أولى موجات رسوم ترامب الجمركية على وشك أن تضرب الاقتصاد العالمي

21 ابريل 2025
مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا 17 إبريل 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- شهدت الأسواق المالية العالمية خسائر كبيرة بلغت 9.5 تريليونات دولار بسبب الرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما أدى إلى اضطرابات في سلاسل الإمداد وتراجع النمو الاقتصادي العالمي.

- يُناقش الخبراء في اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين تداعيات الأزمة الاقتصادية، حيث أشار جيروم باول إلى انتظار مزيد من الوضوح قبل تغيير السياسة النقدية، بينما تسعى كريستالينا جورجيفا لتخفيف التوترات التجارية.

- من المتوقع أن تُصدر مؤشرات اقتصادية جديدة تُظهر تداعيات سياسات ترامب، مع توقعات بتخفيض النمو الاقتصادي العالمي، مما يتيح للوزراء تقييم الآثار والتباحث حول كيفية التعامل مع الأزمة.

من المتوقع أن يكشف خبراء المال والاقتصاد الذين يحضرون اجتماعات الربيع لصندوق النقد والبنك الدوليين في واشنطن عن عمق الأزمة الاقتصادية المترتبة على الرسوم الجمركية التي أعلن عنها الرئيس الأميركي دونالد ترامب على جميع دول العالم. وحتى الآن عاشت أسواق المال العالمية وعلى رأسها سوق وول ستريت، التي خسرت 9.5 تريليونات دولار في ثلاثة أيام فقط، أولى موجات الصدمات القاسية من الرسوم.

ويرى محللون أنه من غير المرجح أن تنقشع هذه الغيوم التي تُخيّم على الاقتصاد العالمي حالياً لفترة طويلة من الوقت وسط انهيار أسواق المال واضطرابات سلاسل الإمداد العالمية وتراجع النمو الاقتصادي العالمي واحتمال ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة. 

وقال رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي، جيروم باول، يوم الأربعاء، إن البنك المركزي الأميركي "في وضع جيد يسمح له بانتظار مزيد من الوضوح" قبل النظر في تغييرات السياسة النقدية". وقالت بلومبيرغ، الأحد، بينما لم تُصرّح رئيسة البنك المركزي الأوروبي، كريستين لاغارد، بما إذا كان عدم اليقين قد بلغ ذروته. من جانبها تأمل مديرة صندوق النقد الدولي كريستالينا جورجيفا أن تُخفّف الأيام المقبلة، من حدة التوتر في العلاقات التجارية العالمية.

وقالت في واشنطن حيث تنعقد اجتماعات الربيع للصندوق والبنك الدوليين: "نحن بحاجة إلى اقتصاد عالمي أكثر مرونة، لا إلى انجراف نحو الانقسام". وتُوفّر اجتماعات واشنطن "منتدىً حيويًا للحوار في وقتٍ حاسم". وفي أماكن أخرى، ستكون قرارات البنوك المركزية في روسيا وإندونيسيا، والمؤشر الرئيسي للأجور في منطقة اليورو، وتقرير "الكتاب البيج" الصادر عن مجلس الاحتياط الفيدرالي، في واشنطن من بين أبرز الأحداث التي يترقبها خبراء المال والاقتصاد في العالم.

وبعد ثلاثة أسابيع من إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب فعليًا حربًا تجارية مع العالم أجمع، تشير البيانات الاقتصادية الجديدة  المتوقع صدورها من صندوق النقد الدولي والاستطلاعات إلى التداعيات الأولية الصادمة لسياسات ترامب التجارية. وتتوقع بلومبيرغ، أن يخفض صندوق النقد الدولي معدل النمو الاقتصادي العالمي في توقعات جديدة ستصدر يوم الثلاثاء. كما من المتوقع أن تُقدم مؤشرات مديري المشتريات من اليابان إلى أوروبا والولايات المتحدة أول لمحة مُنسّقة عن نشاط قطاعي التصنيع والخدمات منذ فرض ترامب للرسوم الجمركية العالمية. كما يُنتظر كذلك صدور مسوحات الأعمال من الاقتصادات الكبرى.

ووفق بلومبيرغ، من المُتوقع أن تُتيح هذه الصورة المُجمّعة لوزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية المُجتمعين في واشنطن فرصةً لتقييم الآثار والتباحث حول كيفية التعامل مع الرسوم إن لم يتم إلغاؤها أو تخفيفها. 

وقالت كريستالينا جورجيفا، المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، يوم الخميس: "ستتضمن توقعاتنا الجديدة للنمو تخفيضات ملحوظة في الأسعار، لكنها لن تشمل الركود". وأضافت: "سنشهد أيضًا زيادات في توقعات التضخم لبعض الدول. ونحذر من أن استمرار حالة عدم اليقين المرتفعة يزيد من خطر ضغوط الأسواق المالية".

وتميل توقعات صندوق النقد الدولي إلى التفاؤل خلال الأزمات التي يُحتمل أن تُسبب اضطرابات. وحتى الآن قلّل التقييم الأولي للصندوق التأثير المباشر لتعرفات ترامب الجمركية على النمو العالمي بمقدار 0.5 نقطة مئوية. ومهما كانت درجة تخفيض صندوق النقد الدولي لتوقعات النمو في البداية، فإن التاريخ يُشير إلى أن الضربة النهائية ستكون أسوأ.

المساهمون