استمع إلى الملخص
- يجمع الكتاب أعمال 12 رساماً من دول عربية مختلفة، ويغطي فترة حرب الإبادة على غزة، حيث تتنوع الرسوم بين تصوير الدمار والمفاوضات الفلسطينية مع الاحتلال، واستعادة الأيقونة الفلسطينية "حنظلة".
- يُعتبر الكتاب توثيقاً إبداعياً لجهود رسامي الكاريكاتير في مواجهة محاولات محو السردية الفلسطينية، ويعكس مراحل الحرب والتجويع في غزة.
تظهر مفردات الواقع الفلسطيني في رسوم كتاب "فلسطينيات: في عيون الرسامين العرب" على نحو تتمثّل فيه قوّة فن الكاريكاتير، وممكنات تعبيره التي تجعل من الواقعة مادةً لخطابٍ ساخر، يكشف ويعرّي التضليل الإعلامي للدعاية الإسرائيلية، أو هذا ما يسعى إليه رسامو الكاريكاتير، وما يجمع رسوم الكتاب.
يتناول الكتاب فن الكاريكاتير الفلسطيني، عبر مجموعة من الرسومات التي نُشرت في جريدة الشرق اللبنانية، بين أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ويناير/ كانون الثاني 2025، ويجمع أعمال اثني عشر رساماً من فلسطين، والبحرين، واليمن، والمغرب، ولبنان. حرّرت الكتاب لينا مرهج، وصدر عن دار نشر "طش فش"، بتقديم معتز الصواف، ومن الفنانين المشاركين: محمد سباعنة، وخالد الهاشمي، وفادي أبو حسّان، وكمال شرف، وحسين زقوت، وعماد سنوني، وأمية جحا، وشريف عرفة، ومراد كتكت، وجينا نخلة، ومو قاسم، وصفاء عودة.
مع أن الرسوم تقتصر على فترة حرب الإبادة المستمرة على غزة، بما فرضته من عناصر الحرب، حيثُ التدمير والصواريخ والدبابات، وحيث الطفل القتيل، والطفل الجائع، إلا أن موضوعات الرسوم تشمل بعداً أوسع، منها "الموقف الأميركي من "إسرائيل"، والحرب الإعلامية على السردية الفلسطينية، واستخدام ذريعة معاداة السامية، لتكميم أي خطاب ينتقد سردية الاحتلال.
استعادة "حنظلة"، الأيقونة الفلسطينية التي تمثل الطفل الفلسطيني
أيضاً تظهر مراحل المفاوضات الفلسطينية مع الاحتلال، بتناول هذا الجانب في عدد من الرسوم، تناولاً ساخراً ومريراً، يعرض كيف قضمت المفاوضات الآمال، وقزّمتها، لتصبح المطالبة بـ"فلسطين كلها" في رسم عمرو سليم مجرّد "ممر آمن"، مروراً بحل الدولتين، الذي يظهر في رسم خضير الحميري، وقد أصبح "حل الدولة". حتى في زمن الإبادة، تظهر الساعة الرميلة للمفاوضات، وتقابلها المجازر في رسم حسين زقوت.
كما تظهر صورة النضال الفلسطيني لصيقة بالغد؛ بالطفل الفلسطيني مقابل الدبابة، أو برؤيته يرفع العلم تحت الردم، أو باستعادة "حنظلة"، الأيقونة الفلسطينية التي أرادها ناجي العلي تمثيلاً للطفل الفلسطيني. ويظهر حنظلة في رسم عمر العبدالات يركل الدبابة. بالمقابل، تركز بعض التجارب على الجندي الإسرائيلي، الذي يظهر هارباً من التجنيد، ويرفع إشارة الانتصار، خائفاً، قرب دبابة محترقة، كما في رسم أحمد رحمة.
ترافق الرسوم مراحل حرب الإبادة كلها، وصولاً إلى مرحلة التجويع، التي وصل إليها العدوان، فالرغيف مفردة جديدة من مفردات الكاريكاتير الفلسطيني، حتى إن المساعدات تظهر كقذائف، تُرمى على الغزيّين، كما في رسم علي خليل، أو تظهر قنبلة موقوتة، عليها العلم الأميركي، كما في رسم عماد السنوني.
الكتاب توثيق لجهد رسامي الكاريكاتير، وهو توثيق يحدث في ذروة حروب الخوارزميات التي تغيّب كل ما يخصّ القضية الفلسطينية، وهو بهذا توثيقٌ إبداعي، طموحه أن يواجه محاولات محو للسردية الفلسطينية.