"الجريمة المستمرة": توثيق نسوي للهجوم الكيماوي على الغوطة

19 ابريل 2025
(من حساب منظّمة "النساء الآن" على فيسبوك)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أُطلق في زملكا كتاب "الجريمة المستمرة" من إعداد نسرين حبيب، يوثق الأثر الإنساني والنفسي لاستخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية عام 2013، ويعتمد على مقابلات مع عشرين شاهداً وبحث مكتبي مكثف.
- يتناول الكتاب، الواقع في 140 صفحة، الفجوة المعرفية في توثيق انعكاسات الهجوم الكيميائي، مسلطاً الضوء على معاناة الناجين المستمرة في ظل غياب العدالة.
- يشكل الكتاب مرجعاً مهماً للباحثين في مجالات العدالة الانتقالية والتوثيق الحقوقي، ويهدف لكسر الصمت حول العنف المنظم في سورية.

شهدت، أخيراً، بلدة زملكا في الغوطة الشرقية لـ دمشق، فعالية إطلاق كتاب بحثي بعنوان "الجريمة المستمرة"، صادر عن وحدة الأبحاث النسوية في منظمة "النساء الآن للتنمية"، يوثق الأثر الإنساني والنفسي والاجتماعي طويل الأمد لجريمة استخدام الأسلحة الكيميائية في الغوطة الشرقية، والتي ارتكبها نظام الأسد في 21 آب/أغسطس 2013.

يتناول البحث، الذي أعدّته الباحثة نسرين حبيب، الفجوة المعرفية الواضحة في توثيق وتحليل الانعكاسات اللاحقة لهذا الهجوم الكيميائي، من منظور يركّز على تجارب الناجيات والناجين، وأُسر الضحايا، والمُسعفين والمسعفات، والعاملين والعاملات في الإغاثة، ويقع في 140 صفحة تتوزّع على خمسة فصول بالإضافة إلى توصيات وملاحق.

يعتمد الكتاب على مقابلات موسّعة مع عشرين شاهداً وشاهدة من الغوطة الشرقية والغربية، إلى جانب بحث مكتبي مكثف وتحليل للوثائق والمقالات والمواد المصورة والصوتية المنشورة حول المجزرة. ويهدف إلى تسليط الضوء على الأثر المستمر لهذه الجريمة، بوصفها جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، لم تتوقف آثارها عند لحظة وقوعها، بل امتدت لتطاول بنية الحياة اليومية للناجين والناجيات، على المستويات النفسية والاجتماعية والاقتصادية.

يركّز البحث، الواقع في 140 صفحة، على الطابع المركّب للجريمة، باعتبارها امتداداً لانتهاكات ممنهجة سبقتها وتلتها، كالقصف والحصار والتجويع والتهجير القسري. كما يكشف عن معاناة الناجين والناجيات المستمرة، والتي تتجلى في مشاكل صحية ونفسية واقتصادية، تشكّل عائقاً يومياً أمام حياتهم الكريمة، في ظل غياب أي شكل من أشكال العدالة أو الرعاية المؤسسية.

وتخلّلت الفعالية حوارية شارك فيها عدد من الناجين والناجيات، إلى جانب الباحثة نسرين حبيب، سلطوا فيها الضوء على شهاداتهم الشخصية وتجاربهم، وسط حضور واسع من أهالي الغوطة وممثلين عن المجتمع المدني المحلي.

يشكل هذا العمل محاولة نسوية لكسر الصمت حول أحد أبرز وجوه العنف المنظم في سورية، ويوفر مرجعاً مهمّاً للباحثين والمهتمين في مجالات العدالة الانتقالية والتوثيق الحقوقي والصحة النفسية في سياقات النزاع.

المساهمون