أوبك تضخ 26.75 مليون برميل يومياً في مايو رغم تخفيضات العراق

09 يونيو 2025
أكبر زيادات إنتاج أوبك في مايو كانت من السعودية، 18 يوليو 2024 (Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- أظهر مسح "رويترز" ارتفاع إنتاج أوبك في مايو 2025 إلى 26.75 مليون برميل يومياً، بزيادة 150 ألف برميل عن أبريل، مع مساهمة السعودية بأكبر زيادة رغم تخفيضات العراق لتعويض تجاوزات سابقة.

- يعمل تحالف أوبك+ على تسريع إلغاء تخفيضات الإنتاج، مع التزام بعض الأعضاء بتخفيضات إضافية، حيث رفعت خمس دول إنتاجها بمقدار 180 ألف برميل يومياً، أقل من المخطط له بسبب تخفيضات العراق وتراجع صادرات السعودية.

- يُتوقع أن تسهم الزيادة المحدودة في كبح الضغوط على أسعار النفط، مع التزام أوبك بالتحكم في المعروض، مما يعزز موقف التحالف في الاجتماعات المقبلة.

أظهر مسح أجرته وكالة "رويترز" أن ارتفاعاً طفيفاً طاول إنتاج منظمة أوبك من النفط الخام في مايو/أيار 2025، بأقل من المخطط له، ليصل إلى 26.75 مليون برميل يومياً، بزيادة قدرها 150 ألف برميل يومياً عن مستويات إبريل/نيسان. وكانت أكبر الزيادات من السعودية. ويأتي هذا الارتفاع رغم أن بعض الدول، وعلى رأسها العراق، نفذت تخفيضات إضافية لتعويض تجاوزات سابقة في سقف الإنتاج، فيما التزمت السعودية والإمارات بزيادات محدودة أقل من السقف المتاح لها.

ويعمل تحالف أوبك+، الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وشركاء منهم روسيا، على تسريع خطط إلغاء أحدث شريحة من تخفيضات الإنتاج. وفي الوقت نفسه، يُطلب من بعض الأعضاء إجراء تخفيضات إضافية للتعويض عن زيادة في الإنتاج في السابق، ما يحدّ نظرياً من تأثير الزيادات. وبموجب اتفاق بين ثمانية أعضاء في أوبك+ يغطي إنتاج شهر مايو/ أيار، كان من المقرر أن ترفع الدول الخمس الأعضاء في أوبك، الجزائر والعراق والكويت والسعودية والإمارات، الإنتاج بمقدار 310 آلاف برميل يومياً. ووفقاً للاستطلاع، بلغت الزيادة الفعلية من جانب الدول الخمس 180 ألف برميل يومياً، إذ حدّت التخفيضات التعويضية من العراق وتراجع صادرات السعودية من أثر الزيادة.

وخلص المسح إلى أن أكبر زيادة قدرها 130 ألف برميل يومياً جاءت من السعودية. ووجد المسح أن العراق، الذي يتعرض لضغوط لتعزيز الامتثال لحصص إنتاج أوبك+، قلص إنتاجه للوفاء بالتزامه بتخفيضات التعويض في مايو/ أيار. وأظهر المسح أيضاً أن الإمارات ضخّت أقل من حصتها في أوبك+ في مايو/ أيار، وقال مصدر مطلع لرويترز إنّ ذلك يعكس التزام الدولة المنخفض نسبياً بتخفيضات التعويض. وهناك تفاوت كبير في تقديرات إنتاج العراق والإمارات. وفي حين يظهر مسح رويترز وبيانات إبريل/ نيسان التي قدمتها المصادر الثانوية لأوبك أنهما يضخان كميات قريبة من الحصص، فإنّ تقديرات أخرى، مثل تقديرات وكالة الطاقة الدولية، تقول إنهما يضخان أكثر بكثير. ويهدف مسح رويترز إلى تتبع الإمدادات إلى السوق ويستند إلى بيانات التدفقات من مجموعة بورصات لندن، ومعلومات من شركات أخرى تتعقب التدفقات مثل كبلر، ومعلومات مقدمة من مصادر في شركات النفط وأوبك ومستشارين.

ويُتوقع أن تُسهم هذه الزيادة المحدودة في كبح أيّ ضغوط نزولية حادة على أسعار النفط، خصوصاً في ظل حالة الترقب التي تسود الأسواق العالمية بشأن الطلب الصيني وآفاق النمو في الاقتصادات الكبرى. فبينما تعكس زيادة الإنتاج من السعودية – رغم كونها الأكبر في مايو – توجهاً حذراً نحو تلبية الطلب دون إغراق الأسواق، فإنّ تخفيضات العراق الطوعية ترسل رسالة إيجابية للأسواق حول التزام أوبك بالتحكم في المعروض. وقد يعزّز هذا النهج موقف التحالف في الاجتماعات المقبلة، إذ يُرجَّح أن تستمر أوبك+ في تبني سياسة "المرونة المشروطة"، أي الرفع التدريجي للإنتاج بحسب تطورات السوق، مع الحفاظ على آلية خفض طوعي يمكن تفعيلها سريعاً لمواجهة أي انخفاض في الأسعار.

(رويترز، العربي الجديد)