استمع إلى الملخص
- رغم زيادة استثمارات بعض الصناديق الكبيرة، تأثرت الصناعة بشكل عام بالحرب، مع تراجع تأسيس الشركات وتركيز التمويل على التكنولوجيا المتقدمة، وانخفاض عدد المستثمرين منذ 2022.
- يشير الخبراء إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار قد يعيد الاستقرار، لكن التأثير الاقتصادي لن يكون فورياً، مع استمرار القلق من عدم عودة بعض المستثمرين بسبب عدم الاستقرار السياسي والجيوسياسي.
تواجه التكنولوجيا العالية الإسرائيلية أزمة عميقة لن ينعكس عليها مباشرة قرار وقف الحرب على لبنان، خاصة مع تدهور سمعة إسرائيل حول العالم وتفادي المستثمرين الشركات الإسرائيلية. وبحسب تقرير نشره معهد الأبحاث Rise Israel بمناسبة ذكرى اندلاع الحرب، يبدو أن إجمالي جمع التبرعات للشركات الإسرائيلية الناشئة قد وصل إلى أدنى مستوى له منذ ثلاث سنوات، وأن عدد الشركات التي تقوم بالتوظيف يتضاءل تدريجياً.
تقول صحيفة "غلوبس" الإسرائيلية إن التسوية في لبنان قد تكون إشارة للمستثمرين الأجانب بأن الوقت قد حان للعودة إلى الاستثمار في إسرائيل. وعلى الرغم من أن العديد من صناديق الاستثمار الكبيرة، مثل سيكويا وإندكس وغرايلوك وجنرال كاتاليست، زادت استثماراتها في إسرائيل في العام الماضي، خاصة في شركات الإنترنت، يبدو أن الصناعة ككل تأثرت بالحرب.
وبحسب تقرير نشره معهد أبحاث رايز إسرائيل، في أكتوبر/ تشرين الأول، فإن الشركات التي يجري تأسيسها في إسرائيل تتضاءل باستمرار، وأن الجزء الأكبر من التمويل ركز على التكنولوجيا المتقدمة الإسرائيلية. كما انخفض عدد المستثمرين الإسرائيليين في مجال التكنولوجيا الفائقة بشكل كبير منذ بداية عام 2022، على الرغم من أن حجم الاستثمارات من جميع المستثمرين كان يتزايد في الربع الثالث من العام.
أزمة التكنولوجيا العالية الإسرائيلية
وهكذا، في النصف الأول من عام 2024، حدث انخفاض بنسبة 10% في عدد كيانات الاستثمار الأجنبية النشطة في إسرائيل مقارنة بالنصف السابق من العام، بما في ذلك صناديق رأس المال الاستثماري، وصناديق الشركات، والمستثمرون المؤسسيون. وبالمقارنة مع الفترة نفسها من العام الماضي، فإن الانخفاض أكثر حدة ويبلغ 18%. ويسأل "غلوبس": هل يشكل الاتفاق في لبنان نقطة تحول في نظر المستثمرين الأجانب، أم أن صورة إسرائيل في الحرب لن تتغير دون وقف الحرب في غزة؟
يقول آفي حسون، الرئيس التنفيذي لشركة Startup Nation Central للصحيفة الإسرائيلية: "إن اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان هو خطوة أولى نحو استعادة الاستقرار الإقليمي، ولكن من المهم أن نفهم أن تأثيره الاقتصادي والمدني لن يكون محسوساً إلا بمرور الوقت". وقد أدى عدم وجود رحلات جوية وتحذيرات سفر إلى إسرائيل خلال الحرب إلى صعوبة وصول المستثمرين الأجانب والشركات الدولية، وكذلك سفر الشركات الإسرائيلية إلى الخارج والحفاظ على الاستمرارية.
وتضيف الصحيفة أنه في ضوء حقيقة أن انتعاش الحياة المدنية والاقتصادية في الشمال من المتوقع أن يكون عملية طويلة، هناك قلق كبير من أن بعض المستثمرين لن يعودوا إلى أنشطتهم في الشمال، مما قد يؤدي إلى خسارة كبيرة للإمكانات الاقتصادية التي بدأت تتجسد في السنوات الأخيرة.
ويشرح معهد رايز: "إن التسوية التي شوهدت على الجبهة الشمالية تخفف جزئياً المخاوف من حرب شاملة، وربما تشير أيضاً إلى شيء ما حول أهداف الحكومة، وبالتالي قد تقلل من مخاوف المستثمرين في المجال الجيوسياسي. لكنه لا يمس بقية القضايا، وهذا يعني أننا لا نتوقع أن يؤدي المسلسل في الشمال وحده إلى تغيير كبير في الرغبة في الاستثمار في إسرائيل وانتعاش الصناعة".
ولا يُعزى الانخفاض في الاستثمار الأجنبي إلى الحرب فقط. يشير كبير الاقتصاديين في منظمة Rise Israel، عساف باتير، إلى أن "هناك انخفاضاً عالمياً في حجم الاستثمارات، وخاصة انخفاض عالمي في الاستثمارات في الشركات الناشئة الصغيرة"
علاوة على ذلك، وفقاً لباتير، أدت مخاوف المستثمرين من العوامل الفريدة لإسرائيل أيضاً إلى تقليل الاستثمارات، مثل "عدم الاستقرار السياسي وعلامة الاستفهام المحيطة بمستقبل إسرائيل دولة ليبرالية ذات نظام قانوني مستقل والتزام بالعلم، وعدم الاستقرار الجيوسياسي وصعوبة عمل الشركات الإسرائيلية في ظل القيود الأمنية، والقلق بشأن قدرة الدولة على الوفاء بالتزاماتها المالية دون الإضرار بشكل خطير بقطاع الأعمال. والضرر الذي لحق بصورة الدولة في العالم، مما يجعل المستثمرين يتجنبون المشاركة في الأعمال التجارية".