استمع إلى الملخص
- قدمت الصين شكوى إلى منظمة التجارة العالمية ضد الرسوم الأمريكية، وأكد السفير الصيني معارضة بلاده الشديدة لهذه الرسوم، مشددًا على أهمية التعاون بدلاً من تصعيد الخلافات.
- دعا السفير الصيني إلى التعاون في القضايا العالمية مثل مكافحة الإرهاب وتغير المناخ، وأشار إلى الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة وطلب عقد اجتماع في مجلس الأمن لمناقشة التصعيد الإسرائيلي.
قالت الصين، الثلاثاء، إنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 15% على وارداتها من الفحم والغاز الطبيعي المسال من الولايات المتحدة، بعدما فرضت واشنطن رسوماً بنسبة 10% على بضائع صينية. كما أعلنت وزارة المالية الصينية، الثلاثاء، أنها ستفرض رسوماً جمركية بنسبة 10% على وارداتها من النفط الخام والآلات الزراعية والمركبات الكبيرة والشاحنات الصغيرة من الولايات المتحدة.
وأوضحت بكين، وفقاً لوكالة فرانس برس، أن الرسوم الجمركية الجديدة هي بمثابة رد على "زيادة الرسوم الجمركية الأحادية الجانب" التي أعلنتها الولايات المتحدة خلال عطلة نهاية الأسبوع، واعتبرت أن زيادة الرسوم الجمركية "تنتهك بشكل خطير قواعد منظمة التجارة العالمية، ولا تساهم في حل مشكلاتها الخاصة، وتعطل التعاون الاقتصادي والتجاري الطبيعي بين الصين والولايات المتحدة".
وأشارت وزارة المالية إلى أن هذا الإجراء سيدخل حيز التنفيذ الاثنين المقبل. وفي السياق، أعلنت وزارة التجارة الصينية في بيان أن بكين "رفعت قضية ضد تدابير الولايات المتحدة لفرض رسوم جمركية، وذلك بموجب آلية تسوية النزاعات لدى منظمة التجارة العالمية"، مضيفة أن الخطوات الأميركية "خبيثة في طبيعتها". وأعلنت الولايات المتحدة، السبت، إجراءات شاملة ضد شركاء تجاريين رئيسيين لها، في حين ستواجه البضائع المستوردة من الصين تعرفة إضافية بنسبة 10% بالإضافة إلى الرسوم المفروضة عليها أصلاً. وقال ترامب إن الإجراءات تهدف إلى معاقبة الدول لفشلها في وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين والمخدرات، خصوصا الفنتانيل، إلى الولايات المتحدة.
الصين تحذر من الحرب التجارية
وفي وقت سابق، قال السفير الصيني لدى الأمم المتحدة فو كونغ إن بلاده قد تتخذ خطوات وتدابير مضادة لتلك التي اتخذتها الولايات المتحدة وفرضت بموجبها رسوم جمركية إضافية على الصين. وأكد كونغ في تصريحات خلال مؤتمر صحافي عقده في مقر الأمم المتحدة الرئيسي في نيويورك بمناسبة تولي بلاده رئاسة مجلس الأمن لهذا الشهر، على أن بلاده تعارض بشدة الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة ووصفها بأنها "غير مبررة وتنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية".
وأضاف: "لهذا السبب تقدمت الصين بشكوى إلى منظمة التجارة العالمية وقد نضطر أيضًا إلى اتخاذ تدابير مضادة"، مشدداً على أنه لا يمكن لأي طرف أن "يستفيد من حرب تجارية، ونأمل أن تنظر الولايات المتحدة إلى مشاكلها الخاصة، وتجد حلاً مفيداً لها وللعالم أجمع"، وقال "إن رفع الولايات المتحدة الرسوم الجمركية لا يمكن الدفاع عنه... والصين واحدة من الدول التي لديها قواعد صارمة ومن الأفضل أن تنظر الولايات المتحدة للتحديات التي تواجهها بدلا من إلقاء اللوم على الصين".
وشدد الدبلوماسي الصيني على ضرورة أن تتعاون الولايات المتحدة والصين بدلا من زيادة الخلافات بينهما على الرغم من الاختلافات في الرأي والسياسات حول عدة قضايا. وردا على سؤال حول تصريحات أميركية، بما فيها للرئيس دونالد ترامب، حول سيطرة الصين على قناة بنما وإدارتها، قال الدبلوماسي الصيني "إن الاتهامات الأميركية الموجهة إلى الصين غير صحيحة"، ووصفها بـ"الباطلة".
ولفت الانتباه إلى أن الصين "لم تشارك في إدارة وتشغيل قناة بنما ولم تتدخل قط في شؤون القناة. وتحترم سيادة بنما على القناة، وتعترف بالقناة بوابةً دولية دائمة ومحايدة". وحول تصريحات الرئيس البنمي المتعلقة بمبادرة "الحزام والطريق" التي كانت الصين قد أطلقتها عام 2013 وتهدف إلى ربط حدود أكثر من سبعين دولة حول العالم.
وقال الدبلوماسي الصيني "إذا كان ما فهمناه صحيحا وأنه يحاول عدم الاستمرار في مذكرة التفاهم، فإن ذلك مؤسف لأن مبادرة الحزام والطريق في المقام الأول مبادرة اقتصادية. والغرض منها هو بناء منصة للدول، وخاصة دول الجنوب العالمي، للتعاون الاقتصادي، وبالتالي لا علاقة لها بأي أجندة سياسية. لذا فإن التعاون الاقتصادي مفيد لجميع الأطراف".
وأضاف "نأمل أن ترى ذلك بشكله الصحيح، وأي حملة تشويه تقودها الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية الأخرى بشأن مبادرة "الحزام والطريق" لا أساس لها من الصحة على الإطلاق، ولذلك سنواصل جهودنا على أمل أن يتمكن الجنوب العالمي من العمل بشكل أفضل وأن تتمكن الصين من تقديم المساعدة لتنمية كل هذه البلدان النامية".
وحول تأثير تدهور العلاقات الأميركية الصينية على عمل مجلس الأمن الدولي في نيويورك، عبر كونغ عن أسفه "للمفاهيم المغلوطة حول الصين التي يتم تداولها في الولايات المتحدة"، مؤكدا في الوقت ذاته على أن "لدى الصين والولايات المتحدة، باعتبارهما أكبر دولتين في العالم، الكثير من القواسم المشتركة التي يمكننا التعاون بشأنها".
وقال "هناك قضايا عالمية تتطلب جهوداً متضافرة من جانب المجتمع الدولي بأكمله، وخاصة دول مثل الصين والولايات المتحدة، مثل مكافحة الإرهاب ومنع الانتشار النووي، وقضية تغير المناخ.. كما أن الصين والولايات المتحدة هما أكبر مساهمين ماليين للأمم المتحدة، لذا فمن الطبيعي أن تكون لبلدينا بعض المخاوف المتشابهة بشأن كيفية تعزيز كفاءة الأمانة العامة وعمل الأمم المتحدة"، وعبر عن أمله في أن تتخذ واشنطن "نهجا بناء ومهنيا في عملنا هنا في الأمم المتحدة، لأن هناك الكثير من الأشياء التي يمكننا أن نعمل عليها معا".
وتحدث السفير الصيني أيضاً عن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشدد على ضرورة أن توقف إسرائيل هجماتها ضد الفلسطينيين، وأشار إلى طلب فلسطيني بعقد اجتماع في مجلس الأمن في وقت لاحق من الأسبوع لمناقشة التطورات والتصعيد الإسرائيلي في الضفة الغربية.