استمع إلى الملخص
- يصف الشاعر الإيراني أعماله كمزيج من الجماليات الأدبية والسرديات الفلسفية، مشيراً إلى أهمية الترجمة في نقل الأدب عبر الثقافات، وينصح بقراءة "كل شيء أزرق" و"الأخضر والأحمر".
- يؤمن الشاعر بأن الرقابة الذاتية أخطر من الرسمية، ويعتبر أن الترجمة تخلق نصوصاً جديدة، معبراً عن رغبته في حوار ثقافي حقيقي ونهاية القيود الفكرية.
تقف هذه الزاوية مع كاتب من العالم في أسئلة سريعة حول انشغالاته الإبداعية وجديد إنتاجه وبعض ما يودّ مشاطرته مع القارئ العربي. "الترجمات تخلق في بعض الأحيان نصاً جديداً"، يقول الشاعر الإيراني لـ"العربي الجديد".
■ كيف تقدّم المشهد الأدبي والثقافي في بلدك لقارئ لا يعرفه؟
- إن المشهد الأدبي في إيران غنيٌّ ومتنوّع ومُتعدّد الطبقات؛ بدءاً من الشعر والنثر الكلاسيكي والصوفي الذي يعود تاريخه إلى أكثر من ألف عام، وصولاً إلى الأدب المعاصر والحديث، الذي يتناول القضايا الاجتماعية والفلسفية والهوية.
■ كيف تقدّم عملك لقارئ جديد، وبأي كتاب لك تنصحه أن يبدأ؟
- أعمالي عبارة عن مزيج من الجماليات الأدبية، والسرديات الفلسفية، والمنظورات الاجتماعية. إن النظر إلى الطبيعة والتفسير الشعري لها هي العناصر الأساسية في قصائدي. إذا أراد القارئ أن يبدأ، أقترح عليه أن يبدأ بـ "كلّ شيء أزرق" ثم "الأخضر والأحمر"، وقد ترجمهما إلى العربية الشاعر العراقي محمد الأمين الكرخي.
■ ما السؤال الذي يشغلك هذه الأيام؟
- هل يمكن للأدب أن يغيّر العالم أم إنّه مجرّد انعكاس للعالم؟
الرقابة الذاتية أكثر خطورة من الرقابة الرسمية
■ ما أكثر ما تحبّه في الثقافة التي تنتمي إليها وما هو أكثر ما تتمنى تغييره فيها؟
- أنا أُحبّ الشعر والأدب، ولكنّني أتمنّى مزيداً من حرّية التعبير والنقد.
■ لو قيض لك البدء من جديد، أي مسار كنت ستختار؟
- ربّما كنت سأكون أكثر اهتماماً بالدراسات الفلسفية، والتصوير الفوتوغرافي، والسينما الوثائقية. الدراسات التي أهتمّ بها أكثر أو أقلّ الآن وأحياناً أفعل ذلك.
■ ما هو التغيير الذي تتوقعه أو تريده في العالم؟
- الحوار الحقيقي بين الثقافات ونهاية القيود الفكرية.
المشهد الأدبي في إيران غنيٌّ ومتنوّع ومتعدّد الطبقات
■ شخصية من الماضي تودّ لقاءها، ولماذا هي بالذات؟
- كيركيغارد، لمعرفة ما إذا كان يفكّر حقّاً كما ظهرَ في كتبه.
■ ما هو، في اعتقادك، أكبر خطر على حرية الكاتب والكتابة في العالم اليوم؟
- الرقابة الذاتية أكثر خطورة من الرقابة الرسمية.
■ ما هي قضيتك وهل يمكن أن تكون الكتابة قضية بذاتها؟
- مشكلتي هي "فهم الحقيقة من خلال الكلمات"، ونعم، الكتابة في حدّ ذاتها يُمكن أن تكون مشكلة، لأنها تجلب الحرية والقيود الجديدة.
■ الأدب العالمي يكتبه المترجمون، إلى أي درجة توافق على هذه المقولة وإلى أي درجة كتبك المترجمون؟
- إلى حدٍّ ما، نعم، لأنَّ الترجمات تخلق في بعض الأحيان نصّاً جديداً. لقد تمّت ترجمة اثنين من أعمالي إلى اللغة العربية. لقد قام محمد الأمين الكرخي بمهمّته على أكمل وجه وكان له تجاوب جيد.
■ كيف تصف علاقتك مع اللغة التي تكتب فيها؟
- أنا أُحبّ تعقيدات اللغة الفارسية، ولكنّني في بعض الأحيان أشعر أيضاً بالملل من قيودها. أنا أيضاً أُتقن اللغة الكلاسيكية، ونشرت مجموعتين من الشعر والنثر باللغة الفارسية القديمة: "الرمّان وصائد الريح" و"الباراساتي" وهي باللهجة الگراشية، نسبة لمدينة گراش في محافظة فارس.
■ كاتب منسي من لغتك تودّ أن يقرأه العالم؟
- هوشنك غلشيري (بالفارسية: هوشنگ گلشيري، 1932 - 2000)؛ نثره مليء بالابتكار ويجب على العالم أن يكتشفه.
■ لو بقي إنتاجك بعد 1000 سنة، كيف تحب أن تكون صورتك عند قرّائك؟
- شخص عاش كتاباتِه وسعى إلى الحقيقة في اللغة، وليس فقط في الكلمات.
■ كلمة صغيرة شخصية لقارئ عربي يقرأ أعمالك اليوم؟
- الأدب لا يعرف حدوداً؛ نحن متشابهون أكثر مما نعتقد.
■ ■ ■
قصيدتان لصادق رحماني
ربيع
الآن أخبريني
ماذا أُهدي إليكِ،
والقمر عملةٌ رقيقة
والأشجار أضلاع تبرز من قلب أثريّ.
ماذا أُهدي إليكِ
ربيع التقويم
طيور الحفريات الأليفة
لم يعد لديّ ما أقدّمه لكِ
يا أُمنية النوروز!
■ ■ ■
مظلم
في الصباح،
أعددتُ كرسيّاً لمشاهدة زهور الحقل.
كم مُعتماً يمرُّ هذا الصباح دون عينيكِ؟
لقد انهارت الدقائق يا نسيماً
وعليكِ الآن أن تتركي روح الزمن وراءك،
دعي الجيران يُفكرون
أنّك رحلتِ بحثاً عن الشاي والتبغ.
* ترجمة: محمد الأمين الكرخي
بطاقة
شاعر إيراني وُلد في مدينة كراش التابعة لمحافظة فارس ومركزها شيراز عام 1964. يكتب القصيدة والبحوث التاريخية والمقالة الصحافية والبرامج الإذاعية. يعمل في مجال الإذاعة والتلفزيون، ويترأس تحرير مجلة "چامه" الشعرية. نشر خمس مجموعات شعرية، هي: "الرمّان وحاصد الريح"، و"بهذه المفردات المألوفة"، و"كل شيء أزرق"، و"أخضر، أحمر"، و"بضع حمامات بيضاء". ومن كتبه الأخرى: "تاريخ مدينة لارستان" و"لغة المذياع".