استمع إلى الملخص
- جهود تحسين الملاحة: أعلنت هيئة قناة السويس عن توسعة القناة وإضافة جزء مزدوج جديد لجذب السفن، مع تحسن بطيء في حركة المرور وعبور بعض السفن بأمان، مما يشير إلى تحسن الأوضاع الأمنية.
- التوقعات المستقبلية والتحديات: رغم وقف إطلاق النار في غزة وعودة بعض الخطوط الملاحية، لا تزال التوترات الجيوسياسية وتكاليف الشحن المرتفعة تشكل تحديًا، ويتطلب جذب الشركات جهودًا تسويقية وحوافز لضمان المرور الآمن.
رغم هدنة غزة، ورسائل طمأنة قدمها رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع إلى ممثلي 23 شركة شحن عالمية خلال اجتماعه معهم 30 يناير/ كانون الثاني الماضي، لا تزال الملاحة في قناة السويس "ضعيفة وعكس المأمول"، حسبما ذكر مصدر ملاحي في القناة لـ"العربي الجديد".
وأكد المصدر، الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن شركات الشحن العالمية لا تزال تُحجم عن إعادة سفنها للقناة، تخوفاً من تجدد القتال في غزة ومعاودة قصف الحوثيين للسفن، وينتظرون جلاء الأمر بصورة أوضح، الأمر الذي انعكس على استمرار تراجع عدد السفن المارة. ولاحظ "العربي الجديد" أن موقع القناة أحجم عن نشر إحصائيات دورية عن عدد السفن المارة بالقناة بسبب نقص أعدادها في الشهور الماضية.
ولتشجيع السفن، أعلنت هيئة قناة السويس، في 3 فبراير/ شباط الجاري، الخرائط الملاحية الجديدة للقناة بعد إضافة التحديثات الخاصة بمشروع تطوير القطاع الجنوبي. وكشف رئيس الهيئة أسامة ربيع، أن الخرائط الملاحية الجديدة للقناة تشتمل على توسعة قدرها 40 متراً جهة الشرق، في نطاق مشروع توسعة القناة من الكيلومتر 132 إلى الكيلومتر 162، كذلك تتضمن إضافة الجزء المزدوج الجديد بطول 10 كيلومترات بمنطقة البحيرات المرة الصغرى.
وتتحسن حركة المرور عبر القناة، وإن كان تحسناً بطيئاً جداً. وأفادت تقارير رسمية بأن ست سفن مرتبطة بالولايات المتحدة والمملكة المتحدة مرت عبر البحر الأحمر بأمان منذ 19 يناير الماضي، بعد أن أعلنت جماعة الحوثي اليمنية وقف استهداف السفن العالمية بعد اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، حسبما نقلت وكالة "بلومبيرغ" عن بيانات "مركز المعلومات البحرية المشترك".
وقال المصدر الملاحي في القناة لـ"العربي الجديد" إن "6 سفن لا تشكل سوى غيض من فيض عند مقارنتها بعدد السفن التي اعتادت عبور القناة قبل الحرب الإسرائيلية على غزة. ولا تزال شركات الشحن العملاقة، مثل ميرسك، وإم إس سي، وميتسوي أو إس كيه، تتجنب المرور عبر البحر، متذرعة بالمخاطر الأمنية".
Highlights of the transit of the oil tanker CHRYSALIS through the Suez Canal on its first transit since last July مقتطفات من عبور ناقلة البترول CHRYSALIS لقناة السويس في رحلتها الأولى منذ يوليو الماضي #قناة_السويس_شريان_الحياة #suezcanal
تم النشر بواسطة هيئة قناة السويس Suez Canal Authority في الاثنين، ٣ فبراير ٢٠٢٥
وأكد الخط الملاحي الفرنسي "سي إم أيه -سي جي إم" في يناير الماضي أنه سيستمر في تجنب عبور قناة السويس واستخدام طريق رأس الرجاء الصالح برغم وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لما ذكرته الشركة على موقعها الإلكتروني. وكانت هيئة قناة السويس قد قالت إنها تتوقع استقبال عدد من سفن "سي إم أيه -سي جي إم"، إلا أن ممثل الشركة الفرنسية نفى لموقع "لودستار" استئناف حركة السفن التابعة لها بقناة السويس.
رئيس هيئة قناة السويس يطمئن شركات الشحن
وبحسب الموقع الرسمي للقناة، فقد بذل أسامة ربيع جهوداً لطمأنة الخطوط الملاحية للعودة إلى المرور عبر القناة، واجتمع مع ممثلي 23 شركة رائدة في المجال، وأوضح أن "الأوضاع الراهنة في منطقة البحر الأحمر تشهد العديد من المؤشرات الإيجابية تجاه بدء عودة الاستقرار إلى المنطقة"، والقناة جاهزة لاستقبال جميع الخدمات الملاحية المختلفة.
وبحث الفريق أسامة ربيع مع ممثلي الخطوط والتوكيلات الملاحية الكبرى تأثير بدء عودة الاستقرار النسبي في منطقة البحر الأحمر وباب المندب بخطط وجداول الإبحار في قناة السويس خلال الفترة المقبلة. وشهد الاجتماع مشاركة ممثلي عدد من التوكيلات الملاحية المعروفة مثل إنشيب "INCHCAPE"، وكونسلت "CONSULT"، وغلوبال لوجيستيك "GLOBAL LOGISTICS"، وغيرها من الشركات العالمية.
