المخاوف من تخفيض الفائدة تزيد مبيعات العقارات والسيارات في تركيا

05 ابريل 2025
رافعات البناء في منطقة بيوغلو القديمة في إسطنبول، 1 يونيو 2024 (دييغو كوبولو/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت سوق العقارات في تركيا ارتفاعاً بنسبة 20.2% في مبيعات العقارات خلال الربع الأول من عام 2025، مدفوعة بانخفاض أسعار الفائدة وارتفاع أسعار العقارات والإيجارات.
- قطاع السيارات شهد أيضاً زيادة بنسبة 30% في مبيعات السيارات المستعملة والجديدة في مارس، بفضل توقعات انخفاض أسعار الفائدة وزيادة فترات السداد المرنة.
- تخفيف السياسة النقدية في تركيا من خلال تخفيض سعر الفائدة ساهم في تحفيز الأسواق العقارية والسيارات، مع توجيه الرساميل نحو هذه القطاعات كملاذ آمن.

بدأ تخفيض سعر الفائدة في تركيا ينعكس على الإقبال على شراء العقارات والسيارات باعتبارهما الملاذ الآمن للرساميل الخارجة من المصارف، بحسب خبراء، ما نشّط تلك الأسواق وزاد من الطلب. وشهدت سوق العقارات في تركيا نشاطاً ملحوظاً خلال الربع الأول من عام 2025، بعد تسجيل رقم قياسي في المبيعات، محققاً أرقاماً لم تسجل من قبل في الفترة من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار، لتستمر الارتفاعات، وإن بوتيرة أقل، في مبيعات العقارات من منازل وأراضٍ وأراضٍ زراعية ومحال تجارية وعقارات أخرى، خلال شهري فبراير/ شباط ومارس.

وتكشف بيانات رسمية في تركيا ارتفاع مبيعات العقارات بنسبة 20.2% مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، لتصل إلى 238 ألفاً و938 عملية بيع. كما شهد فبراير زيادة بنسبة 7%، مع تسجيل 232 ألفاً و756 عملية بيع. وفي المقابل، انخفضت مبيعات مارس بنسبة 0.8% على أساس سنوي، حيث بلغت 222 ألفاً و934 عملية بيع. ونقلت صحيفة حرييت التركية أنّ إجمالي مبيعات الربع الأول شهد زيادة بنسبة 8.3%، ليصل العدد الإجمالي للعمليات إلى 694 ألفاً و628 عملية بيع، وهو أعلى رقم يُسجّل في هذه الفترة.

والرقم القياسي السابق كان 683 ألفاً و399 عملية في نفس الربع من عام 2023، وفق الصحيفة، مبينة أنه، وخلال الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، أُجريت حوالي 4.8 ملايين عملية في مكاتب العقارات. ومن بين هذه العمليات، كانت 695 ألف عملية بيع، و344 ألف عملية رهن عقاري، و106 آلاف عملية انتقال ملكية. وقد سجلت إيرادات الرسوم الناتجة عن هذه العمليات زيادة بنسبة 72.5%، لتصل إلى 28.8 مليار ليرة تركية. (الدولار = 38.1 ليرة)

ويقول رئيس منصة العقارات والإنشاءات في تركيا مصطفى إكيز إنّ الزيادة في مبيعات العقارات السكنية قادت النشاط في السوق، مشيراً إلى أنّ انخفاض أسعار الفائدة، وارتفاع أسعار العقارات، وزيادة الإيجارات، كانت عوامل رئيسية دفعت المواطنين للاستثمار في العقارات السكنية، مضيفاً، في تصريحات صحافية، أنّ العديد من المستثمرين الذين حققوا أرباحاً من الذهب باتوا يرون فرصة في العقارات، متوقعاً أن تستمر المبيعات في الارتفاع إذا استمر انخفاض أسعار الفائدة خلال الصيف، ما قد يؤدي إلى أرقام قياسية جديدة في مبيعات العقارات.

