استمع إلى الملخص
- تحدث عن التحديات الاقتصادية والسياسية التي واجهتها مصر خلال العقد الماضي، مشيراً إلى الإنجازات في مجالات الطاقة والبنية التحتية، رغم صعوبات تكلفة الإنتاج ونقص العملة الصعبة.
- أكد على أهمية معالجة قضايا المياه والزيادة السكانية، مشيراً إلى جهود تطوير مدن جديدة ودور مصر في دعم الاستقرار الإقليمي واستضافة اللاجئين السوريين.
قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة، إن "الحرب في قطاع غزة أفقدت مصر نحو سبعة مليارات دولار دخلاً مباشراً، تمثل حجم التراجع في إيرادات قناة السويس خلال الـ11 شهراً الماضية، أي ما يعادل 350 مليار جنيه، وهو مبلغ كبير كان يمكن ضخه في قطاعات كثيرة بالدولة". وأضاف، خلال تفقده مقر الأكاديمية العسكرية، أن "صندوق النقد الدولي أشاد بالمسار الاقتصادي في مصر، واعتبره جيداً، على الرغم من التحديات الكثيرة التي تواجه الدولة، والتي منها -على سبيل المثال- استهلاك البلاد قرابة 20 مليون طن من الأقماح سنوياً، لا تنتج إلا نصفها، وتستورد النصف الآخر من الخارج".
وتابع السيسي أن "الرقعة الزراعية في مصر كانت تتراوح بين ستة إلى سبعة ملايين فدان قبل 50 عاماً، بينما كان عدد السكان يقدر بـ30 مليون نسمة، بمعدل ثلث فدان للفرد، وهو المعدل الذي تراجع إلى عشر فدان تقريباً لكل مواطن بسبب الزيادة السكانية المطردة". وزاد قائلاً إن "مصر كانت لا تستورد القمح والذرة والقطن، والبيوت في الأرياف عبارة عن مشروعات صغيرة منتجة مثل رؤوس المواشي، ولكن الوضع تغير مع ازدياد حاجة البلاد للدولار من أجل الاستيراد، وهو ما كان له تأثير سلبي على الاقتصاد".
وأكمل السيسي أن "مقومات الدولة هي التي تحدد قدرتها على تقديم الخدمات، ومستوى معيشي مناسب للمواطنين، بمعنى أن الموضوع ليس مرتبطاً فقط بإرادة سياسية أو أداء الحكومة"، مدعياً أن "كل مسؤول في الحكومة يرغب في تقديم أفضل أداء لشعبه، غير أن الظروف والإمكانيات تقف حائلاً أمام تحقيق ذلك". وواصل: "في السنوات العشر الماضية تعرضت مصر لتحديات كثيرة، بداية من أحداث التغيير فى أعوام 2011 و2012 و2013، التي كان لها أثر وتكلفة. والاحتياطي النقدي من العملات الأجنبية انتهى في هذه الأعوام، وبالتالي نعتبر ما تحقق في الدولة إنجازاً في السنوات الأخيرة، لأنها كانت بمثابة نقطة الانطلاق بمعايير الدولة الحديثة"، على حد زعمه.
وأضاف السيسي: "لا يمكن اختزال جهد الدولة في تطوير شبكة الطرق، لأن الموضوع أكبر من ذلك، فهي خطة شاملة تشمل الطاقة التي كنا نواجه أزمة بشأنها قبل عام 2014. ومصر نجحت في مضاعفة إنتاج الكهرباء، رغم ما حدث من انقطاع للكهرباء في أشهر الصيف خلال العامين الماضيين، لأن هناك فارقاً بين القدرة على الإنتاج وقطع الكهرباء بسبب عدم توفر العملة الصعبة لشراء الغاز". واستطرد: "الواقع يقول إننا لا نبيع الكهرباء بثمنها الحقيقي، فهي تباع بربع ثمنها لقطاع كبير من المواطنين. ونحو 300 مليون أسطوانة من غاز الطهي السائل (البوتوغاز) تباع بـ150 جنيهاً في العام، في حين يصل سعر تكلفتها الحقيقي إلى 340 جنيهاً، بمعنى أنها تباع بأقل من نص ثمنها!".
وقال السيسي: "لو تحدثنا عن مشكلة المياه والري، فحجم المياه التى نحتاج إلى معالجتها تكلفتها مرتفعة للغاية. نحن نعاني في مصر من فقر مائي، ولن نستطيع زيادة حصتنا من المياه إلا بمعالجتها أو تحلية مياه البحر". وذكر أن "الزيادة السكانية لها تأثير كبير على الأوضاع في الدولة، لأن عدد السكان زاد من نحو 80 مليون نسمة في 2011 إلى 107 ملايين، وهذه الزيادة تكون مفيدة لو لدى الدولة موارد كثيرة، لكن في مصر الموارد قليلة، بما يعني الحاجة لمزيد من العمل وتقليل الإنفاق".
وأضاف: "إنشاء العاصمة الإدارية ومدينة العلمين الجديدة على البحر المتوسط، وغيرها من المدن الجديدة، لم يؤثر سلباً على معيشة المواطنين، لأن حجم البطالة في مصر في حدود 6.9%، وهذه المشاريع أوجدت فرص عمل، وتهدف إلى تحسين حياة المصريين. والحكومة نفذت معها مشروعات في قطاعات التعليم والصحة والزراعة والموانئ والمطارات". وتابع: "تكلفة تطوير قطاع مثل النقل بلغت نحو تريليوني جنيه، وإذا تركنا القاهرة من دون تطوير كانت ستتحول إلى كراج".
وعن جهود مصر الرامية إلى وقف الحرب في غزة، قال السيسي: "جهودنا بدأت من 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ولدينا ثلاثة ثوابت نعمل عليها، هي وقف الحرب، وإطلاق سراح الرهائن (الإسرائيليين)، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، فضلاً عن التوصل إلى اتفاق بشأن اليوم التالي لانتهاء الحرب، حتى لا تتكرر هذه المأساة كل عدة سنوات".
وعن الوضع في سورية، قال: "قدمنا مساعدات من الهلال الأحمر المصري، ونحاول أن نلعب دوراً إيجابياً في السماح لكل الأطياف الموجودة في سورية، من جميع القوى والعرقيات، بأن تصبح شريكاً في الحكم. ومصر تستضيف نحو مليون ونصف المليون سوري من أصل تسعة ملايين وافد، وهم ضيوف كرام على الدولة".