتياجات اللازمة لعودة النازحين إلى مدنهم وقراهم.

وتأتي هذه الزيارة بعد إعلان وزارة الخارجية الإيطالية، يوم الثلاثاء، تخصيص 4.5 ملايين يورو مساعدات إنسانية عاجلة لسورية، وذلك في إطار الجهود التي أعلنها وزير الخارجية الإيطالي، أنطونيو تاياني، خلال زيارته لسورية في يناير/ كانون الثاني الماضي.

وأوضحت الوزارة في بيانها أن هذه المساعدات ستُوجَّه لدعم القطاع الصحي والمستشفيات، وتحسين البنية التحتية الحيوية في البلاد، إضافةً إلى إرسال شحنة أولى من المساعدات الإنسانية، التي انطلقت من مستودع الأمم المتحدة للاستجابة الإنسانية في مدينة برينديزي الإيطالية نهاية يناير، وشملت أدوية ومستلزمات طبية.

المساهمون