وأوضح ربيع، في تصريحات نشرها موقع الهيئة اليوم الثلاثاء، أن التحديات الراهنة التي تواجه صناعة النقل البحري تتطلب تضافر الجهود كافة والالتفاف حول أهداف مشتركة تخدم حركة التجارة العالمية وتحقق الاستدامة لسلاسل الإمداد العالمية. وأعرب، خلال مشاركته مؤتمر ومعرض سيتريد قطر للنقل البحري "Seatrade Maritime Qatar"، عن تطلعه إلى تعزيز التعاون مع الشركاء والأطراف الفاعلة في المجتمع الملاحي للتباحث في سبل التعامل الإيجابي مع بدء عودة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر وباب المندب.
وأكد رئيس الهيئة أن عودة السفن للعبور عبر قناة السويس "أمر واقع يفرضه عدم وجود بديل مستدام في ظل ارتفاع تكاليف النقل البحري عبر طريق رأس الأمل الصالح وعدم وجود الملاحة اللازمة خدمات السفن، بالإضافة إلى المخاطر البيئية الناجمة عن ارتفاع معدل انبعاثات الكربون الناتج من زيادة استهلاك الوقود".
وشدد ربيع، في تصرحات أمس على هامش عبور ناقلة البترول كريستال "CHRYSALIS"، على أن "قناة السويس ستظل الخيار الأول لخطوط الشحن الرئيسية التي تتطلع إلى عودة الاستقرار إلى منطقة البحر الأحمر للعودة إلى المرور عبر القناة مرة أخرى"، مؤكداً أن عودة الناقلة للمرور عبر قناة السويس تحمل رسالة اطمئنان قوية بشأن التطورات الإيجابية التي تشهدها منطقة البحر الأحمر وباب المندب، والتي تدفع نحو بداية العودة لاستقرار المنطقة وحرية الملاحة البحرية.
شركات الشحن الصغيرة تبدأ العودة للبحر الأحمر
وترى شركة الشحن العملاقة أن وقف إطلاق النار في غزة "علامة إيجابية ولكنها هشة بالنسبة إلى صناعة الشحن والخدمات اللوجستية العالمية". وبدأت بعض الخطوط الملاحية الأصغر حجماً بتغيير وجهتها نحو قناة السويس مع صمود اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وفقاً لما قاله رئيس غرفة ملاحة السويس والبحر الأحمر محمد عبد القادر جاب الله لموقع إنتربرايز الاقتصادي المحلي.
وتوقع نائب الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية يوفراج نارايان، في تصريحات لوكالة رويترز، أن "تبدأ السفن غير المرتبطة بإسرائيل في العودة إلى البحر الأحمر في غضون أسبوعين فقط"، مشيراً إلى أنه "مع عودة الأمور إلى طبيعتها، من المفترض أن تنخفض تكاليف الشحن أيضاً، إذ يتوقع العاملون في القطاع انخفاضاً في تكاليف التأمين والمرافقة التي أثقلت كاهل الشركات في الأشهر الأخيرة".
وأشار نارايان إلى أن أسعار الشحن البحري قد تنخفض بنحو 20% إلى 25% على الأقل على مدار الشهرين إلى الثلاثة أشهر المقبلة. لكن يصعب تقييم الوضع قبل صمود واستمرار إعلان وقف إطلاق النار في غزة ووقف الحوثيين استهداف السفن الأميركية والبريطانية في البحر الأحمر، وفقاً لما قاله مصدر ملاحي في واحدة من كبرى شركات الشحن العالمية لإنتربرايز.
وأوضح أن هناك حالة ترقب تسيطر على المجتمع الملاحي حالياً، ولا سيما في ظل تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن التجارة العالمية والسيطرة على قناة بنما، "كل هذه الأمور لا يمكن التنبؤ بعواقبها حالياً"، على حد قوله. وأكد أن خطوط الشحن ستحرص في نهاية المطاف على العودة لعبور القناة، بالنظر إلى أن طريق رأس الرجاء الصالح، باعتباره بديلاً أثبت أنه مكلف للغاية بالنسبة إلى شركات الشحن والعملاء أيضاً.
واستهلكت شركات الشحن البحري وقوداً أكثر بنسبة 30% في أثناء الإبحار في رأس الرجاء الصالح خلال الأزمة، ما أدى إلى زيادة التكاليف بشكل حاد وتمديد أوقات الإبحار إلى ما يصل إلى 80 يوماً، وفق ما قاله نائب رئيس الاتحاد الدولي لوسطاء الشحن (الفياتا) في مصر، أحمد مصطفى، لإنتربرايز. لكنه أكد أن جذب شركات الشحن سريعاً سيتطلب جهوداً تسويقية كبيرة وتقديم الحوافز والتركيز القوي على ضمان المرور الآمن.
وأواخر ديسمبر/كانون الأول الماضي، أوضحت الرئاسة المصرية، في بيان، أن إيرادات قناة السويس فقدت 7 مليارات دولار خلال 2024، بسبب تطورات البحر الأحمر ومضيق باب المندب، إذ تراجعت إيرادات قناة السويس بأكثر من 60% خلال العام مقارنة بعام 2023. وأشار البنك المركزي المصري إلى تراجع إيرادات قناة السويس 61.2% إلى 931.2 مليون دولار في الفترة بين يوليو/تموز وسبتمبر/أيلول 2024، نتيجة تراجع حركة السفن العالمية.