من جهته، يؤكد مدير المبيعات في شركة "امتلاك" أحمد ناعس، لـ"العربي الجديد"، أنّ المخاوف من تذبذب أسعار الصرف وبدء خطة الحكومة تخفيض أسعار الفائدة وجّهت الرساميل إلى العقارات؛ لأنها ذات عائد وربح كبير ومضمون. ويضيف ناعس أنّ عروض التقسيط وزيادة عرض العقارات، التي تجمّدت خلال فترة الفائدة المرتفعة، شجعت الشراء، حتى من الطبقة الوسطى في تركيا، كما زاد إقبال الأجانب على الشراء، سواء في إسطنبول أو أنقرة أو أنطاليا، معتبراً أنّ المخاوف من استمرار تخفيض سعر الفائدة هو المبرر الأهم لعودة النشاط لقطاع العقارات.

وكانت تركيا قد بدأت، منذ مطلع العام الجاري، بالتراجع قليلاً عن سياسة التشدد النقدي، واعتماد التيسير من خلال تخفيض سعر الفائدة لثلاث جلسات متتالية، بعد تشدد ورفع سعر الفائدة لعام ونصف عام، من 8% إلى 50%. وخفضت تركيا سعر الفائدة بنحو 250 نقطة أساس، في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لتبلغ 47.5% وتستمر في يناير الماضي بتخفيض سعر الفائدة بمقدار 250 نقطة أساس من 47.50% إلى 45%، والخميس الماضي بالنسبة نفسها ليبلغ سعر الفائدة اليوم 42.5%، قبل أن ترفع سعر الفائدة لليلة الشهر الماضي وتبقي الفائدة مثبتة.

السيارات بعد العقارات

ولم يقتصر النشاط على سوق العقارات في تركيا، بل طاول قطاع السيارات بعد الإقبال على شراء السيارات المستعملة والجديدة، وسط مخاوف من تخفيض سعر الفائدة المصرفية إلى نحو 30% حتى نهاية العام الجاري، كما سبق أن أعلن البنك المركزي التركي. وبحسب وكالة "نيو تورك بوست"، زاد الإقبال على السيارات المستعملة، ما أوصل زيادة الطلب إلى نسبة 30% الشهر الماضي مقارنة بشهر فبراير، وركّز الطلب على السيارات التي تتراوح أعمارها بين خمس وعشر سنوات باهتبارها أكثر السيارات جذباً للمستهلكين، حيث تجد السيارات التي تتراوح أسعارها بين 400 ألف ليرة تركية و800 ألف ليرة تركية أسرع مشترين في السوق.

ويقول محمد علي كاراكاش، الرئيس التنفيذي لموقع "أوتومبيل" المتخصص بالسيارات، إنّ زيادة التوقعات بانخفاض أسعار الفائدة على القروض زاد من مبيع السيارات، مشيراً إلى أن هذه التوقعات تحفز المستهلكين على شراء السيارات، مضيفاً، خلال تصريحات صحافية، أنه مع زيادة الفترات الزمنية للسداد التي أصبحت أكثر مرونة، تحوّل معظم المشترين إلى الدفع النقدي، حيث تُشترى ثماني سيارات من كل عشرٍ نقداً، بينما تُشترى اثنتان فقط عبر التمويل. وفي الظروف العادية، كانت تُشترى سبعة سيارات من كل عشرٍ بالقروض.

وتُظهر التحليلات المرتبطة بحركة المرور في معارض السيارات أنّ الطلب على السيارات المستعملة في مارس قد شهد زيادة بنسبة 30%، فيما يتصدر السوق طلب على السيارات التي تتراوح أسعارها بين 400 ألف و800 ألف ليرة تركية. وتحتل علامات مثل "رينو" و"فيات" و"فورد" و"فولكسفاغن" و"تويوتا" الصدارة في السوق، فيما تتصدر موديلات مثل "كليو" و"ميغان" و"إيغيا" و"كورولا" و"باسات" قائمة السيارات الأكثر طلباً.

المساهمون